استقرار أسعار الذهب محليًا بعد ارتفاع عالمي 36 دولارًا    ننشر أسعار الأسماك والخضروات والدواجن.. الأحد 24 أغسطس    45 دقيقة تأخرًا في حركة قطارات «طنطا - دمياط».. الأحد 24 أغسطس    الضرائب العقارية تجمع 1.5 مليار جنيه حصيلة ملاهي الحفلات خلال عام    فأغشيناهم فهم لا يبصرون، حصيلة مرعبة لقتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي ب"نيران صديقة"    الرئيس الفنلندي: صبر ترامب بدأ ينفد بشأن التسوية الأوكرانية    تفوقت على زوجة ميسي وبيكهام، رقم لا يصدق في عدد متابعي جورجينا بعد خطبتها من رونالدو (صور)    ضبط كيان تعليمي بدون ترخيص للنصب والاحتيال على المواطنين بالجيزة    خلافات مالية وراء اعتداء صيدلى على عامل خلال مشاجرة فى أبو النمرس    حظك اليوم الأحد 24 أغسطس وتوقعات الأبراج    "سيد الثقلين".. سر اللقب الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده    في ذكرى المولد النبوي.. أفضل الأعمال للتقرب من الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم    لقطة انسانية.. تامر حسني يحرص على الغناء لطفلة مصابة في حفله بمهرجان مراسي (فيديو)    "في الظهور الأول لوسام".. كولومبوس يتلقى الهزيمة من نيو إنجلاند بالدوري الأمريكي    تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. كليات التجارة و التربية ومعاهد الفني الصحي المتاحة تجاري 3 سنوت (قائمة كاملة)    تحذير خطير من تأثير الملح على الدماغ وعلاقته بالموت المفاجئ    مصر تنافس بقوة في جوائز LMGI العالمية عبر فيلم "Fountain of Youth" للمخرج جاي ريتشي    إعلام فلسطيني: سماع دوي انفجارات ضخمة جراء تفجير روبوتات مفخخة في مدينة غزة    سعر اليورو اليوم الأحد 24 أغسطس 2025.. العملة الأوروبية بكام الآن؟    «روحي سميتها بيروت».. محمد رمضان يفاجئ جمهوره بأغنية عن لبنان (فيديو)    انتشال جثمان طفلة من أسفل أنقاض منزل بسمنود بعد انهياره الجزئي    شديد الحرارة ورياح.. بيان من الأرصاد يكشف حالة الطقس اليوم    دعاء الفجر | اللهم يسّر أمورنا واشرح صدورنا وارزقنا القبول    إعلام فلسطيني: طائرات الاحتلال تشن غارة جنوب مخيم المغازي وسط قطاع غزة    ملف يلا كورة.. تغريم الزمالك.. صفقة كهربا.. وأزمة السوبر السعودي    شيكابالا يتحدث عن.. احتياجات الزمالك.. العودة لدوري الأبطال.. ومركز السعيد    الاحتلال الإسرائيلى يقتحم بلدتين بالخليل ومدينة قلقيلية    حكام مباريات يوم الإثنين فى الجولة الرابعة للدورى الممتاز    في 12 مقاطعة ب موسكو.. الدفاع الروسية تُسقط 57 مسيرة أوكرانية    تنسيق المرحلة الثالثة، الأخطاء الشائعة عند تسجيل الرغبات وتحذير من الرقم السري    «عقلي هيجراله حاجة».. حسام داغر يكشف سبب وفاة الممثل الشاب بهاء الخطيب    مروة ناجي تتألق في أولى مشاركاتها بمهرجان الصيف الدولي بمكتبة الإسكندرية    محمد رمضان يحيي حفلًا غنائيًا بالساحل الشمالي في هذا الموعد    وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى اندثار بعض الوظائف.. والحل التوجه لمهن جديدة    تصل كييف خلال 6 أسابيع.. إدارة ترامب توافق على بيع 3350 صاروخا بعيد المدى ل أوكرانيا    خسوف القمر الكلي.. مصر على موعد مع ظاهرة فلكية بارزة في 7 سبتمبر.. فيديو    انقلاب سيارة محملة بالزيت على الطريق الدولي ومحافظ كفر الشيخ يوجه بتأمين الطريق    شاب بريطاني لم يغمض له جفن منذ عامين- ما القصة؟    وزير الصحة: نضمن تقديم الخدمات الصحية لجميع المقيمين على رض مصر دون تمييز    خلال اشتباكات مع قوات الأمن.. مقتل تاجر مخدرات شديد الخطورة في الأقصر    مصرع طفل وإصابة 2 آخرين في انهيار حائط بسوهاج    في المباراة ال 600 للمدرب.. ويسلي يفتتح مسيرته مع روما بحسم الفوز على بولونيا    رسميًا.. موعد المولد النبوي 2025 في مصر وعدد أيام الإجازة للقطاع العام والخاص والبنوك    لا صحة لوقوع خطأ طبي.. محمود سعد يوضح تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام    تاليا تامر حسني: التنمّر ليس مزحة.. إنه ألم حقيقي يدمّر الثقة بالنفس (فيديو)    «المصري اليوم» في جولة داخل أنفاق المرحلة الأولى للخط الرابع ل«المترو»    مستثمرون يابانيون: مصر جاذبة للاستثمار ولديها موارد تؤهلها للعالمية    وزير الإسكان يتابع موقف عدد من المشروعات بمطروح    برشلونة يقلب تأخره لفوز أمام ليفانتي بالدوري الاسباني    «قولتله نبيع زيزو».. شيكابالا يكشف تفاصيل جلسته مع حسين لبيب    محافظ شمال سيناء يوجه بتشغيل قسم الغسيل الكلوي للأطفال بمستشفى العريش العام    إحالة المتغيبين في مستشفى الشيخ زويد المركزى إلى التحقيق العاجل    «أوقاف المنيا» تعلن بدء احتفال المولد النبوي غدًا الأحد 24 أغسطس    تعرف على استعدادات تعليم كفر الشيخ للعام الدراسي الجديد    كيف تدرب قلبك على الرضا بما قسمه الله لك؟.. يسري جبر يجيب    الجندي يشدد على ضرورة تطوير أساليب إعداد وإخراج المحتوى العلمي لمجمع البحوث الإسلاميَّة    حصاد الأسبوع    الأوقاف: «صحح مفاهيمك» تتوسع إلى مراكز الشباب وقصور الثقافة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عرق مهمل حتي في الثقافة إطلالة علي الفكر والأدب الكردي
نشر في القاهرة يوم 28 - 08 - 2012

عرف العالم عدداً كبيراً من أعلام الأكراد الذين أسهموا بجهد وافر في الفكر والأدب وكانت لهم مؤلفات باذخة تشهد بتفوقهم . وضع علماء الأكراد الكثير من المؤلفات في شتي العلوم والفنون التي كانت تُدَّرس في مدارس وجامعات بغداد والقاهرة ودمشق وأصفهان وغيرها ..! مع أن الأدب الكردي بصفة عامة يعتبر أدباً تحت الحصار بسبب الصعوبات الكثيرة التي تواجهه .. إلا أنه يعكس آمال وأماني الأكراد في وطن قومي يجمعهم . اللغة الكردية كانت تكتب قبل الإسلام من الشمال إلي اليمين بأبجدية مستقلة ولكن بعد مجيء الإسلام أُهملت هذه الأبجدية وتم الاكتفاء بالأبجدية العربية . مع أن الأكراد أظهروا تمسكاً شديداً باللغة العربية إلا أنهم لم ينسوا تمسكهم بلغتهم الأصلية لذا ظلت اللغة الكردية تحتفظ بنقائها رغم ما تعرضت له وما تعرض له الأكراد أنفسهم عبر تاريخهم الطويل ..! عرف الأكراد المسرح ، منذ فترة طويلة ، ومسرحية "زينة والرجال" للشاعر - أحمد خان ، كانت من باكورة الأعمال . مع أن الأكراد أضاعوا الكثير من الوقت والجهد ، في سبيل البحث عن هوية ، واستغرقتهم السنوات الطويلة في سبيل الآمال والأماني في وطن قومي يضمهم ، وذاقوا في سبيل ذلك الكثيرمن الآلام وتعرضوا لكثير من المحن والشدائد ، وأثخنتهم الجراح ، التي جعلت البعض يري أنهم - ربما - ظلموا أنفسهم أو ظلمهم العالم أو بمعني آخر ، أنهم قد سرقهم الزمن ، إلا أن الشعب الكردي - رغم كل ذلك - استطاع أن ينجب مفكرين وأدباء وعلماء في شتي نواحي الفكر والأدب، كانت لهم أعمال وكتابات ومؤلفات باذخة ، تشهد بنبوغهم وتفوقهم . أعداد الأكراد أما عن أعداد الأكراد ، في كردستان ، فليس لدينا إحصاءٌ دقيق للعدد الحقيقي ، لأن معظم الإحصائيات يشوبها الخلط والتناقض والتحريف وأيضاً التعتيم ، ربما لأسباب سياسية ، إلي جانب توزع الأكراد علي عدة دول ، كما أن معظم هذه الإحصائيات ترجع إلي ما قبل العام 1960م ، ومن الطبيعي أن تكون أعداد الأكراد قد تزايدت بعد هذا التاريخ . وفي إحصاء قام به مسيو "ألكسندريابا" أحد المؤلفين الروس ، صَدَّر به كتاب "مجموعة الحكايات والملحوظات الكردية" المنشور في "بطرسبرج" في العام 1860م ، جاء فيه أن عدد الأكراد يبلغ نحو 9,000,000 نسمة . وفي إحصاء نشرته مجلة Sovietskaia Enografai ، الروسية ، في عددها الثاني - مجلد 1955م - قدرت المجلة عدد الأكراد بخمسة ملايين ، وذلك حسب إحصاء 1952م . ومن هذه الإحصاءات ما ورد في كتاب (كردستان أم مقسمة في الشرق الأوسط) الذي كتبه "س.س جافان" والذي صدر في العام 1957م ، وراجعه الأمير "قمران بدير خان" أحد أمراء الأكراد ، يذكر "جافان" أن عدد الأكراد يقدر بنحو 8,400,000 ، موزعون في تركيا (4,000,000) - وفي إيران (2,500,000) وفي العراق (1,500,000) ، وفي سوريا (400,000) ، وأضاف المؤلف إلي ذلك نحو 100 ألف كردي ، موزعون في الاتحاد السوفيتي وأرمينيا وأذربيجان وأفغانستان . وجاء في كتاب "شر فنامه الفارسي" أن عدد الأكراد يبلغ نحو سبعة ملايين نسمة . ولكن كل هذه الإحصائيات ، علاوة علي أنها قديمة ، فهي أيضاً غير دقيقة ، علي أن هناك "بعض الإحصائيات الحديثة نذكر منها : ما جاء في كتاب "الأكراد ورسالة الكفاح الإنساني" لمؤلفه "مأمون البورسان" حيث جاء بصفحة 32 من الكتاب ، أن تعداد الأكراد يبلغ نحو 27,000,000 (سبعة وعشرون مليوناً) وأن توزيعها كالآتي : 6,000,000 (في إيران) ، 16,000,000 (في تركيا) ، 3,500,000 (في العراق) ، 1,500,000 (في سوريا)" .. وبالطبع فإنه غير مدرج في هذا التعداد ، أكراد روسيا ، وأرمينيا ، وباقي دول العالم ، كما أنه غير مدرج فيه الأكراد المهاجرون إلي معظم دول أوروبا . ولكن بنظرة فاحصة إلي نسبة الأكراد ، في الدول المذكورة ، ومقارنتها بالعدد الذي وصلت إليه هذه الدول ، فإننا لا يجانبنا الصواب إذا أكدنا أن عدد الأكراد ، قد تخطي الأربعين مليون نسمة. أما جريدة "الحياة" اللندنية فقد نشرت في عددها الصادر بتاريخ 29 من يناير 2000م تحقيقاً اجتماعياً وسياسياً عن الأكراد ، أكدت فيه أن آخر إحصائية للأكراد ، تشير إلي أن عددهم الفعلي ، قد وصل إلي نحو 40,000,000 (40 مليون نسمة) يعيشون علي أراضي كردستان ، التي تبلغ مساحتها نحو 409,650 كيلو متراً مربعاً ، وبعضهم مهاجرون في الخارج ، وذكرت الصحيفة أن أكراد إيران يبلغون نحو 9 ملايين نسمة منهم 50% من السُنَّة ، 35% من الشيعة ، موزعون في كرمنشاه وعيلام ، 5% من أهل الحق في أورمية ومهاباد وسنبترج ، أما اليهود فنسبتهم محدودة جداً بين الأكراد ، ويعيشون في "ساقز" و"الكاكاثية" وهم من بقايا الزرادشتية ولا تزيد نسبتهم عن 5% . أما أكراد لبنان فيعيشون حياة هامشية مهملة ، ويبلغ عددهم نحو 170 ألف نسمة (حسب الإحصائيات) وقد نزحوا إلي لبنان ، في القرن الحادي عشر الميلادي ، أثناء هجوم الصليبيين علي بلاد الشام ، وكان أول تواجد حقيقي لهم علي أرض لبنان ، في العهد الأيوبي ، حيث استقروا في قضاء بعلبك . وجاء "الجنبلاذيون" من الأكراد في القرن السادس عشر الميلادي ، واستقروا في جبل الدروز وجاءت عائلات أخري مثل المراغية وآل سيفا ، ليسكنوا طرابلس وعكار ، كما استقر "العماديون" في جبل لبنان ، أما آل حمية من عشيرة الهماوند فقد سكنوا "طاريا" و"الهرمل" في بعلبك ، كما جاء أكراد "ماردين" من تركيا في القرن العشرين وسكنوا في "بيروت" والشياح وبرج البراجنة والكرانتينة ومُخىَّمات صابرا وشاتيلا وعين المريسة ، وقد سقط نحو 400 كردي شهداء المقاومة في جنوب لبنان ، كما استشهد عدد كبير منهم في مذبحة (صابرا وشاتيلا) وهم يؤدون خدمة العلم ويعيشون المواطنة المزدوجة . اللغة والأدب وكما يقول "الأب بول بندر" في كتابه "الأجرومية الكردية" طبعة باريس 1926 "اللغة الكردية ، لغة رشيقة متناسقة النبرات ، بسيطة صريحة ، غنية متنوعة ، يسهل تعلمها. والأمثال فيها بديعة وكثيرة التداول ، كما أنها أساس جميع المحادثات ومحورها..." ويذكر - أحمد تاج الدين - في كتابه "الأكراد تاريخ شعب وقضية وطن " إن اللغة الكردية كسائر اللغات الآرية الشرقية ، متفرعة من البهلوية والسنسكريتية والميدية ، وكانت هذه اللغة تكتب قبل الإسلام من الشمال إلي اليمين بأبجدية مستقلة مشابهة للأبجدية الآشورية والأرمينية ، ولكن بمجيء الإسلام أُهملت هذه الأبجدية اكتفاءً بالأبجدية العربية ، لأنها لغة القرآن .. واللغة الكردية تنقسم إلي أربع لهجات هي الكرمانجية والجورانية