سمحت لجنة استشارية تابعة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية باستخدام فياغرانسائية، فيما اعتبرته منظمات نسوية انتصارا ساحقا في مجال المساواة بالرجل فيما يخص الصحة الجنسية . ووافقت إحدى لجان إدارة الغذاء والدواء الفيدرالية بأغلبية 18 صوتا مقابل 6 أصوات، على استخدام أول دواء يعالج نقص الرغبة الجنسية لدى النساء، أو ما اتفق على تسميته ب"فياغرا النساء" وذلك بعد حملة ضغوط مكثفة، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. وأشادت بهذا القرار جماعات حقوقية نسائية، رأت فيه خطوةً أولى نحو المساواة بين الجنسين في حقل علاج المشاكل الجنسية، ونحو منح المرأة دواءً مقابلًا لما يتناوله الرجل من أقراص فياغرا، حيث سيتم تداول العقار "فليبانسرين" ليعالج نقص الرغبة الجنسية لدى النساء غير المتصلة بأسباب أخرى، كالأمراض المزمنة أو المشاكل الصحية العارضة، وليعتمد، إلا أن اللجنة اشترطت أن يبلغ الأطباء مريضاتهم بما لهذا العقار من آثار جانبية محتملة، كانخفاض ضغط الدم والإغماء والغثيان والدوار. وقالت نيويورك تايمز أن اعراض هذا الدواء دفعت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى طلب دراسات إضافية حوله، وحول التعامل مع أضراره الجانبية، بينما يقول خبراء إن لا مشكلة في منح عقار "فليبانسرين" لنساء يعانين من اضطراب في الرغبة الجنسية، أو البرود الجنسي، لأن أعراضه الجانبية ليست كبيرة أو خطيرة. وطلب مستشارون حكوميون فحص "فليبانسرين" قبل اعتماده كفياغرا نسائية وطرحه في الأسواق على هذا الأساس، خصوصًا أن عمل هذا العقار يعاكس عمل فياغرا الرجالية، فهو يؤثر في عقل المرأة أولًا، ويعزز تدفق الدم إلى أعضائها التناسلية ثانيًا، ولكن الضغوط التي مارسها مناصري استخدام فياغرا النسائية ساهم في ترجيح الكفة لصالح اتخاذ إدارة الغذاء والدواء الأميركية قرار اعتماد فياغرا النسائية الجديدة، خصوصًا أن هذه الادارة رفضت طلبات مشابهة في العام 2010. وقال "توبياس غيرهارد" عضو اللجنة والخبير في سلامة الدواء بجامعة روتجرز في نيو جيرسي "يبدو أن الحاجة إلى مثل هذا العقار ماسة، رغم تواضع الفائدة من وراء استخدامه، وأعتقد أن الموافقة على منحه للنساء مع قيود قوية خطوة صحيحة في هذه المرحلة". اما "سوزان سكانلان" رئيسة الائتلاف من أجل فياغرا النساء، فعلقت "نحن نكتب اليوم فصلًا جديدًا في مسيرتنا من أجل المساواة في الصحة الجنسية". وعارضت جماعات نسائية قرار اللجنة الاستشارية استخدام فياغرا النسائية، ووصفت الدواء بأنه غير مجدٍ، فيما شككت هيئات أخرى بفعالية الدواء الجديد، وأعربت عن خشيتها من أثاره السلبية على صحة النساء.