رئيس الرقابة: محاولاً الدفاع عن الأبداع .. بشير الديك: "يحمل الكثير من القيم السلبية ولا يجب عرضها علي المجتمع" زنا المحارم كلمة يرفضها المجتمع ويشعر من يسمعها بالصدمة، وللمناقشة هذه القضية في السينما، نري الرقابة تقف بالمرصاد لإيقافها، فقد رأينا منذ سنوات المخرجة إيناس الدغيدي تسعى لإخراج فيلم سينمائي بعنوان "الصمت" تأليف الناقد الراحل رفيق الصبان، لكن المشروع توقف نهائيا بعد أن واجه الكثير من المشاكل الرقابية، حيث كان يعتمد بشكل صريح على طرح الآثار النفسية للسيدات اللاتي يتعرضن ل"زنا المحارم"، وما يترتب عليه من مشاكل نفسية جسيمة تترك بداخلهن، نتيجة صمت الفتاة أو المرأة تجاه ما يحدث لهن. وعندما قرر المخرج خالد الحجر التطرق للقضية في فيلمه "حرام الجسد" من خلال "فاطمة" التي تخون زوجها مع شقيقه اعترض المسؤولون بجهاز الرقابة على المصنفات الفنية وطالبوا المخرج بتعديل السيناريو، بحيث لا تتضمن أحداثه قضية زنا المحارم. قال خالد الحجر ل"المشهد" أن الرقابة لم تحذف أيًا من مشاهد الفيلم، ولم يكن لها أي ملاحظات وعندما عرض السيناريو في البداية وافقت عليه، وعندما أرسلت نسخة الفيلم للحصول على "تصريح بالعرض" تمت إجازة الفيلم دون أي ملاحظات لكن نظراً لجرأة السيناريو تمت إجازته تحت كلمة "للكبار فقط"، فهو يتناول قضية تندرج تحت "زنا المحارم" حيث قصة حب تربط بين رجل وزوجة شقيقه، ولكن الفيلم لا يتناول أيًا من المشاهد التي ترفضها الرقابة. وأشار الحجر إلى أن اختياره لتقديم فيلم "حرام الجسد" جاء لإعجابه الشديد بالسيناريو فهو فيلم بعيد عن الصندوق، ويعتمد بشكل أساسي على الموضوع الجريء ويناقش قضية موجودة في المجتمعات كلها، فلم يتناول قضية زنا المحارم بشكل فج كما ردد البعض، لكنه يتناول قصة رومانسية من الممكن أن تحدث في أي مجتمع وكثيراً ما قدمت ولكن الموضوع يحكي تفاصيل رومانسية موجودة في مجتمعنا. في سياق متصل علقت الناقدة الفنية ماجدة خير الله في تصريحات خاصة ل "المشهد" قائلة : إن الرقابة تدخلت فيما لا يعنيها عندما طلبت إجراء تعديلات على سيناريو فيلم "حرام الجسد"، مؤكدة أن موضوع زنا المحارم تم تناوله في أكثر من عمل فنى من قبل منها فيلم "الغابة" وفيلم "حين ميسرة"، متسائلة: كيف تقوم الرقابة بتصنيف الفيلم للكبار فقط وفى نفس الوقت تتدخل فى السيناريو؟! ولماذا إذن لجأت لتصنيفه + 18؟.. مشيرا إلى أن لافتة للكبار فقط وجدت حتى يستطيع المبدعون مناقشة مثل هذه القضايا بحرية أكبر. وأشارت ماجدة: "لا شك أن قضية زنا المحارم مخيفة ولكن لا يعنى ذلك أن يتم تجاهل تناولها فنيا". وأوضحت ماجدة أن الفن حاليا أصبح يواجه مشكلة كبرى وهى القصور الثقافي لدى بعض الفنانين الذى أصبح منتشرا بصورة كبيرة ". فيما اختلف السيناريست بشير الديك في الرأي مع الناقدة ماجدة خير الله، حيث يقول: "قضية زنا المحارم تحمل الكثير من القيم السلبية التي لا يجب نشرها وعرضها على الجمهور، فالهدف من السينما هو الارتقاء بالأخلاق، وأن مسألة زنا المحارم طوال الوقت ممنوعة في السينما لأنها صادمة للمجتمع، مشيرا إلى أنه لا ينكر وجودها في الواقع ولكنه ليس مع نقل هذا الواقع المصادم والفج إلى الشاشة . ومن جانبه قال خالد عبدالجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، إن العمل الفني لا يجوز التعامل معه بالقطعة فيجب أن يكون متكاملا بغض النظر عن وجود مشاهد جنسية أو جريئة به أم لا، والأهم هو أن تكون مشاهد الجنس موظفة دراميا بصورة صحيحة تخدم العمل الفني، مشيرا إلى أن قضايا زنا المحارم تكسر التابلوهات المرتبطة بقيمنا الأخلاقية والدينية، ورغم ذلك تم السماح بتناولها في فيلم "الغابة" وذلك لأن محور الفيلم يظهر مدى معاناة الأطفال الذين يتعرضون للاعتداء من أهلهم، وكانت المعالجة الدرامية والبصرية للفيلم جيدة جدا. يذكر أن فيلم “حرام الجسد” بطولة ناهد السباعي وسلوى محمد على وأحمد كمال وأحمد عبد الله محمود، ومن تأليف وإخراج خالد الحجر، ويعرض حاليًا بجميع أدوار العرض السينمائي .