تتميز كتابات أيمن السيسى، الصحفي بالأهرام، باللغة الشاعرية فى جمل متلاحقة وسرد منعم بالشفافية حتى فى كتبه التى سجل فيها مواقع الحروب فى بؤر التوتر والإرهاب فى العالم العربى، كما فى كتبه "عامان على الثورة السورية" و "ثورة 17 فبراير والوجه السرى للقذافى" و "29 يوما فى الصومال" الذى راوغ فيه قراصنة البحر واخترق أوكارهم ونشره على حلقات فى جريدة الأهرام تحت عنوان "الأهرام تخترق أوكار القراصنة"، وفاز عنها بجائزة الصحافة العربية كأحسن صحفى عربى فى مجال التحقيقيات الاستقصائية. وكتابه "الكتابة على حافة الموت" الذى رصد فيه واقع الإرهاب وانتشاره فى إفريقيا والوطن العربى. ويجئ كتابه الأخير "حكايات الصحراء" الذى صدر فى سلسلة إصدارات خاصة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ليؤكد لغته الرقيقة فى الكتابة، وإن جاء ترحاله الذى سجله فى "حكايات الصحراء" هادئا فى غير مواطن حروب، فإنه يكتب عن معاناة الترحال فى الصحراء، حيث لا ماء ولا زاد سوى حكايات الغيلان الأسطورية والملائكة التى تأكل البليلة فى مجالس الطب فى سيوة ومقامات الغرباء من الأولياء، وانعزال أهل الواحات عن العالم حتى فقدوا – فى الفرافرة – يوم جمعة، فلم يستطيعون إقامة صلاحة الجمعة حتى يرسلوا واردهم إلى أقرب واحة على بُعد 300 كم ليعرف الأيام. ويسجل لأول مرة فى كتابه بطولة بدو مطروح فى موقعتهم الخالدة "وادى ماجد" الذى انتصروا فيها على الإنجليز، ومعارك اللواء صالح باشا حرب ضد الإيطاليين خلال مواجهة السنوسيين لدولة إيطاليا، ويبرز بطولات النساء البدويات، وكيف كون جيشاً طارداً للإيطاليين على الحدود المصرية. يجول بنا " السيسى"، عبر كتابه "حكايات الصحراء" وتاريخها الشفهى، ومواسم البلح والزيتون و"مشمش الغرب"، وأغنياته وفلكلور البيئة الصحراوية الغنية بالأعراف المنعمة بالود والكرم. ويرصد تاريخ أصغر واحات مصر "قارة أم الصغير"، ولماذا تظل إلى الآن منطقة مغلقة يستلزم الوصول إليها تصريحا من المخابرات الحربية، وعمليات سرقة الآثار فى سيوه، والساحر الذى انقلب كبشاً فى سرداب أسفل معبد "الوحى"، وغرائب جبل الموتى. وينقل "السيسى" من خلال تجواله فى مسارب الصحراء ودروبها المجهولة عشرات القصص العجيبة لغزاة الغرب أو الغرابة، وكيف كانت لهم سطواتهم على محاصيل أبناء الواحات الفقراء من البلح والزيتون، وكيف استوطن السنسيون واحات مصر الغربية مستنزفين خيراتها متحكمين فى أرزاق سكانها الطيبين، وحكايات الحجاج المغاربة والسحرة الذين يستخرجون كنوز الذهب المحفوظة فى سراديب الصحراء. يتناول "حكايات الصحراء"، قصص الأولياء ومقاماتهم فى الواحات وموالدهم وقصص العشق وغرائب الغيلان الأسطوريين وحروب البدو ضد الإنجليز والطليان، وتاريخ الحرب العالمية الثانية فى مطروح والسلوم وبرانى والموروثات الشعبية، ومجالس الطب الشعبية فى سيوه التى تأكل الملائكة فيها "البليلة" مازجاً قصص عشقه بغراميات المحبين على "شاطئ الغرام" فى مطروح.