المفرعنون يمتنعون

عجاجيات
المفرعنون يمتنعون
المفرعنون هم من يصنعون ( الفرعون ) بكل إخلاص ل (الفرعنة) وبكل دأب وحرص على الحياة فى ظل فرعون... المفرعنون يبجلون ويطبلون ويرفعون من يجلس على الكرسى لأعلى عليين...يغارون عليه من نسمة الجنوب أو بالأحرى أى نقد يوجه له....يعتبرون من يعارضه قد ابق وكفر بالسلطة والسلطان والعياذ بالله...يتلقفون كل ما يلفظ به على أنه الحكمة والتخطيط الاستراتيجى للحاضر والمستقبل.... يسعون لزيادة سلطاته حتى تجتمع له ثنائية القوى والأمين التى يضمنونها له...
المفرعنون فى أيامنا هذه يخشون على الرئيس السيسى من البرلمان القادم أو مجلس النواب القادم ويخشون عليه من رئيس الوزراء الذى سيتم اختياره بعد انتخاب مجلس النواب...ويرون أن دستور 2014 وقع فى أخطاء لا تغتفر عندما أعطى بعض الصلاحيات لمجلس النواب ولرئيس مجلس الوزراء ويرون ضرورة تصحيح ما وقعت فيه لجنة الخمسين برئاسة عمرو موسى....هم باختصار يرون ضرورة تعديل الدستور وإعادة الأمور إلى نصابها أو بالأحرى إعادة كل السلطات والصلاحيات لرئيس الجمهورية المبجل عبد الفتاح السيسى.
مثلا وحيد الاقصرى ، رئيس حزب مصر العربى الاشتراكى يرى أن الوضع الراهن الذى تمر به الدولة من إرهاب وفوضى أمنية يجعل من اللازم على رئيس الجمهورية ضرورة تعديل الدستور....وبكل حزم وثقة يؤكد أن مصر كدولة لا يتناسب مع مكوناتها السياسية تطبيق النظام شبه الرئاسى خاصة وأن رئيس الوزراء المقبل حال تشكيل الحكومة من حزب أو ائتلاف الأكثرية بالبرلمان سينازع الرئيس فى معظم صلاحياته!!! الاقصرى -من الاخر- دعا الرئيس السيسى لتعديل الدستور قبل إجراء الانتخابات البرلمانية.
والعجب العجاب أن يأتى مثل هذا الكلام وبصورة أوضح من شخصية سياسية طالما اتقنت الجلوس فى مقاعد المعارضة ...الدكتور رفعت السعيد احد عتاة اليساريين والذى أخذ نصيبه من الاعتقال نسب إليه كلام عجب....يقول الوضع الراهن في مصر لا يسمح بالنظام شبه الرئاسى أو حتى تطبيق النظام البرلمانى وان لجنة الخمسين وقعت فى الخطأ عندما وافقت على تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية.
ويذهب الدكتور رفعت السعيد الى ابعد مدى على طريق الفرعنة فيصدر حكما قاطعا إلا وهو: الدول النامية ومن بينها مصر لا يتناسب معها سوى الرئيس العسكرى أو الرئيس ذو الصلاحيات الواسعة....ومن ثم يطالب بأن يكون الدعوة لاستفتاء شعبى لتعديل الدستور اول ما يعرض على البرلمان القادم.
أتمنى على المفرعنين أن يمتنعون فكفانا فراعنة...وأولى بهم أن يركزوا على خوض أحزابهم الانتخابات البرلمانية القادمة والا يكتفوا بالتمثيل المشرف ونيل بعض المقاعد بالتعيين....وأتمنى على الرئيس أن يبعث برسائل واضحة تقول لا تفرعنونى فأنا ضد الفرعنة
لوجو المشهد
لوجو المشهد