في يقيني لا اختراق لمدنية الدولة ولهويتها المصرية الأقباط لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * إخوتي الأقباط يامن قد يكون قد هزهم خبر تولي الإخوان مقاليد الحكم لا تخافوا هكذا علمتنا رسائل التطمين الإلهية في عقيدتنا المسيحية* أعتقد أن الدكتور محمد مرسي لن يقدم علي المساس أو الاقتراب من النيل من حقوق المواطنة ويبقي التحدي الالتئام الوطني لكتابة دستور مصري يتوافق علي كل نصوصه ومبادئه كل أطياف الشعب المصري* مطلوب من الرئيس الخامس إحداث التغيير الحقيقي علي الأرض والعمل بقوة في اتجاه توحيد قوي الأمة والأهم نشر ثقافة الرضا بتداول السلطة إن تهديد دولة العدل والقانون والسلام الاجتماعي يعني إعادة إنتاج الأشكال القديمة، لقد كان للثورة إنجازات ومكاسب.. وعرف الشعب أن يصل بأحلامه إلي حد إسقاط نظام ظالم، والسعي نحو إقامة نظام يستطيع فيه الشعب انتخاب نوابه بحرية ونزاهة، والوصول إلي قناعة وضرورة تبادل السلطة، ولا لاستمرار الرضا بالرئيس الأبدي. إخوتي الأقباط، يامن قد يكون قد هزهم خبر تولي الإخوان مقاليد الحكم، لا تخافوا هكذا علمتنا رسائل التطمين الإلهية في عقيدتنا المسيحية، وهكذا علمنا شباب الكنيسة الرائع الذي لم يقبل رؤية مشهد وزراء حكومة نظيف وهم يقومون بتعزية قداسة البابا بينما جثامين الشهداء موضوعة بشكل مهيب ومحزن للصلاة عليها في صحن الكنيسة، فصاحوا صيحاتهم الشهيرة لطرد الوزراء، ولم يخشوا لأول مرة غضب رجال الدين.. بعد ثورة شارك فيها كل أحرار مصر بكل طوائفهم، لاخوف عليهم ولا هم يحزنون، مصر العظيمة يمتنع علي أرضها إنتاج الظلم من جديد، لقد واجه هؤلاء الموت بصدورهم ورفضوا الضيم وأي انتقاص من حقوق المواطنة ومعهم كل اخوتهم من أهل الاستنارة والعلم والسماحة من المسلمين..حقوق المواطنةأعتقد أن الدكتور محمد مرسي لن يقدم علي المساس أوالاقتراب من النيل من حقوق المواطنة، ويبقي التحدي الالتئام الوطني لكتابة دستور مصري يتوافق علي كل نصوصه ومبادئه كل أطياف الشعب المصري.وعليه فإن التزام النظام القادم بأحكام الدستور ضرورة لا فكاك من تطبيق نصوصه، وأري أن التمييز ضد الأقباط علي مدار العقود الماضية وحرمانهم من تقلد بعض المناصب القيادية كان لعبة سياسية من قبل سلطة غبية لم تقرأ واقع الشارع المصري الذي يرفض التمييز بكل أشكاله.وعلي الرغم من مشهد الشارع المصري الذي بات للأسف يموج بتيارات الفكر والسلوك الطائفي عززمن وجودها للأسف، هؤلاء من جعلونا ومنذ سقوط مبارك ونظامه نلعبها مسلم ومسيحي وليس يميني ويساري وليبرالي، أو وفدي وتجمع أو الغد، إلا أن التغيير الذي حدث في الشخصية القبطية في الفترة الأخيرة كفيل ببث روح الطمأنينة والتوازن لدي كل محلل واقعي لسلوك المصري القبطي.منذ خروج المواطن القبطي من كنيسته التي كان يري فيها البرلمان والحزب والنادي السياسي، إلي الشارع وإلي مؤسسات الدولة، يواجه ويبوح بمكنونات نفسه، يغضب ويثور حتي لو أصر كهنة الكنائس مرافقته.. منذ ذلك التحول وأنا مطمئن، ولا يعتريني مشاعر الخوف.نعم، المواطن القبطي لم يعد هو قلدس وبشاي وفيلبس ومرقس، الذي روجت لسماته وملامحه الشكلية والمهنية أفلام ودراما الأبيض والأسود الشخص الدؤوب المخلص، فهو مثلاً ناظر العزبة الذي يدير حساباتها وشئونها بشكل تقليدي كلاسيكي الذي يكثر من تفاصيل عمله ليبدو مدي دقته وحرفيته وشربه للصنعة وحتي يبدو لصاحب العزبة استحالة وجود البديل، وهو الذي لابد أن يشعر كل من حوله بمهمته الصعبة المعقدة التي أثقلت كاهله وهو يبدو بالفعل صاحب الظهر المنحني والكتف اليمني الذي غالباً ما تكون منخفضة عن كتفه الأخري، وهو غالباً المتدثر بالكوفية والبلوفر البني المشغول بأنامل زوجته الطيبة ليضمن الوقاية من البرد، ونماذج أخري للصراف الأمين والجواهرجي المضمون والصيدلي الشاطر في تركيب الأدوية.هكذا كانت تركيبة المواطن القبطي في دراما الزمن الطيب التي تقترب إلي حد ما من أحواله وأنشطته من وجهة نظر البسطاء، لكن في حقيقة الأمر أن المواطن القبطي شارك في كل مناحي العطاء المعرفي والاجتماعي والسياسي والوطني في تلك الفترة، فكان منهم رئيس الوزراء ورئيس البرلمان ووزراء وقيادات حزبية وعلماء وأهل إبداع وحتي في إطار الكنيسة المصرية العتيدة خرج منها العديد من الرموز الوطنية والفكرية علي المستوي المحلي والدولي.ومع بداية عصر الرئيس أنور السادات واستخدامه للتيارات الأصولية لمواجهة اليسار المصري والرموز الناصرية التي كانت تشيع في الشارع حالة من الإحباط، كان تلوين الدراما وتسييد مسلسلات الأجزاء للراحل أسامة أنور عكاشة، وبدت الشخصية المسيحية كأحد الحلول والعوامل المساعدة لتخفيف حدة الصراع الطائفي عبر مجاملة الأقباط وتهدئة الخواطر بظهوره المواطن الخير المسالم الماشي جنب الحيط ولا يهش ولا ينش سوي تقديم آيات الحب الخالص طول الوقت في صمت وهدوء. معاناة الأقباطومع نهايات عصر مبارك كانت معاناة الأقباط أكثر حدة وقسوة وتقديمهم ضحايا إثر صراعات طائفية وتسليم ملفهم لأمن الدولة، واختزال الحوار معهم في شخص البابا، وكانت الدراما مواكبة لحالة تعطش الناس في بلادي لعودة السلام لكن عبر مواجهات صريحة وفتح الجراح وليس لعرض مدي تقبل الآخر، والتي كان أبرزها مؤخرا مسلسل "الجماعة" للكاتب الكبير وحيد حامد، وعلي الجانب الاخر تناول الكتاب الأقباط إبداع دراما " بحب السيما" للأخوان فوزي ودراما مسلسلات الكاتب الكبير الساخر عاطف بشاي والتي تعاملت بواقعية مع الشخوص القبطية عند تقديمها، فهي تغضب وتواجه وترتكب الأخطاء والجرائم تجاوزاً لتصويرها كائنات ملائكية نورانية في مسلسلات " يارجال العالم اتحدوا " و" النساء قادمون "، ولحداثة الصورة ومصداقيتها كانت المفاجأة التي باغتت أهل التشدد فكانت مظاهرات الرفض من جانب رجال الدين التي نجحت للأسف في وقف عرض فيلم "بحب السيما". وعليه علي المؤسسات الدينية المسيحية والإسلامية قراءة ملامح الواقع الجديد، وبشكل خاص الكنيسة المصرية وهي تختار راعيها الأكبر، وأن ممارسة الديمقراطية داخل تلك المؤسسة باتت ضرورة ملحة.ويا د. مرسي..لابد من العمل الجاد والسريع نحو وجوب تجريم الأفعال التي من شأنها النيل من حقوق المواطنة.. لا للجلسات العرفية وتبويس اللحي علي جثث ضحايا الفتن الطائفية.مطلوب من الرئيس الخامس إحداث التغيير الحقيقي علي الأرض، والعمل بقوة في اتجاه توحيد قوي الأمة، والأهم نشر ثقافة الرضا بتداول السلطة.. وتداول السلطة الذي أقصده بمعناه الأشمل هو السماح بتداول الفكر والمنهج السياسي.في أدبيات ونصوص الكتاب المقدس أن السيد المسيح قد ظهر لقائد عسكري وهو شاول الطرسوسي الظالم وهو في طريقه لممارسة المزيد من اضطهاداته للمسيحيين، فكانت رسالة السيد المسيح له، فصار بولس أعظم رسل السيد المسيح، وأهم من بشروا برسالته العظيمة. تقول الحكاية في الكتاب المقدس سفر أعمال الرسل " 1أَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ لَمْ يزَلْ ينْفُثُ تَهَدُّدًا وَقَتْلاً عَلَي تَلاَمِيذِ الرَّبِّ، فَتَقَدَّمَ إِلَي رَئِيسِ الْكَهَنَةِ 2وَطَلَبَ مِنْهُ رَسَائِلَ إِلَي دِمَشْقَ، إِلَي الْجمَاعَاتِ، حَتَّي إِذَا وَجَدَ أُنَاسًا مِنَ الطَّرِيقِ، رِجَالاً أَوْ نِسَاءً، يسُوقُهُمْ مُوثَقِينَ إِلَي أُورُشَلِيمَ. 3وَفِي ذَهَابِهِ حَدَثَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ إِلَي دِمَشْقَ فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ، 4فَسَقَطَ عَلَي الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتًا قَائِلاً لَهُ:«شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟» 5فَقَالَ:«مَنْ أَنْتَ يا سَيدُ؟» فَقَالَ الرَّبُّ:«أَنَا يسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ». 6فَقَاَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيرٌ:«ىَارَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟»فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ:«قُمْ وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيقَالَ لَكَ مَاذَا ينْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ»... وكان تحول شاول إلي بولس (والمنخاس قطعة من حديد، دقيقة الرأس، يستعملها الناس في نخس حيواناتهم لتسرع في السير)، والمعني العام المقصود أنه لا فائدة من معاندة كلمة الرب. والمعني الشبيه بالمثل الحالي "العين التي تضرب المخرز تُفْقَأ". فيا رئيسنا القادم لا ترفس مناخس.. هكذا يحلم المواطن المصري المؤمن بحق المواطنة.