عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر كتاب "حواديت عيل موكوس" للكاتب والروائي "مراد ماهر". يقع الكتاب في 132 صفحة من القطع المتوسط ويتضمن 10 حواديت يحكيها "مراد ماهر" بصوته علي 2CD أعدها موسيقيا د. أحمد الحناوي. عن الحواديت يقول المؤلف:( ما زلنا بحاجة لتأصيل مفهوم غاية في الأهمية، وهو أن الأدب بكل أشكاله وألوانه فنٌ يحمل علي عاتقه من الجذور مسئولية الإمتاع، ويكتمل كيانه برعايته أفرعًا لا تقل في أهميتها عن الأصل، تتشكل هيئتها بحالات التأمل والفلسفة والوعظ والإيحاء الهادف. شأنه في ذلك شأن كل ألوان الفنون. ما زلتُ علي يقين أنه يصعب علينا استيعاب كل جديد؛ ربما لأسباب نفسية قد لا نلام عليها، وربما لتشبثنا بكل أطرافنا بأي حافة مرتفع نصل إليها ضمانًا للبقاء، جاهلون أن مِنْ أسفل منا هضاب تنبسط ثم تنتهي حوافها بأخري أكثر استيعابًا لنا وللآخرين. لا يزعجني كما قد يبدو؛ تسيد القالب الشعري بألوانه لفعاليات المشهد الثقافي المعاصر، قدر استيائي من مبدأ التسيد ذاته. مؤمنًا أنه من حق المتلقي أن نهيئ له مساحة أكثر اتساعًا، وألوانًا أكثر تباينًا لمخاطبة ذائقته السمعية، تلك التي تكتمل بالقراءة الواعية. كل هذه الأسباب وغيرها دفعتني للاقتراب من المتلقي بطريقة أظنها مختلفة، كما أظنها أكثر قدرة علي التوغل في تفاصيل ذائقته وما خفي منها. عمدت فيها لاستخدام لغة تنسجم في ذات الوقت الذي تعبر فيه عن سمات بيئتها وشخوصها، وتلونها بتلقائية وبساطة ريشة طفلٍ لاهٍ، وتشرح تفاصيلها برمزية عجوز ناقد. كما تحمل بين طياتها إيقاعًا قد يحقق ما عمدتُ إليه من تحقيق لون من ألوان الإمتاع. وفي كل الأحوال... يبقي الحكي هو البطل الأول في تشريح بيئة النص ورسمه وتلوينه. في النهاية... لم أهتم كثيرًا بتجنيس التجربة، فالمسميات تتناطح وتتشابك وتصطدم حروفها. ويبقي في النهاية تقبل القارئ أو إعراضه. ويبقي الإبداع قدر ما يحمله من صدق، ومن قدرة علي التواصل والاتصال... ) علي الغلاف الخلفي للكتاب؛ نقرأ للمؤلف: (حكتب كل الحواديت اللي بشوفها واللي حشوفها.. حكتب عن دارنا، عن ظلم الست فهيمة لسيدي كرماني، عن طيبة أمي الشقيانة طول اليوم في الحلة ال"قعرها" محروق.. عن جدي الهيمان في الست نعيمة المايصة.. عن أبويا اللي لحد السطر المكتوب مش متخيل حدوتة علي مقاسه.. حكتب عن كل الناس المبروكة، عن مقاماتهم، عن موالدهم، عن كرامات عمري ما حسيتها غير في عيون ستي والبت جرادة.. حكتب عن أمي اللي تصوَّت لما أخوها يموت، وتصوَّت برضه لما يموتلها دكر البط.. حكتب عن جهل الناس في بلدنا بالفرق ما بين الدين والعيب، ما بين الدقة اللي في قلب الخايف والرعشة اللي في عين المظلوم، ما بين الفاس العرقان بدموع الأرض والفقر اللي بينحر في عيدان الجلاليب.. حكتب عن غفر بلدنا الواقفين قدام النقطة ببنادق شبه النبابيت، شنباتهم أقواس ودواير حاجزة وراها الخوف من عقل البني آدم لما ينور.. حكتب عن أصغر تفاصيل في عقولهم، اللي بيحلفوا في اليوم ميت مرة إنها أكبر بكتير من كل الدنيا.. حكتب عن أفرح نوع عرفوه من أنواع الفرحة، لما بييجي الواد علي ست بنات.. عن أحزن نوع عنديهم من أنواع الحزن، لما تموت الأم وهي بتولد بت ولسه ما جابتش الواد.. حكتب عني وعن نور الصبح اللي وانا صغير كنت بقول: "هانت كلها كام حلم وحصحي ألاقيه قدامي ينورلي اللي اتبقي في عمري". م الآخر.. قررت أغيظ ستي فهيمة وأكتب حواديت.