ارتفع عدد ضحايا التفجيرين اللذين هزا العاصمة التركية أنقرة السبت إلى 86 قتيلا، فيما أصيب 246 شخصا بجروح، 48 منهم في حالة حرجة. وذكرت وزارة الداخلية التركية أن الانفجارين وقعا تحت جسر يؤدي إلى محطة القطارات في أنقرة. وكان من المقرر قبيل التفجيرين أن تنظم كونفدرالية الاتحادات المهنية لموظفي الدولة مسيرة وتظاهرة سلمية تطالب بحل النزاع المستمر بين حزب العمال الكردستاني المحظور والسلطات التركية تحت عنوان "رغم أنف الحرب، السلام الآن، السلام.. العمل.. الديمقراطية"، وذلك في ساحة محاذية لمحطة القطارات المذكورة. وجاء التفجيران بعد إحاطة تركيا بعدد من دوامات الأزمات داخليا وخارجيا، منها حربها مع حزب العمال الكردستاني سواء على حدودها مع العراقوسوريا أو داخل الدولة، وكذلك موقفها الأخير من التحالف الروسي الإيراني وحزب الله اللبناني وتدخلهم في شؤون سوريا الداخلية، إضافة إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أكثر من لقاء أن الضربات العسكرية ضد تنظيم "داعش" شمالي سوريا خطوة أولى لحماية أمن البللاد. وكانت قد ترددت أنباء عن قيادم تركيا بإسقاط طائرة مقاتلة روسية حلقت في المجال الجوي للبلاد، وذلك وفقا لتقارير غير مؤكدة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي. وخرج رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، بعد التفجير ليؤكد أن داعش وحزب العمال الكردستاني وحزب التحرر الشعبي الثوري اليساري ضمن دائرة المشتبه بهم في الهجوم الإرهابي الذي هز أنقرة اليوم وراح ضحيته 86 قتيلا و186جريحا. اتهام تركيا لحزب العمال و"داعش" اتجه رئيس الوزراء أوغلوا بإتهام حزب العمال الكردستاني بالتفجيرين نتيجة الحرب التي تدور بين الطرفين منذ عقود، ومساعي الحزب الانفصالية عام 1984 وسقوط أكثر من 40 ألف قتيل في الصراع، وتصنف تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الحزب على أنه تنظيم إرهابي، ومنذ ذلك الحين نفذ الحزب عدة تفجيرات بتركيا. وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمواصلة القتال حتى "القضاء على آخر إرهابي"، وبالفعل تبنت تركيا عدة هجمات شملت مقاتلي الحزب في العراق وصفت العديد منهم. موقف تركيا من التدخل الروسي في سوريا أعلنت تركيا رفضها التدخل الروسي في سوريا منذ اللحظة الأولى، معتبرة أن إنقاذ النظام السوري من الإنهيار خاصة بعد النجاحات التي حققتها المعارضة السورية المسلحة في الشمال السوري خلال الأشهر الأخيرة، وسيطرة داعش "تنظيم الدولة الإسلامية" على مناطق واسعة في الشمال والشرق والوسط، وبالتالي فإن التدخل الروسي جاء لقلب موازين القوة وفرض معادلة جديدة في الداخل تحت عنوان مكافحة الإرهاب، هدفها القبول بالنظام في إطار تسوية سياسة محتملة. وتشير تقارير إعلامية أن يد روسيا وإيران يحتمل أن يكون لها دخل في الإنفجارين خاصة مع ترديد أخبار أمس الأول عن إسقاط تركيا لطائرة روسية أخترقت أراضيها.