1- ما أكثر الصيحات والصرخات التى تتوالى وتتتابع منادية بالجهاد وإنقاذ الوطن . الرئيس والحكومة يطالبان الشعب بمزيد من الصبر من أجل الوطن وتحمل الجوع والفقر والمرض وتحمل الموت على قيد الحياة ، والطبقة المتوسطة والفقيرة لا تحتاج إلى نداءات ودعوات لأنهم –بالفعل- في جهاد مستمر وكفاح وحرب ومواجهة على جبهة الحياة ،لكن بدون خط دفاع ،بدون توازن قوى ،وبدون سلاح حي !الفقراء في مصر هم فقط من يدفعون الثمن وفي النهاية نخاطبهم بمزيد من التحمل والألم والجهاد هؤلاء مجاهدون حقيقيون ، أما غيرهم فهم مجاهدون من منازلهم! . 2- أما منفذو العمليات ( الانتحارية ) فهم شباب مضلل تربى ونشأ على مبدأ السمع والطاعة ،أما القادة الكبار فهم ، أيضا، رافعو شعار( الجهاد من منازلهم )ومن المستحيل أن تجد أحد الكبار وهو يدافع عن وجهته علنا ، بل كلاما عبر الهواء ،وعلى الشباب الصغير تنفيذ المهمة ،وتأمل حملة راية على القدس رايحين شهداء بالملايين لا ذهبوا إلى القدس ،ولا حملوا أكفانهم على أيديهم ذودا عن شرف الدفاع والجهاد، ولا التزموا الصمت بل سلكوا منهج الجبناء وهو التحريض من بعيد أو (التحريض الالكترونى) وعبر الفضاء ،فليس من الضرورى أن يلتقى هولاء الكبار بالشباب الملقن بمنهج السمع والطاعة وجها لوجه فى ظل الملاحقات الأمنية المتتابعة ،بل تكفة ضغطة زر لإلقاء أمر بقتل عشرات أو تفجير مدرعة أو اغتيال قيادة أمنية من الشرطة أو الجيش ،ومهما تطورت سبل المراقبة لهولاء فأحسب أنهم خبراء فى التخفى والعيش تحت أجنحة الظلام فانقطاع الكهرباء يفيديهم أكثر ما يضرهم فهولاء لا يختنقون مثلنا من الظلام والحر، بل من عدم تلوث أيديهم بدماء الغدر والخيانة، فهكذا تربوا على غل وحقد دفين للوطن ،وأصبح كل من يختلف معهم فهو عدو لهم لابد من إبادته. إن هذه العمليات المتتابعة التى تمت من قبل ،ترسم صورة كاملة لا تقل قذارة ووحشية عن هتلر وغيره ممن لا يعرفون سوى لغة القتل والغدر والانتقام ،إن هولاءلا تنفع معهم محاولات النقاش والتحاور، فكيف لمن تربى على مبدأ السمع والطاعة والولاء لأشخاص ومبايعتهم أن يعرف أصلا معنى الحوار والنقاش والرأى الآخر. أن الظلمة التى أعمت أبصارهم جعلتهم يغتالون براءة شباب لم يتجاوز العشرينات من المجندين فى أكثر من مدرعة ،وكم تقطع القلب وهو يسمع صرخات أب مكلوم او أم ثكلى ولا أدرى أين قلوب هولاء ، ألهذه الدرجة من القسوة تحجرت قلوبهم ،وأظلمت عقولهم وأغلقت حواسهم إلا من رائحة الدم . إن الإرهاربيين يشتاقون إلى رائحة الدم ، زعما منهم أنها طريق للجنة ،لذا فهو يتوضأ لصلاة الفجر وربما لا يؤديها وبهذه اليد يصوب سلاحه الغادر قائلا : الله أكبر فكيف تتحاور مع أرواح مظلمة تحمل غلا وحقدا للوطن ،لأنها تختلف مع أشخاص ؟إننى أشك فى الجانب النفسى لهولاء البشر والذى يجب أن يدرس فى أبحاث علمية، لأنها ستنم عن خلل نفسى وسلوكى فى هياكل تنتمى إلى عالم البشر ظاهريا ولكن تصرفاتها اقرب إلى الوحشية والهمجية لا سيما وهم يدفعون غيرهم دفعا الى ( الجنة) بينما هم يجاهدون من منازلهم! ------------ كاتبة وأستاذ مساعد بجامعة تبوك المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية