أعلنت وزارة الداخلية التونسية اليوم، الإثنين، التخفيض ساعتين في مدة حظر التجوال الليلي، الذي فرضته منذ الجمعة على كامل البلاد، لمواجهة احتجاجات اجتماعية غير مسبوقة بحجمها منذ ثورة 2011. وقالت الوزارة، في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، «تعلم وزارة الداخلية أنه تبعا للتحسن النسبي للأوضاع الأمنية فقد تقرر بداية من اليوم 25 يناير 2016، التخفيض في فترة حظر التجول على كامل تراب الجمهورية لتصبح من الساعة العاشرة ليلا (التاسعة ت ج)، إلى الساعة الخامسة صباحا (الرابعة ت ج)». وذكرت، أن «كل مخالفة لهذا القرار تعرّض مرتكبها إلى التبعات القانونية اللازمة، فيما عدا الحالات الصحية المستعجلة وأصحاب العمل الليلي»، داعية «كل المواطنين والمواطنات إلى الالتزام بمقتضيات حظر التجول». بحسب ما نقلته وكالة «فرانس برس». والجمعة فرضت وزارة الداخلية، ولأجل غير مسمى، حظر تجوال ليلي في كامل البلاد اعتبارا من الساعة الثامنة ليلا وحتى الساعة الخامسة صباحا. وبررت الوزارة هذا الإجراء بما شهدته تونس من «اعتداءات على الأملاك العامة والخاصة، وما بات يُشكله تواصل هذه الأعمال من مخاطر على أمن الوطن والمواطن». وفي 16 يناير/ كانون الثاني الحالي، بدأت احتجاجات على الفقر والبطالة والفساد في القصرين (وسط غرب)، بعدما انتحر في اليوم نفسه العاطل رضا اليحياوي (28 عاما)، بصعقة كهربائية، احتجاجا على سحب اسمه من قائمة توظيف في القطاع العام. ولاحقا عمت احتجاجات وأعمال عنف ومواجهات مع قوات الأمن مناطق أخرى في البلاد. وأعلنت الحكومة نهاية الأسبوع الماضي، أن الأوضاع هدأت، داعية المواطنين إلى «الصبر» على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة. والإثنين تواصلت تحركات اجتماعية في عدة مدن، لكن من دون تسجيل مواجهات مع الشرطة مثلما حصل الأسبوع الماضي. وفي سيدي بوزيد (وسط)، أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 300 عاطل من خريجي الجامعات، بعدما حاول عدد منهم اقتحام مقر الولاية. ونجحت تونس في تحقيق انتقال ديمقراطي بعد الثورة، التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، لكن اقتصادها يعاني من الركود. وتعيش البلاد حالة طوارئ منذ هجوم انتحاري استهدف في 24 نوفمبر2015، حافلة للأمن الرئاسي في قلب العاصمة تونس، أسفر عن مقتل 12 عنصر أمن، وتبناه تنظيم «داعش» المتطرف.