شنت طائرات التحالف العربي مساء الجمعة، غارات عنيفة على مواقع عسكرية ومخازن أسلحة تابعة لجماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في جبل نقم شرقي العاصمة صنعاء، كما سمعت اصوات انفجارات جنوبي وشمالي العاصمة اليمنية، والتي يسيطر عليها ميليشيات الحوثيين منذ سبتمبر 2014. يأتي ذلك قبيل ساعات قليلة من بدء الهدنةالانسانية التي وافقت عليها أطراف النزاع في اليمن، بوساطة الأممالمتحدة، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة بالتوقيت المحلي وتستمر أسبوعا. ومن جهته أكد زعيم حركة "أنصار الله" في اليمن "عبد الملك الحوثي" أن "استمرارية العدوان السعودي الأميركي على اليمن ستحتم علينا الإقدام على خطوات إستراتيجية كبيرة تؤسس لمراحل مهمة على مستوى المنطقة"، وأضاف في كلمة متلفزة له بمناسبة "يوم القدس العالمي"قائلا "إذا استمر العدوان على اليمن يتحتم علينا التعبئة العامة على كل المستويات لمواجهته، فعمليًا نحن جاهزون لهذه الخيارات الإستراتيجية ونحرص على أن تكون وفق قرار صادر عن جميع اليمنيين"، لافتا إلى أنه "إذا استمر العدوان سنقدم على خطوات إستراتيجية كبيرة لمواجهته". وشدد الحوثي على أن "العدوان يجب أن يتوقف ولن نقبل أن يستمر بحقنا بهذه البشاعة وبهذا الإجرام"، مؤكداً أنه "لا يمكن أن نسكت عن هذا العدوان وجيشنا اليمني واللجان الشعبية تتحرك لمواجهة العدوان مباشرة عند الحدود"، وادعى أن "إسرائيل دفعت النظام السعودي لأن يرتكب جرائم في اليمن أفظع من التي ارتكبتها هي"، معتبراً أن "السعودية تريد أن تجعل من العمالة لإسرائيل عروبة ومن يواجه إسرائيل يوصف بأنه إيراني"، لافتا الى أن "الشعب اليمني يُقتل ومنازله تُهدم بغطاء أميركي وسلاح أميركي"، كما ادعى أن "أبناء الشعب اليمني يريدون أن يكونوا إلى جانب المقاومة في فلسطين ولبنان لمواجهة إسرائيل ولذلك نحارب"، موضحاً أن "من أهم أسباب العدوان على اليمن هو معاقبة الشعب اليمني على مواقفه من قضايا الأمة"، ولفت إلى أن "الخطر في المنطقة كلها أساسه إسرائيل وكل خطر آخر هو امتداد للخطر الإسرائيلي". وحزل ايران قال الحوثي أن "إيران تتبنى قضية حقيقية ومبدئية في دعمها للقضية الفلسطينية ودعمها للمقاومة وعلى كل الأحرار في العالم تبني هذا الموقف"، معتبراً أن "المسألة في المنطقة ليست مسألة محاربة النفوذ الإيراني كما يدّعون، إنما القضية هي قضية بسط النفوذ الإسرائيلي في المنطقة"، سائلاً: "لماذا لا يقوم النظام السعودي بخدمة القضية الفلسطينية بدل أن يقوم بمحاولة تطويع الإرادة العربية خدمة للإرادة الإسرائيلية والأميركية؟". وهاجم النظام السعودي قائلا أن "النظام السعودي يمثل المصدر الأساس للجماعات التكفيرية ويؤمن البيئة اللازمة لها، وكل ذلك يصب في مصلحة إسرائيل وأميركا"، معتبراً ان "التكفيريين لا ينفصلوا بأي حال من الأحوال عن العدو الإسرائيلي وما يقومون به يخدم هذا العدو"، وداعيا "كل المكونات السياسية اليمنية إلى سد الفراغات في السلطة والاهتمام في الشأن الأمني". وحول الهدنة قال الحثي انه "بالنسبة للهدنة ليس لدينا أمل كبير بنجاحها"، مضيفاً ان "تجربتنا في الهدنة السابقة كانت مريرة"، وأن "نجاح الهدنة مرتبط بالتزام النظام السعودي ورهن بتوقف العدوان كلياً".