أطلق عدد من الفنانين الشباب الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين أولى تجاربهم السينمائية "للرد على الاتهامات التي تواجه الجماعة بالتعصب والتطرف ولكن بشكل ساخر وغير مبتذل" على حد تعبيرهم. هذه التجربة الناشئة التي أطلقوا عليها "سينما الإخوان.. للفن الراقى عنوان" اعتبرها ناقد سينمائي امتدادًا لما يسمى بمشروع " أسلمة الفنون والمعرفة والتكنولوجيا" لإنتاج سينما بديلة عن المطروحة حاليًا، أكثر من كونها عملاً فنيًا يتضمن شروط الموهبة والإتقان. وعرض الفيلم، على القناة الخاصة للإخوان بموقع "يوتيوب" لمقاطع الفيديو ومدته نحو 5 دقائق وهو يسخر في مضمونه من الاتهامات الموجهة للإخوان بالتطرف. ويظهر في أحد مشاهده شاب يشاهد مباراة لكرة القدم، وقد سمع صوت طرق على الباب فخرج ليجد رجلاً ملتحيًا يرتدي جلبابًا واسعًا، فسأله الشاب عن سبب طرقه الباب فرد: "جئت من وحدة مكافحة الزندقة لقياس مدى زندقتك"! مؤسسو المبادرة عرّفوا أنفسهم عبر صفحتهم على فيس بوك التي وصل عدد مشاركيها نحو 33 ألف عضو بقولهم: "لسنا رسميين ولكننا شباب من الإخوان نمتلك الفكرة والموهبة، نحاول أن نلملم الأعمال الفنية الهادفة، وقريبًا سيكون لنا أعمال فنية خاصة بنا". ووضعت مجموعة "سينما الإخوان" معايير محددة لتقديم أفلام سينمائية، أهمها "العمل على تحقيق نهضة البلاد، والحفاظ على المبادئ والأخلاق والعادات والتقاليد للشعب المصري، بالإضافة إلى ضرورة وجود موهبة فنية". وقال ياسر السعيد، أحد مؤسسي المجموعة السينمائية "إن الفن عند الإخوان ليس جديداً، بل هو موجود منذ إنشائها، وتهتم الجماعة به لإيجاد نوع من الفن الهادف البديل للفن الذي يسعى لإفساد العادات والتقاليد". وتابع " لذلك قررنا نحن عدد من شباب الإخوان خوض التجربة، ليتعرّف العالم عن قرب أن الإخوان دعوة لا يشوبها التشدد أو التسيّب أوالتفريط، بل هي جماعة لا تمانع في الدعوة لفن هادف، وذلك عن طريق جهد فردي غير تابع للإخوان رسمياً". وتعليقا على التجربة السينمائية الجديدة، قال الناقد الفني أسامة صفار: إن "هذا الاتجاه هو إحدى محاولات تقديم سينما بديلة، وامتداد لمشروع أسلمة الفنون والمعرفة والتكنولوجيا". وتابع، موجهًا حديثه لصناع الفيلم "على شباب الإخوان أن يدركوا أن إنتاج وتقديم الفن لن يكون مقبولاً إلا إذا كان مصنوعًا بشكل جيد ليس على مستوى التكلفة الإنتاجية فقط ولكن أيضا على مستوى المعرفة وفهم الدراما وطبيعتها والمجتمع الذي تدور الدراما داخله". واستدرك بقوله "أما الادعاء بتقديم بديل ثم يظهر هذا البديل في صورة عمل هواة فهو يدل على عدم الفهم فضلا عن افتقاد الموهبة بشكل واضح".