"هشام فتيان" فنان ومصور فوتوغرافي، تخرج في اكاديمية السينما بروما عام 2009، اقام عددا من المعارض بايطاليا، سافر الي العديد من دول اوروبا منها : فرنسا وبلجيكا وهولندا وبولندا. عرض اعماله الفنية والفوتوغرافية في العديد من القاعات والميادين هناك، بالاضافة الي ان له اكثر من 20 فيلما وثائقيا عدد منها قام بإنتاجه بالتعاون مع بعض مؤسسات المجتمع المدني والمراكز الحقوقية. في البداية اكد الفنان هشام فتيان انه يستعد حاليا للمشاركة بالمغرب بمنتدي " البدائل المغربي " حيث تمت دعوته للمشاركة به، وسيشارك بفيلم وثائقي يحكي به احداث الثورة المصرية ومعايشته لاحداث 25 يناير في ميدان التحرير مع الثوار. كما يجهز لفيلم وثائقي وعمل تجهيز في الفراغ عن الهجرة غير الشرعية بالتعاون مع بعض الفنانين والجمعيات الاهلية، حيث يقحم هشام نفسه داخل عمله الفني من خلال معايشته لاحداث الهجرة غير الشرعية لمجموعة من الشباب المصري، وقد اشار فتيان انه يجهز لهذا العمل منذ عدة سنوات، حيث انهي تصوير جزء كبير من العمل حينما سافر علي من مركب يحمل عددا من الشباب المهاجر هجرة غير شرعية الي ايطاليا لتصوير عمله، وبالرغم من ان عمله يحمل العديد من المخاطر الا انه قرر خوض هذه التجربة لتصوير هذا الفيلم الذي يحمل هدفا كبيرا وهو محاولة تخليص شباب فقراء المصريين من هذا الوهم الكبير الذي يلجئون له طامعين في حياة افضل، فيبيعون كل ما يملكون لتوفير تكاليف السفر التي يطلبها منهم السماسرة واصحاب المراكب المستغلون، وهم في الاغلب يسعون لوفاتهم حيث ان اغلبية سماسرة الهجرة غير الشرعية يكونون من المستغلين ممن يطلبون مبالغ تفوق امكانيات هؤلاء الشباب والكثير منهم يأخذ رشاوي إما لتسليم هؤلاء الشباب او لبيعهم لمراكب اوكرانيا التي لا يعلم الكثيرون عما يمكن ان يواجهه الشباب خلال هذه الرحلات المدمرة . اوضح فتيان مهزلة ومأساة ما يتعرض له الشباب المصري، قائلا: «القليل يعلم بأمر تخدير هؤلاء الشباب المصري المهاجر غير شرعي، الذي ليس له وثيقة لدي اي حكومة من الحكومات سواء حكومته اوالحكومة التي هو مسافر اليها، ويدخل هؤلاء الشباب الي مراكب شحن بالاتفاق مع صاحب المركب المسافر معه .. وهؤلاء الشباب يتم بيعهم كقطع غيار بشرية الي اوكرانيا وهي ما عرفت بالصدفة في خلال الخمس سنين الاخيرة وتم كشف ما يقومون به من اعمال تجزيرية بجثث البشر الاحياء» وقال: «وهذه حقيقة لا أدعيها ويمكن البحث والتأكد منها .. فهناك عدد من الدول التي تتاجر باجساد الاحياء وتستفيد بكل عضو فيها لتبيعه بالملايين .. وهذا يقام علي اجساد ضحايا فقراء العالم الثالث .. ممن يدركون ان بلدانهم لن تسبب ازمات كبيرة عند المعرفة بذلك». وأعرب عن اسفه الشديد قائلا: «وكانت مصر قبل الثورة من هذه الدول .. وكان يتاجر باجساد فقراء شعبها عن طريق سرقتهم من المياة الاقليمية وشحنهم بمراكب شحن الي مستشفيات خاصة ببلدان تقوم بهذه العمليات غير السوية ومنها اوكرانيا التي اشتهرت مؤخرا بهذه العمليات». والكارثة الاهم ان اغلبية سواقين هذه المراكب هم اطفال من سن 16 الي 20 سنة، مسئولون عن ادارة مراكب تحوي ما لا يقل عن 150 شابا ليوصلهم اوروبا. واضاف: «لقد ادرت العديد من الابحاث اثناء اقامتي بايطاليا حول هذه المشكلة وصورت العديد من الصور لها ومنها صور لبعض الجثث الغارقة في مياة البحر المتوسط، وادرت عددا من الاحاديث مع اطفال المراكب واخبروني انهم غالبا ما يدار المركب بثلاثة اطفال احدهم يتولي امر السواقة للمركب عن طريق خريطة متوفرة له، والاثنان الآخران لصيانة المركب واعمال الميكانيكا». وتتعرض هذه المراكب ايضا لاخطار تصويب الطلقات النارية عليها سواء من قبل غفر سواحل الحدود المصرية او الايطالية لمحاولة اجتياز المياه الاقليمية، واغلبية المراكب لا تصل سواء كان الركاب مصريين مسافرين الي ايطاليا أو أفارقة مسافرين عن طريق ليبيا الي فرنسا، وفي الاغلب لا يجني هؤلاء الشباب الا المأساة وتبديد اموال الاسرة لمواجهة الموت والعذاب المأساوي . كما اعرب عن امله في تغير هذا الوضع بعد الثورة، وهوما دفعه لمعاودة البحث والعمل في هذا المشروع . وعن رأيه في فن التصوير الفوتوغرافي الموجود علي الساحة الان اكد فتيان ان الفنانين الفوتوغرافيين مؤخرا تكاثر عددهم بسبب توفر التقنيات الحديثة حيث الكاميرات الديجيتال والهاي ديفينيشن، التي توفر الجودة وسهولة في الاستخدام وسعة تخزين كبيرة توفر الحصول علي عدد كبير من اللقطات السريعة ومن عدة زوايا حيث يمكن انتقاء صورة واحدة من بين عدد غير محدود من الصور، فلم يعد هذا النوع من التصوير يحتاج الي مبدع حقيقي . بينما في الكاميرات المنوال القديمة تحتم توفر قدر كبير من التخيل الابداعي لدي الفنان واغلب من يستخدمونها فنانون حقيقيون، واوضح فتيان ان الفنان في هذا النموذج يحتاج الي انتقاء كدر معين وبزاوية معينة وبعين ابداعية حيث الصورة تتخذ مرة واحدة لسعة التخزين المحدودة جدا، بالاضافة الي ارتفاع اسعار الافلام والطبع والتحميض . واشار الي ان اغلبية الفنانين الفوتوغرافيين والمصورين القدامي مازالوا يعملون بهذه الكاميرات القديمة التي تعمل بفيلم لأن بها ابداعا في لقطة الصورة كما انها تبرز المبدع من غير المبدع. وحول ظاهرة انتشار التصوير الفوتوغرافي مؤخرا في اثناء وبعد الثورة اكد فتيان انه اثناء الثورة قرر الكثيرون توثيق وتدوين الاحداث الجارية الكثيرة والمثيرة الطارئة علي مصر، وأقبل الكثيرون علي التصوير بالكاميرات الفوتوغرافية والديجيتال وحتي بكاميرات الموبايل، والاغلب كان لارسال هذه المعلومات والاحداث وتوثيقها خاصة علي موقع الفيس بوك، مما اعطي الكثيرين الثقة باستخدام الفوتوغرافيا ودفعهم الي الاحتراف . واضاف «بالتأكيد 25 يناير فتحت المجال امام العديد من الشباب غير الفنانين، للتجريب في التصوير والفن» . وحول رؤيته للحركة المصرية في الخارج اكد فتيان أن مصر في عيون الاوروبيين وخاصة الايطاليين هي مهد الحضارة، فبين مصر وايطاليا تزاوج فني كبير، فالعديد من الفنانين المصريين ورواد الفن تلقوا دراستهم واكملوها في ايطاليا، بالاضافة الي ان هناك الكثير الان من الاساتذة المصريين يدرسون الان بايطاليا بالاكاديميات والجامعات، كما ان الايطاليين اقرب لنا كملامح وكطبيعة وخاصة سكان المدن الساحلية اقرب للمصريين ويمتلكون العديد من العادات والتقاليد الشرقية ويعرفون عبدالناصر ويحبونه ويضعون صورته في بيوتهم، وبالتالي فهم يهتمون بالدارسين والفنانين المصريين ويهتمون برؤية اعمالنا . اما عن اختلاف الفنون بين ايطاليا ومصر فإنهم متقاربون ولكن التصوير الفوتوغرافي في الخارج اكثر، بسبب كثرة المناظر الطبيعية وتوافر الخضرة والجبال التي تنتج صورا خلابة، وهذه الطبيعة دفعت الايطاليين لإجادة التصوير الفوتوغرافي فلا يوجد شخص لا يمتلك كاميرا فحتي الاطفال جميعهم يمتلكون الكاميرات ، بينما السينما هناك ليست قوية واضاف: «الايطاليون ليسوا مبدعين في السينما، وينظرون الي السينما المصرية باعتبارها مدرسة ونموذجا جيدا للاحتذاء به والتعلم منه، هم مبدعون في البرامج والاعلانات، ويدخل التصوير الفوتوغرافي في كل هذه الفنون.»