على غرار ظهور حزب الله في لبنان والدواعش في العراق والشام تأسست جماعة الحوثي عام 1992 على يد حسين الحوثي ولكنها ظهرت بشكل علني لأول مرة عام 2002 بصرخة (الله اكبر،الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) وكأنها تسعى إلى تحرير الأوطان والمقدسات، فقد استخدامت الدين كطريق لاستقطاب اليمنين وكسب قلوب المسلمين في محاولة لتستر خلف الشريعة لتحقيق مآربها، وبدأ صوت الحوثي وانصاره خافتا وشبه سري في بداية الأمر كما هو الحال في كل الدول البوليسية، فكان شعار جماعة الحوثي يكتب على الجدران تحت جنح الظلام، والمجاهرة به تؤدي إلى الاعتقال، ولكن ظلم واستبداد وإهمال دولة على عبد الله صالح ساهم في تحويل جماعة الحوثي خلال سنوات قليلة إلى قوة ضاربة تهدد الجيش وتقوض هيبة الدولة . وبالرغم أن أهمال النظام اليمني السابق وعجزه عن تحقيق التنمية وتلبية رغبات وتطلعات المواطنين لعب دور بارزاً في ظهور الجماعة، وعندما أصبحت شوكة في ظهره كان يتم التعامل معها على غرار تعامل حبيب العادلي مع الاخوان، أحيانا يكسب ودهم ببعض الامتيازات واحيانا أخرى يتم ارهابهم بالقوة، ولكن الخبراء في شوؤن الحركات الدينية يؤكدون أن الحركة الحوثية أريد لها أن تكون ذراع عسكرية للأحزاب الزيدية ونسخة شيعية مقابل تنظيم القاعدة السني، فنهضت على الإرث الديني والاجتماعي في مناطق انتشار المذهب الزيدي وهي مناطق قبلية تتسم بانتشار الأمية والسلاح وتبرز لدى ابناءها العصبية العشائرية والدينية، فوجد الحوثي والداعمين له الارض خصبة لبناء قوة شيعية في منطقة استراتيجية. وبالرغم أن أصحاب المذهب الزيدي في اليمين يمثلون أقل من 35% حسب الاحصائيات المنشورة على الإنترنت إلا أن ضعف الدولة فتح لها الباب للسيطرة على كل المقدرات وارهاب العباد، وخاصة بعد تلاقى مصالح الحوثين مع فلول على عبد الله صالح الذي حول الجيش اثناء حكمه من قوى وطنية تحمي البلاد إلى مليشيا تحمي النظام. وعندما غابت الدولة وجد الحوثين الطريق ممهد لتحقيق احلامهم وبدلاً من أن يتعلم الحوثي من تجربة قرينه في لبنان حزب الله - بعدم الاستيلاء على بيروت رغم قدرته على ذلك- زادات أطماعه فلم يكتفى الحوثي بالاستيلاء على العاصمة صنعاء والدخول في حوار مع السلطة ليحول ما اخذه بالقوة إلى حق سياسي، ولكن ضعف وهشاشة الدولة اليمنية وتحريض الداعمين له في الخارج واطماعهم الاستراتيجية جعلاه يواصل الزحف حتى اقترب من عدن فشعر العرب بالخطر فكانت عاصفة الحزم، التي ستعيد الحوثين إلى صنعاء ولكن الخوف أن يبقى الحوثين دولة داخل الدولة يتم استخدامها حسب الحاجة على غرار الدواعش وحزب الله، فقد ظهر تنظيم حزب الله وبدلاً من أن يزول أو ينضم تحت لواء الدولة أصبح دولة مستقلة داخل الدولة اللبنانية، ولم تختفى طالبان، بل أصبحت العقدة في طريق تحقيق الخير والرفاهية لأفغانستان، وبدلاً من القضاء على داعش صنعت خريطة جديدة للمنطقة، فهل سيكون الحوثين وحزب الله والقاعدة والدوعش وجوه متباينة لعملة واحدة أم ستنجع عاصفة الحزم في إعادتهم إلى جبالهم. المشهد .. لا سقف للحرية المشهد .. لا سقف للحرية