واللورية والكلهرية.." "والأكراد - والكلام ما زال لأحمد تاج الدين - من أقدم الأمم الإيرانية التي كَوَّنت حضارة عظيمة - والكلام ما زال لتاج الدين - ، ظلت مزدهرة فترة من الزمن في هضبة إيران الكبري ، وامتد سلطانها من وادي السند شرقاً إلي وادي دجلة والفرات غرباً .. كما أن الكردية كانت لها السيادة تحت اسم اللغة البهلوية أو لغة البهلوان / لغة الأبطال المحاربين ، في جميع بلدان الإمبراطورية الإيرانية الأولي ، التي قضي عليها "الإسكندر المقدوني" عام 333 ق.م ، والتي تَمزَّقت فيما بعد إلي عدة دويلات صغيرة ، تَولاها ملوك الطوائف ، الذين دارت بينهم رحي الحروب الطاحنة ، إلي أن استطاع ملك فارس (مقاطعة شيراز) التغلب علي سائر الملوك وإخضاعهم تحت لوائه ، وأسس الإمبراطورية الإيرانية الثانية ، التي سميت فيما بعد بالدولة "الساسانية" وأطلق علي كل ما هو قديم كلمة فارسي ، مع أن الإمبراطورية الفارسية الأولي ، كانت إمبراطورية كردية .." ومع أن الأكراد أظهروا تمسكاً وتعصباً شديداً للإسلام وللغة العربية ، وأكثروا من مؤلفاتهم باللغة العربية أو باللغات الأخري كالفارسية والتركية ، إلا أنهم لم ينسوا تعصبهم وتمسكهم باللغة الكردية الأصلية ، وظلت اللغة الكردية محافظة علي نفسها ، رغم ما تعرضت له وما تعرض له الأكراد أنفسهم عبر تاريخهم الطويل ، ففي الوقت الذي نجد فيه أن أكثر الأمم القديمة مثل الآراميين والفينيقيين والمصريين والبربر والكلدانيين والآشوريين ، قد نسوا لغاتهم ، ولجأوا إلي استخدام اللغة العربية ، وذلك بسبب الظروف الاجتماعية والسياسية والدينية ، نجد أن اللغة الكردية ، رغم كل العوامل والمؤثرات ، ظلت صلبة قوية ، محافظة علي أصولها وجذورها . وقد أسهم الأكراد في جميع الأنشطة العلمية والسياسية والمدنية والحربية ، كما وضع علماء الأكراد الكثير من المؤلفات في مختلف العلوم والفنون ، مثل الفقه وأصول الفقه ، والتوحيد والعقائد والحديث والتاريخ والتراجم والمنطق ، وكانت هذه المؤلفات الهامة تُدَّرس في مدارس وجامعات بغداد والقاهرة والحرمين وأصفهان ودمشق ومراغة وحلب وتبليس وآمد وشهرزور ، وفي الكثير من المدن والمراكز الإسلامية العلمية ، في عدة عصور ، كما كان علماء الأكراد يعَدون بحق من فحول علماء العصور الإسلامية ، الذين كَرَّسوا حياتهم وجهدهم لخدمة الإسلام والمسلمين . ورغم ما تعرضت له اللغة الكردية ، ورغم سياسة التحويل ، وتعطيل الثقافة الكردية ، ورغم قلة المطبوعات الحديثة وعدم تشجيعها ، بالإضافة إلي التداخل الكبير بين الأكراد وجيرانهم ، وكثرة الأميين من الأكراد ، إلا أن اللغة الكردية ، استطاعت أن تحتفظ بنقائها . وجزء كبير من اللغة الكردية يعتمد علي الفولكلور الكردي ، وما أبدعه هذا الشعب من أساطير وحكايات وأغانٍ شعبية وأشعار ، وأكبر قصة معروفة في كردستان هي قصة (ميمي آلان) - Meme Alan ، وهي أسطورة شعبية ترجع إلي ما يقرب