كشف غرق الاسكندرية نتيجة للنوة السنوية المتوقعة عن الكيفية التى يتم بها اختيار المسؤلين وإدارة الازمات فى حياة الناس اليومية البعيد ة عن الصراعات السياسية و معركتنا الأبدية ضد الإرهاب والتى من أجلها تراجعت أهمية مشاكل واحتياجات الناس الحياتية فى أعين الحكومة ... وصولا الى معركة الانتخابات التى كشفت عن غضب الشعب من سلطة وعدتهم بأنهار اللبن والعسل الاقتصادى و اكتشفوا انهم وحدهم من شرب المر بينما غرق فى العسل الموعود رجال الاعمال و المستثمرون من اجل تحريك عجلة إنتاج وتنمية تدحرجت حتى حدود البسطاء وتمنعت !! بعيدا عن السياسة التى تترجم عند المواطن العادى فى أن يجد قوت يومه ويستطيع المواءمة بينه وبين لعبة أسعار لا تنفك أن تنهك وتطيح ببهلوانية ، حسابات تحاول ان تعدل ميزان تتساوى فيه الدخول والمصروفات بقدرة المصري على الغزل برجل حمار وتور كمان والذى يكتشف فى النهاية أن بركة الله وحده هى التي تنقذه من السقوط فى بئر الجوع والحرمان و ليس كفاءة الدولة فى الإدارة! إذن المواطن العادى لايفكر الا فى الستر ولو تمطع فى الأمانى قليلا ربما يأمل فلا استحياء فى قليل من الاحترام لآدميته و لقفاه بصفة خاصة من الإهانة !! وحبذا لو استطاع أن يمحو أمية أولاده فى مدارس الحكومة ، وأن لا يتحول مثلا لفأر تجارب لشركات الادوية العالمية فى مستشفياتنا الوطنية ناهيك عن العلاج الذى يشفى ولا يوصل إلى الاخرة مباشرة .. ناهيك عن أن يترك عاريا على بلاط استقبال مستشفيات الحكومة حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة كما طالعتنا الصحف مؤخرا إهمالا و قسوة ربما فرضتها ظروف أطباء يغزلون أيضا برجل حمار بإمكانيات مضحكة ورواتب هوت بمهنة الطب الى الدرك الاسفل من السلم الاجتماعى بعيدا عن اصحاب الحظوة والمال وشلة المصالح الفاسدة!! وربما يشطح المواطن البسيط أكثر فيحلم بعمل يجعله قادرا على رفع عينيه فى عيون أهله المساكين .. يعوضهم عن سنين الحرمان وربط أحزمة البطون. من أجل تعليم يعقبه وظيفة تنتشله من مصير أهله فلا تتلقفه مطرقة بطالة تكسر نفسه فى اليوم ألف مرة !! نعم نحن المواطنين البسطاء الذين لايتذكروهم إلا فى أيام الانتخابات و دمتم .. فكانت صفعة أغنية "ماحدش راح" هى ردنا البليغ على من صدعونا بالمشاريع القومية الكبرى.. والعواصم الإدراية الجديدة وكان الأجدى بهم أن يصلحوا بالوعات الصرف الصحى ومعها بالوعات التعليم المتدنى . وقبلها بالوعات المصانع التى أغلقت إما عن قصد لتأديب الثورة أو أغلقت إهمالا كما حدث فى قطاعنا العام حتى يباع للمحاسيب بأرخص الاسعار وضاع المشروع الصناعى لعبد الناصر بعدما قضوا على عدالته الاجتماعية التى ارتدوا عليها ، وألقوا بنا فى أتون الانفتاح السداح مداح . والذي دفع فقراء المجتمع وطبقته الوسطى ثمنه من انهيار مفهوم الستر فى حياتهم البسيطة!!! هؤلاء البسطاء الذين توقعوا بعد 30 يونيو عدل المايل ففوجئوا أنهم وحدهم من مال حالهم إلى درجة البكاء ، وهم وحدهم من دفعوا أثمان تغيير تصوروا أنه جاء لصالحهم واكتشفوا أن التغيير الوحيد الذى تحقق هو أنهم انزلقوا أكثر فى أتون الفقر الدكر ! و المثير للدهشة أن الدولة أصبحت دولة جباية تميل على الشرائح الفقيرة والمتوسطة لتجمع أكبر قدر من الأموال ، عجزت عن جمعها من فرض الضرائب على أرباح البورصة والتى كانت تقدر بالمليارات و وجدت أنه أسهل لها أن تعوم الجنيه أمام الدولار وتخفض مرتبات موظفين بل وتلجأ إلى خفض عدد الموظفين من الجهاز الادارى ولا تجد غضاضة فى العدول عن الحد الأقصى بينما تقف لعمال الغزل بالمرصاد لأنهم يطالبون بزايادة بدل الوجبة من 7 إلى عشرة جنيهات ! و اترك لكم التعليق !! للأسف أتصور أن الدولة لا تعرف ماهى الأولويات التى لابد أن تنتبه إليها قبل أن تنفجر فى وجوهم ثورة جياع.. فهل تدرك أن من أولوياتها مثلا أن تضبط الأسعارحتى يستطيع الناس أن يؤكلوا أولادهم بالفعل .. أم لاتعرف أن من تلك الأولويات أن تعيد تشغيل آلاف المصانع التي أغلقت وشرد عمالها وقبلها تم تشريدهم على أيدى المستثمرين الذين أخلوا بشروط التعاقد فطردوا العمال وغيروا نشاط المنشأة وباعوا أراضى المشاريع بالمتر فى تواطؤ فاسد وفاجر!! ونست أنه من أولوياتها أن تحارب الفساد ولا تحميه بقانون يقصر الطعن على العقود الحكومية إلا من قبل طرفى التعاقد .!!!. المشكلة الآن أن الناس بدأت تتشكك في قدرة النظام على إدارة الدولة اقتصاديا وهنا يكمن الخطر ، فلا رؤية واضحة ولا خطط مدروسة ، أما انحيازاتها فهى الشيء الوحيد الشفاف والمحدد والقاطع وهو بالقطع ليس للفئات الأكثر عوزا !! هنا أيضا يكمن الخطر الخطير يانظام !!!! ---------- مقال عاصفة بوح المنشور بالمشهد الأسبوعي المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية