فنان شاب في مقتبل العمر ولكنه يملك رؤية كبيرة تثبت انه ليس كسواه. يخطو خطوات بطيئة في مشواره الفني ولكنها خطوات ناجحة ومؤثرة وتضيف الكثير له. يختار أدواره بعناية شديدة، ولا يهمه علي الإطلاق التواجد فقط لمجرد التواجد إنما همه هو البقاء طويلا والتأثير الذي سيتركه في الجمهور. هو الفنان الثورجي آسر ياسين الذي كان مثالا جيدا لدور الفن في السياسة، حيث كان من أوائل الفنانين الذين أيدوا الثورة المصرية بل وشاركوا في ثورة 25 يناير، وكذلك تبني قضايا عديدة متعلقة بالثورة بل وتفرغ لها، وكان همه كما يقول قضية محاكمة المدنيين عسكريا، هذه القضية التي شغلت ومازالت تشغل الرأي العام في مصر. نحن في حوارنا الخاص جدا معه نحدثه عن موقفه ومبرراته لاتخاذ مثل هذا الموقف وكذلك نحدثه عن أعماله الفنية الأخيرة التي حصلت علي الكثير من الجوائز مثل فيلمه "رسائل البحر" وايضا فيلمه "18 يوم"، كذلك نحدثه عن فيلمه الأخير "بيبو وبشير" والمنافسة مع سعد الصغير ومحمد سعد، وعن رأيه في السينما المصرية في المستقبل وكيف ستتأثر بالثورة وعن خططه وأشياء اخري كثيرة يخص بها "القاهرة" في حوارها الخاص جدا معه. فيلم ترفيهي في البداية حدثنا عن فيلمك الأخير " بيبو وبشير" وكذلك عن رأيك في تصدر فيلمي سعد الصغير ومحمد سعد للإيرادات؟ - أول شيء أود أن أوضحه أن فيلمي "بيبو وبشير" هو فيلم ترفيهي من الدرجة الأولي هدفه هو المتعة فقط لا اكثر، فالفيلم ليس سياسيا ولا يمت للفلسفة بصلة لذلك تعجبت كثيرا من التحليلات المتعددة للفيلم والتي رأيتها بعيدة عن مغزي الفيلم كل البعد. ولكن ما أريد قوله إن تجربة فيلم "بيبو وبشير" هي تجربة جيدة بالنسبة لي وسعدت بها جدا لأنني اسعي ان أقدم شيئا مختلفا فلا اسجن نفسي في دور معين ولا نوعية واحدة مهما كانت أهميتها، اما بالنسبة لتصدر فيلمي سعد الصغير ومحمد سعد أعلي الإيرادات فهذا الشيء اسعدني جدا، ولم احبط منه علي الاطلاق لأن تحقيق هذه الافلام للايرادات معناه أن السينما قد عادت بعض الشيء إلي طبيعتها وعاد اقبال الجماهير مرة اخري وهذا ما يهمني أكثر من تحقيق فيلمي الإيرادات . أستاذ حقيقي هل تعتبر أن الحظ قد حالفك في فيلمك "رسائل البحر" وخاصة بعد حصولك علي جائزة أحسن ممثل في أكثر من مهرجان عن شخصيتك في الفيلم؟ -أنا لا انكر تماما أن فيلمي "رسائل البحر" من أفضل ما قدمت في حياتي الفنية حتي الآن، فهذا الفيلم اتاح لي الفرصة لأن أجتمع مع مخرج بحجم الأستاذ الكبير داود عبدالسيد الذي يقدر السينما جيدا ويعرف جيدا معني أن يكون للفيلم رسالة وهو ما كان في "رسائل البحر"، فداود عبدالسيد استاذ حقيقي لي ويستحق أن يتحدث عنه العالم بأسره. لكن بالرغم من الحقيقة التي لا انكرها علي الاطلاق وهي أن فيلم "رسائل البحر" من احب الأفلام إلّي وكذلك أعترف بقيمته وأهميته، إلا أنني لا احرص علي تقديم افلام مهرجانات فقط، أود أن اقدم كل النوعيات سواء كانت الأفلام الخفيفة أو السياسية أو الاجتماعية لأنني ممثل وأحب ان أكتسب الخبرة من كل التجارب ولا اسجن نفسي في تيمة معينة محاكمات نعلم أن آسر ياسين ثورجي بطبعه وقد شارك في ثورة 25 يناير فما حقيقة تفرغك من أجل قضية التنديد بالمحاكمة العسكرية للمدنيين؟ - نعم هذه القضية أهم ما يشغلني حاليا، فهي من وجهة نظري علي رأس قائمة القضايا التي تناقش والمطروحة علي الساحة، وكانت من أهم وعلي رأس الأسباب التي دفعت لنزول الناس التحرير مرة اخري، لأنه من الطبيعي أن نرفض أن يحاكم المدنيون عسكريا وخاصة إن كل رموز النظام السابق يحاكمون مدنيا. دور سياسي نفهم من كلامك أن الفنان يجب أن يكون له دور سياسي ومؤثر في المجتمع ؟ - نعم بالطبع، فالفنان إنسان عادي لابد وأن يكون له دور بوصفه مواطنا بعيدا عن كونه فنانا وهو ما أفعله الآن، ولكن كآسر المواطن وليس الفنان فأنا ضد أن يتحدث الفنان في السياسة دون علم أو بالأصح دون فهم، فأنا اتحدث فيما افهمه في السياسة فقط ولا أتحدث "عمال علي بطال"، لأننا في الفترة الأخيرة لاحظنا عواقب تحدث الفنانين في السياسة دون دراية بالأحداث، واكثر مثال عليها القوائم السوداء التي ظهرت وكان أهم اسباب ظهورها هو الحديث عن جهل في السياسة لأن الناس في الظروف الصعبة تتأثر جدا بتصريحات الفنانين. هدف أساسي كيف يستطيع الممثل أن يبتعد عن السياسة لكن في الوقت نفسه يقوم بدوره كمواطن؟ -هذا الامر يحتاج إلي تنظيم الدور الذي يلعبه الفنان وتحديد الهدف الأساسي لأن دور الفنان هو دور تثقيفي في المقام الأول، حيث يتفاعل الفنان مع قضايا مجتمعه لكن يخدمها بطريقته فيعبر عنها من خلال الفن بشكل عملي. هل تجربتك في فيلم "18 يوم" هي مثال علي دور الفنان سياسيا كما ذكرت في السابق؟ - نعم بالطبع ففيلم "18 يوم" كان هدفه رصد 18 يوما تعتبر بحق اهم 18 يوما في تاريخ مصر الحديث، وهدف فيلم "18 يوم" هو محاربة المعلومات المغلوطة التي يقدمها الإعلام الحكومي، لأننا كنا في ثورة حقيقيقة ولكن الإعلام الحكومي قدمها بشكل غير مشرف و لا يوصف، لذا قدمنا فيلم «18يوم». أفلام الثورة ما رأيك في الأفلام التي تناولت ثورة 25 يناير؟ - أنا وبحق لم اشاهد أي فيلم تناول الثورة بالشكل المباشر ولكنني سمعت عن هذه الأفلام ولا استطيع أن احكم عليها، ولكني أرفض التسرع لتقديم أي شيء لمجرد الاستثمار دون فهم الحدث الذي نعيشه فهما صحيحا، وافضل الأنتظار لتقديم شيء جيد وعناصره مكتملة، وأنا لا أؤيد تقديم أي شيء عن الثورة الآن في هذه الفترة كما أنني ارفض حتي ادخال الثورة في أي عمل سينمائي لأن النظرة للثورة في هذا الوقت هي نظرة قصيرة للغاية. هل أنت متفائل بالسينما المصرية بعد الثورة؟ -من الطبيعي جدا أن يتغير مسار السينما المصرية للأفضل بعد هذه الثورة العظيمة لأن الثورة غيرت الناس وأنا متفائل، فالواقع يبشر انه سيكون هناك مساحة من الحرية في تناول وعرض الأفكار وتناول موضوعات الفساد ولكنني في الوقت نفسه لا أجزم بأن الشيء الرديء سينتهي، ولكنه ستبقي هناك أفلام رديئة وأفلام محترمة لأن الناس لم تتغير بعد الثورة كلها بنفس النسبة، اما عن نفسي كآسر فإنني لم اتغير بعد الثورة لأن المبادئ من الصعب ان تتغير فأنا لم اكن قبل الثورة متساهلا سواء في أفكاري أو في اختيارتي ولم أوافق علي اي عمل إلا إذا كنت مقتنعا به تماما وليس لمجرد العمل فقط. هل تحضر لعمل جديد حاليا؟ -فكرة تقديم أي عمل جديد حاليا هي فكرة مؤجلة تماما بالنسبة لي، فهو ليس رفضا كما تردد كثيرا، وانما هي مرحلة انتظار ورغبة في الفهم واستيعاب للأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية فحتي الآن الأمور غامضة وغير واضحة للجميع فغير مفهموم لنا الآن ماذا يريد الناس الفن أم السياسة.