شهد مسرح قصر الإمارات ليلة أمس (23 مارس) وضمن البرنامج الرئيس لمهرجان أبوظبي 2015 ولأول مرة في منطقة الخليج العربي "حفل أوبرا خوان دييغو فلوريث" ترافقه أوركسترا مهرجان بودابست بقيادة المايسترو المجري غابور تاكاتش-نادجي. وقدم فلوريث خلال تلك الأمسية الرائعة لمحات من الأوبرا الأوروبية ضمت مقطوعات موسيقية تنوعت ما بين "روسيني" و"بيزيت" و" دونيتسيتّي" ما أتاح الفرصة للجمهور للتعرف على حجم وتنوع المواهب الفريدة لهذا الفنان الساحر، وفرقة الأوركسترا الاستثنائية.
ويعد فلوريث، الذي ينحدر من دولة البيرو، أحد أشهر مغنّيي التينور في العالم ويمتاز بغنائه المعبر الذي ينساب بسلاسة وصوته الفريد الأخاذ. أما أوركسترا مهرجان بودابست التي تشكلت قبل أكثر من 30 عاماً، فتعتبر واحدة من أفضل عشر فرق أوركسترا على مستوى العالم، وتجسّد قصة أوركسترا مهرجان بودابست قصة نجاح الحياة الموسيقية في هنغاريا.
وقبل إنطلاق الأمسية، أقيمت ندوة حوارية حضرها جمهور وعشاق فن الأوبرا، حيث تحدث نجم الأوبرا السابق والمدير الحالي إرنستو بالاسيو عن المسيرة الفنية لخوان دييغو فلوريث وقدم لمحات عن محتوى الأمسية.
ويستمر مهرجان أبوظبي حتى 2 أبريل مقدماً مجموعة كبيرة من النجوم العالميين لجمهور دولة الإمارات عبر عدد من الأمسيات الساحرة تتضمن كونشرتو بيتهوفن على الكمان يقدمه ريكاردو موتي مع آن صوفي موتر وأوركسترا لويجي تشيروبيني للشباب (25 مارس)، وحفل روائع البيانو، يقدمه لايف أوفي أندسنس وأوركسترا مهرجان بودابست بقيادة إيفان فيشر (26 مارس)، وحفل الناي السحري لموزارت، إخراج وقيادة إيفان فيشر ترافقه أوركسترا مهرجان بودابست ومجموعة من المغنيين العالميين (يومي 28 و 30 مارس)، ويختتم مهرجان أبوظبي بحفل للمغنية الأمريكية اللبنانية الأصل ميسا قرعة في أول ظهور لها في منطقة الخليج (2 أبريل). وتأسس مهرجان أبوظبي في شهر أبريل من عام 2004، تحت رعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الإعلام يومها، وحظي برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الأعوام من 2007 لغاية 2011، ويقام اليوم تحت رعاية معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ويعدّ المهرجان اليوم أحد أبرز الفعاليات الفنية والثقافية في الإمارات، ومنبراً بارزاً للفنون على أنواعها، بحيث يجمع برنامجه المتنوّع أرقى الفنون الكلاسيكية والتشكيلية، وأجمل فنون الأداء العالمية مستقطباً في دوراته السنوية، كوكبةً من كبار الفنانين على المستوى الإقليمي والعالمي، وقد نجح المهرجان وعلى مدار الأعوام الماضية في ترسيخ مكانته كأضخم حدث ثقافي وفني في المنطقة، وذلك من خلال تأسيسه لعدد من الشراكات الاستراتيجية المهمة مع كبريات المؤسسات الثقافية والفنية حول العالم مثل مهرجان أدنبره الدولي، ودار الأوبرا الملكية البريطانية، ومهرجان مانشستر الدولي، وقاعة كارنيغي هول.
كما يسهم المهرجان في تعزيز مكانة العاصمة الإماراتيةأبوظبي، انطلاقاً من التزام مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون برؤية العاصمة أبوظبي كوجهة رائدة للثقافة والفن والإبداع على المستوى العالمي، ويستمر المهرجان في تقديم فعاليات برنامجه التعليمي والمجتمعي، بمشاركة فاعلة للفنانين والطلبة وأولياء الأمور، والمؤسسات المجتمعية والثقافية من مختلف أرجاء دولة الإمارات العربية المتحدة، سعياً لإبراز ودعم المواهب المحلية الإماراتية، وإظهار التنوع الفني والثقافي الذي يزخر به المجتمع الإماراتي، فضلاً عن التعريف عالمياً بالمنجز التراثي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
نبذة عن مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون تأسست مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون برعاية ورئاسة معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، العام 1996 كمؤسسة غير ربحية، انطلاقاً من إيمانها بأهمية العمل الثقافي في خدمة المجتمع، وتسعى مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون إلى احتضان وصقل المهارات الفنية، التعليمية، الثقافية، الإبداعية والارتقاء بالوسائل التعليمية لما فيه خير المجتمع وبما ينسجم مع الرؤية الثقافية للعاصمة أبوظبي.
يتكون برنامج مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون من العديد من المبادرات والفعاليات الرائدة التي تتضمن مهرجان أبوظبي، برنامج القيادات الإعلامية، رواق الفن الإماراتي، استوديو الفنانين، والكثير من البرامج والفعاليات الأخرى التي تجمع الكثير من عشاق الفنون من جميع الأعمار والثقافات، ومن خلال برنامجها التعليمي والمجتمعي، تعمل المجموعة على تعزيز ودعم المواهب الإماراتية الصاعدة على مختلف المستويات بالشراكة مع مؤسسات عالمية ومحلية رائدة.