من ألفي سنة وهي مليئة بالأحداث والبطولات والحروب إلي جانب الحب . والفولكلور الكردي ، يميل ميلاً شديداً إلي الاتجاه القومي ، والإشارات المتكررة إلي الأكراد ووطنهم الكبير "كردستان" . كما أن الأَدب الكردي ، المكتوب باللغة الكردية ، يعكس هو الآخر الآمال والأماني القومية للأكراد . كما عرف الأكراد المسرح ، وكتب الشاعر "أحمد خان" 1591م - 1652م مسرحية "زينة والرجال" Men & Zin ، وهي قصة عاطفية أسطورية ، تعتمد علي الأسطورة الشعبية . والأدب الكردي ، بصفة عامة ، يعتبر أدباً تحت الحصار أو تحت المراقبة ، بسبب حظر النشر المفروض علي معظم مؤلفات الكُتَّاب الأكراد ، كما أن هناك صعوبات أخري ترجع إلي الظروف السياسية والاجتماعية ، وأيضاً كثرة حركات التَمرُّد والثورات علي الحكومات المركزية المتعاقبة ، وكذلك انتشار نسبة الأمية بين المواطنين الأكراد ، بسبب عدم توفر الاستقرار المعيشي الذي يتطلبه التعليم . وقد عرف الأكراد الصحافة أيضاً ، حيث صدرت أول صحيفة كردية في العام 1892م وكانت باسم Kurdistan "كردستان" كما عرفوا عدة صحف ودوريات أخري ، بعضها ما زال مستمراً في الصدور ، والبعض الآخر يصدر حيناً ويتوقف أحياناً ، تبعاً للظروف السياسية ، ومن هذه الصحف : Roja Nu Sten وتصدر في لبنان - Hawan & Rowbi وتصدر في سوريا - Gelawej - Nizar وتصدر في العراق - Kurdistan وتصدر في إيران - Roya Taze Kovana وتصدر في الاتحاد السوفيتي - Jin - Hetav - Hewa وتصدر في العراق . كما صدرت في كركوك بالعراق ، في العام 1958م ، مجلة أدبية باسم (الشَفَق) باللغتين العربية والتركية . والصحف الكردية التي تصدر في العراق ، هي في معظمها صحف ثقافية وأدبية ، ولا يسمح بالصحف السياسية هناك ، ، كما صدرت بالعراق عدة كتب كردية ، لعدد من الكتَّاب الأكراد ، كما أن هناك جمعية رسمية للموسيقي والأغاني الكردية ، وقد أنشئت كنواة لكلية متخصصة ، لدراسة اللغة الكردية . أعلام الأكراد في الفكر والأدب وقد عرف الإسلام عدداً كبيراً من أعلام الأكراد ، الذين اسهموا بجهد وافر في الفكر والأدب ومنهم علي سبيل المثال: - علي الحريري : الذي وُلد في بلدة "حرير" بسنجق أربيل عام 1009م ، وله ديوان شعر كبير ومعروف . - ملاي جزيري أو الشيخ أحمد : الذي توفي عام 1190م ، وهو من الشعراء الكبار المعروفين وعرف بشعر الغزل إلي جانب شعر الإلهيات والتصوف . - فقيمة طيران واسمه محمود : الذي ولد عام 1303م ، وتوفي عام 1376م ، وله منظومتان كبيرتان باسم (الشيخ سناتي) و(حكايات برسيا) وملحمة شهيرة باسم (كلمات الحصان الأسود) الذي يتحدث فيها عن براق النبي ، وله أيضاً عدة مؤلفات في التصوف . - ملاي باطي أو المُلا أحمد الشهير بالباطي ، الذي ولد عام 1417م ،
