غيبه الموت إثر أزمة صحية ألمت به في "الجزائر"، والتي وصل إليها مع فرقة "مسرح الخليج العربي" - قبل نحو أسبوعين من رحيله - للمشاركة بتقديم عرض مسرحية "المكيد" في إطار فعاليات مهرجان "الجزائر الدولي للمسرح". بدأ ممارسة هوايته للمسرح مبكرا أثناء فترة الدراسة، وذلك حينما شارك عام 1958 كممثل في مسرحية "الحاكم بأمر الله" علي خشبة مسرح مدرسة "المتنبي المتوسطة"، ثم انطلق إلي عالم الاحتراف سريعا عندما التحق بالعمل بإذاعة الكويت عام 1959، بقلم/ د.عمرو دوارة الفنان الكويتي الكبيرمنصور المنصور الذي رحل عن عالمنا يوم الأربعاء 9 نوفمبر عن عمر يناهز (السبعين عاما) هو أحد رواد الحركة الفنية في "الكويت" والخليج العربي، وليس ذلك فحسب بل يعد أيضا أحد أعلام المسرح بالوطن العربي وذلك نظرا لتميز مسيرته الفنية الثرية كممثل ومخرج إذاعي ومسرحي والتي اتسمت بالإبداع والتألق. وقد غيب الموت هذا الفنان الكبير إثر أزمة صحية ألمت به في "الجزائر"، والتي وصل إليها مع فرقة "مسرح الخليج العربي" - قبل نحو أسبوعين من رحيله - للمشاركة بتقديم عرض مسرحية "المكيد" في إطار فعاليات مهرجان "الجزائر الدولي للمسرح". هواية مبكرة وهو من مواليد "المرقاب" - الكويت في 9 نوفمبر 1941م, وقد بدأ ممارسة هوايته للمسرح مبكرا أثناء فترة الدراسة، وذلك حينما شارك عام 1958 كممثل في مسرحية "الحاكم بأمر الله" علي خشبة مسرح مدرسة "المتنبي المتوسطة"، ثم انطلق إلي عالم الاحتراف سريعا عندما التحق بالعمل بإذاعة الكويت عام 1959، وذلك في برنامج "من الدريشة" والذي قدمه مع زملائه عبد العزيز الفهد وصالح حمدان ومحمد الشمالي وعباس عبد الرضا، وفي عام 1961 عين موظفا في إذاعة الكويت للمشاركة في فرز رسائل برنامج "ما يطلبه المستمعون"، وفي عام 1965 انتقل إلي مكتب أشرطة التسجيلات، وعندما لاحظ المسئولون بالإذاعة جهده وطموحه وإصراره علي التعلم وصقل موهبته منحوه فرصة الترشيح للدراسة والتدريب، وبالفعل حصل علي بعثة لدراسة الإخراج الإذاعي في "مصر"، وبعد عودته إلي "الكويت" عين نائبا لرئيس قسم المخرجين في الإذاعة، ثم رئيسا للقسم، ورقي بعد ذلك ليصبح رئيسا لقسم المنوعات في الإذاعة، ثم مراقبا للقسم، وقد تقاعد بعد تحرير "الكويت". ويعد الفقيد أحد رواد الحركة الفنية والإذاعية بالكويت، وقد كان شغوفا بالعمل في الإذاعة منذ صباه، خاصة وقد اضطرته ظروف وفاة والده عام 1963 إلي ترك الدراسة، وذلك كونه أكبر أخوته وبالتالي فقد أصبح عليه العمل لرعاية الأسرة ومساعدة أشقائه لاستكمال دراستهم، ومن خلال ميكروفون الإذاعة نجح في تقديم مجموعة من أهم البرامج والمسلسلات من بينها مسلسل "حبابة" مع الفنانة مريم الغضبان. الرعيل الأول والراحل لم يكن مجرد فنان قدير ولكنه بالفعل أحد أعمدة وركائز الحركة المسرحية في الكويت والخليج، وقد ترك برحيله فراغا كبيرا من الصعب أن يعوض، فهو من الرعيل الأول للحركة الفنية بالخليج العربي، وقد ضحّي وقدم الكثير في سبيل نهضة الحركة المسرحية، وهو المربي والقدوة المثالية لأجيال متتالية نشأت وتعلمت الفن علي يديه، وبصمته التي تركها لم تكن في الفن الكويتي فقط بل وفي الخليجي أيضا، ويحسب له مساهمته المهمة في تأسيس فرقة "مسرح الخليج العربي" عام 1964 مع صفوة من الكوادر الفنية (من بينهم المبدع الراحل/ صقر الرشود والكاتب المسرحي عبد العزيز السريع وعدد آخر من رواد الحركة المسرحية في الكويت)، وذلك بالإضافة إلي أنه يعد المؤسس الحقيقي لمسرح الطفل في "الكويت" ومنطقة الخليج، وقد قدم من خلاله مجموعة من الأعمال المسرحية المتميزة ومن بينها "السندباد البحري" و "سندريلا"، "الدرجة الرابعة"، "ضاع الديك"، "شياطين ليلة الجمعة". سماته الشخصية كان فنانا حقيقيا وإنسانا رائعا، ومثالا للأخلاق والالتزام وعزة النفس والهدوء، فهو إنسان يتميز بالطيبة والأخلاق السامية ويشعر الجميع معه بروح الأبوة، وكان محبا للجميع فكان من الطبيعي أن يبادله الجميع الحب أيضا ويتعلقوا به ويحرصوا علي كسب وده وصداقته، كان الجميع يغبطونه علي قدرته بالاحتفاظ بتلك الابتسامة الجميلة الودودة حتي آخر يوم في حياته، تلك الابتسامة التي كان دائما يتحدي الصعاب بها، وخاصة آلام المرض حيث ظل يعاني فترة طويلة من أمراض القلب والكلي، وأخيرا من الالتهاب الرئوي. تزوج من "غنيمة بوقماز" عام 1965، وأنجبا أربعة أبناء (هم: سناء، عبد الله، عماد، ناصر)، وبانتمائه إلي مجال الفن أصبح بمرور السنوات ينتمي إلي أسرة فنية كبيرة حيث شجع أشقاءه علي اقتحام عالم الفن، فهو الشقيق الأكبر لكل من الفنانين محمد المنصور وحسين المنصور والمخرج عبد العزيز المنصور (الذي توفي قبل ثلاثة أعوام). إلي جانب التمثيل قد سبق له في شبابه ممارسة لعبة كرة القدم، وكانت بدايته كحارس مرمي في مدرسة "المتنبي المتوسطة"، ثم انضم إلي الأندية الرياضية الأهلية التي كانت موجودة قبل تأسيس الأندية الرياضية، حيث لعب حارسا للمرمي في ناديي "الندوة" و"التعاون". المهرجانات المسرحية كان اللقاء المثمر والذي وثق الصداقة بالقاهرة وبالتحديد بمهرجان "المسرح العربي بالقاهرة" في دورته السادسة (عام 2007)، والذي شرفت بتأسيسه وإدارته، حيث رأت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان ضرورة تكريمه بهذه الدورة - مع نخبة من كبار المسرحيين العرب - نظرا لتلك المكانة البارزة التي احتلها والإنجازات التي حققها خلال مشواره الفني الذي يمتد لأكثر من 5 عقود من الزمان، كانت حافلة وعامرة بالبصمات الفنية، وكم أسعدني حرصه الشديد علي المشاركة وحضور جميع فعاليات المهرجان وخاصة الندوات التطبيقية، وبالتالي فقد توطدت الصداقة واستمر التواصل بصورة منتظمة بعد ذلك. أهم الإسهامات الإبداعية يمكن رصد أهم الإبداعات الفنية للفنان القديرمنصور المنصور كما يلي: أولا بمجال المسرح: الأسرة الضائعة،الضحية (1963)، عنده شهادة، الطين (1965)، فلوس ونفوس، ثم غاب القمر (1969)، الدرجة الرابعة، ضاع الديك (1971)، 1 2 3 4بم (1972)، شياطين ليلة الجمعة (1973)، الواوي (1976)، أولاد علي بابا والعصابة (1994). ثانيا بمجال المسلسلات التليفزيونية: شارك في عشرات المسلسلات التي تعد علامات فارقة في تاريخ الدراما الخليجية وتضمن قائمة أعماله: مظلوم (1973)، الواسطة (1971)، حبابة، ألوان من الحب (1976)، المصير (1977)، الطابق الثالث (1978)، فهد العسكر، الرحلة، الرحيل - ثلاثية، مبارك، القرار الأخير (1997)، إلي أبي وأمي مع التحية- جزئين (الأول عام 1979 والثاني عام 1982)، دارت الأيام (1998)، دروب الشك (1999)، القدر المحتوم (2001)، سهم الغدر (2002)، غصات حنين (2004)، صحوة زمن (2005)، جادة 7، ابن النجار (2006)، الأصيل، الدروازة، بلاغ للرأي العام (2007)، نور عيني، أشياء لا تشتري (2009)، ليلة عيد، الحب اللي كان، (2010)، خيوط العمر، الجليب، جفنات العنب، العضيد (2011) وكان هذا المسلسل هو آخر أعماله علي الشاشة وقد تم عرضه خلال شهر رمضان الماضي، وللأسف لم يمهله القدر فرصة تصوير دوره في مسلسل "ضي القلوب"، والذي كان سيشهد عودة لعائلة "المنصور" مجتمعين في مسلسل واحد. هذا وتضم قائمة أعماله المتميزة أيضا مجموعة من الأفلام القصيرة والتمثيليات ومن بينها: الوارثة (سهرة تليفزيونية 1975)، امرأة قالت لا (سهرة تليفزيونية 1976)، صدي الأيام (فيلم تليفزيوني 1997)، الستارة (فيلم قصير 2008)، والدي العزيز (سهرة تليفزيونية)، يا حب لا تتأخر كثيرا (سهرة تليفزيونية)، حياة (سهرة تليفزيونية).