وله ملحمة شعرية في قصة مولد النبي؟ وديوان شعر مطبوع . - أحمد خاني وهو الشيخ العَلَّامة والشاعر الكبير ، صاحب ملحمة (زين وميمي) التي تشبه إلياذة هوميروس وكتبها عام 1591م ، وله كتاب معروف يسمي (نويهار) باللغتين العربية والكردية وعدة مؤلفات أخري بالعربية والكردية والتركية . - الأمير شريف خان : الذي ولد في العام 1689م في "جولمرك" وله ديوان مطبوع ، وكتابات شعرية ونثرية كثيرة. - مراد خان : والذي ولد في العام 1737م وله عدة مؤلفات وقصائد كثيرة في التصوف والغزل . - علي الترموكي : من علماء الأكراد البارزين ولد عام 1000 ه وكان له باع طويل في العلوم والفنون ، وهو مؤلف كتاب (علم النحو والصرف الكردي) وله كتب في علم الرحلات وصف فيها البلاد التي زارها . - مُلا يونس الهلكانيني : من مؤلفاته : (التصريف) و (الظروف) و (التركيب) وهي في تعليم اللغة الكردية وقواعدها. - الأديب إسماعيل : من شعراء الأكراد الكبار ، وله أشعار شهيرة باللهجة (الكرمنجانية) وهو صاحب قاموس (كلمذار) في اللغات الكردية والفارسية والعربية ، ولد عام 1654م - وتوفي عام 1709م . والجدير بالذكر ، أن اللغة الكردية تضم ثلاث مجموعات للهجاء ، حيث تكتب بثلاث أبجديات ، فهناك أحرف الهجاء العربية ، التي تكتب بها اللغة الكردية ويستخدمها أكراد العراق وإيران ، وهناك الأبجدية السيريلية : نسبة إلي القديس "سيريل" قديس العنصر السلافي وظهرت في القرن التاسع الميلادي ، وتستخدم في روسيا وبلغاريا وغيرها من البلاد السُلافية ، كما يستخدمها أكراد أرمينيا والاتحاد السوفيتي ، وإن كانت قد خضعت لبعض التعديل ، وهناك الأبجدية اللاتينية : ويستخدمها أكراد تركيا وسوريا وبعض المناطق العراقية ، ونجد أن الأكراد يستريحون للأبجدية اللاتينية ، وذلك لبساطتها ، ولأنها تُكتب حسب نطق الكلمات ، وليس وفق قواعد صرفية ونحوية . والجدير بالذكر أيضاً أن اللغة الكردية تأثرت بما جاورها من اللغات منذ القدم ، فهناك كلمات تركية كثيرة في اللغة الكردية كما أن الكلمات أو المفردات العربية ، تُشكِّل نحو ثلاثة أرباع اللغة الكردية ، ويذكر أن هناك محاولات مُغرضة من أجل رفع هذه المفردات العربية وإحلالها بكلمات فارسية قديمة . ولقد كانت هناك محاولة قديمة لوضع أبجدية كردية مستقلة ، قام بها بعض الأكراد وعلي رأسهم "توفيق وهبي" الذي كان عضواً بمجلس الأعيان العراقي، في وزارة "صالح جبر" ، ولا ندري إذا كان هذا المشروع قد تم الانتهاء منه أم لا . وفي العام 1932 وضع الكردي "جلادت بدير خان" في مدينة دمشق، الأبجدية اللاتينية للغة الكردية ، وقد طبع بها صحيفته (هاور) أو الصَرخة، والذي كان رئيساً لتحريرها ، وكان يعاونه شقيقه "قمران" أو كاميران، إلي جانب عدد من الأدباء الأكراد ومنهم : نور الدين ظاظا وعثمان صبري والشاعر - حكر خويد ، وتضم أبجدية (جلادت) 31 حرفاً ، وقد نشرها (كاميران) في بيروت عام 1938 ، كما وُزِّعت بين أكراد سوريا ولبنان وتركيا ، ثم انتشرت في باقي البلاد العربية عن طريق الجرائد والمجلات .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.