السؤال الذي ظل يراودني عند مشاهدتي لإعلان فيلم «تك تك بوم» - الذي يظهر الفيلم بأنه يحمل الكثير من السخرية والإسفاف لثورة 25 يناير علي عكس ما هوعليه - هل ينجح محمد سعد في استعادة نجوميته وشباكه الذي اهتز خلال الأعوام الماضية بعد ان ظل خمسة أعوام كاملة صاحب الإيرادات الأعلي في شباك التذاكر؟ ثم ما هو مفهوم سينما ما بعد الثورة في فكر صناع السينما؟ تدور الأحداث حول «تيكا» محمد سعد الذي يقطن في منطقة شعبية ويعمل في تصنيع «بومب الأطفال» ولكنه ليس صانعا ماهرا ومن المصادفات غير السارة أن يوم زفافه يحمل مفاجأة قيام ثورة 25 يناير، حيث يقوم هو وشباب المنطقة بتكوين لجان شعبية في محاولة منهم للتصدي للبلطجية . سجن اللمبي تمنيت أن يخرج محمد سعد من القالب الذي اعتاد أن يضع نفسه فيه وهوشخصية اللمبي وعلي الرغم من انه لا يختلف أحد علي موهبته الفطرية وقدرته علي التحكم في عضلات وجهه وجسمه الذي لو أجاد توظيفها لتربع علي عرش النجومية لامتلاكه مقومات النجاح ، الا انه يفتقر التجديد ويفتقد لفريق عمل ناجح في الكتابة والإخراج . فهوبتكرار هذه الشخصية قد وضع نفسه في مأزق محرج بالنسبة لنجوميته، فأما ان يستعيد بريقه وأما أن يذهب بعيدا عن السينما . الفيلم مغامرة كبيرة من «شركة الانتاج» ومن سعد نفسه في ظل هذه الظروف الراهنة فهولم يخش من عرض بعض أحداث الثورة في إطار كوميدي و لم يتطرق الفيلم إلي أعماق ميدان التحرير مما يجعل الكثيرين غير متقبلين للفكرة بالاضافة إلي اتجاه الفيلم للحيادية الشديدة في موقفه تجاه الثورة بهدف كسب كل الأنظمة فهو لم يحدد موقفه بوضوح هل هو مع أو ضد الثورة؟ ولكن الواضح أنه كان ضد كل السلبيات. زعزعة الثورة الفيلم لم يتطرق الا لحدثين من أحداث الثورة وهما تكوين اللجان الشعبية وهروب المساجين من السجون في إطار كوميدي بسيط وأيضا تطرق لفكرة الوحدة الوطنية التي حاول البعض زعزعتها أثناء أحداث الثورة وهذا من خلال قيامه بأنقاذ جورج الجواهرجي «لطفي لبيب» من قبضة البلطجية عند اقتحامهم لمنزله وهو ذكاء يحسب لصاحبة الفكرة «اسعاد يونس» لأنها في الوقت الراهن لا تستطيع تقديم أحداث الثورة وهي لم تنته بعد لانه لا يمكن تقديم مشاهد أكثر مما يقدم في الواقع علي شاشات الفضائيات خاصة وان الوقت ما زال مبكرا لتوثيق أحداث الثورة في فيلم سينمائي، حيث لم يسدل الستار حتي الآن علي احداث الثورة . ورغم ان البطل توافرت له عناصر النجاح في شخصية جديدة الا انه ظل متمسكا بتميمة حظه اللمبي بالإضافة إلي انه أعاد من جديد تقديم شخصية رياض المنفلوطي بعد ان كبر في السن وهذا قد جعل البعض يعتقد أنه ليس لديه الجديد ليقدمه وكان من الأفضل أن يقوم بالدور اي شخص آخر ولكنه كان يريد استثمار نجاح هذه الشخصية في فيلم «اللي بالي بالك» من زاوية أخري تغير أداء محمد سعد في الفيلم فقد كان في الجزء الأول وهو ما قبل احداث الثورة يحاول انتزاع الضحكات من الجمهور بدون موضوع ثم تحول اداؤه في الجزء الثاني بعد الثورة إلي اداء جدي من خلال قيامه باعمال ايجابية لخدمة اهل الحي ولم يصر علي الاستمرار علي المنوال السابق . لا شيء للنساء وعلي الرغم من ان ظهور «درة» في الفيلم كان لكسر الملل باضافة عنصر نسائي الا انها لم تستطع اظهار قدرتها الفنية برغم انها ممثلة متمكنة ولكن الدور لم يضف لها جديد الا انه يحسب لها قدرتها علي تقديم ادوارا كوميدية في محاولة منها للخروج من الأدوار الجادة بوجه عام فان تهميش دور البطولة النسائية في الافلام في الآونة الاخيرة وتسليط الضوء علي البطل قد اصبح موجة سائدة . أما «محمد لطفي» فلم يقدم اي جديد مطلقا فقد سبق ان قدم في فيلم «كباريه» شخصية فرعون وفي فيلم «بدل فاقد» شخصية خداش أفضل من هذا، وكان من المفترض أن يقوم المؤلف باستغلال وجودهما في فيلم واحد ويصنع لهم «افيهات» تعلق في اذهان الجمهور ولكن هذا لم يحدث مما جعله يمر في احداث الفيلم دون ان يترك بصمة قوية كما كان من قبل . مع كل ذلك فإن الفيلم يعد خطوة جريئة من صناع العمل وخاصة جهة الانتاج فهي مغامره لانتاج فيلم في ظل الظروف الراهنه لان شركات الانتاج تتأثر سلبيا بالمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تطرأ علي المجتمع وخاصة بعد الثورات وان الجمهور بوجه عام سوف يغير فكرة واتجاهه بعد الثورة ولابد في الفتره القادمة ان يقوم صناع السينما برصد اتجاهات المجتمع والبحث عن افكار وحلول غير تقليدية لحل مشاكل المجتمع في مرحلة ما بعد الثورة . صراع الايرادات وهي أيضا محاولة من محمد سعد لأخذ خطوة للأمام بعد تراجعه من فيلم «كركر» الي «اللمبي 8 جيجا» ولم تنجح هذه المحاولة في ان يتصدر المركز الاول في شباك التذاكر كما كان من قبل وان كان قد حصل علي المركز الثاني في الايرادات. الفيلم قدم بعض النماذج السيئة من ضباط الشرطة الا انه تعرض ايضا للنماذج الايجابية والدور الوطني لجهاز الشرطة في حماية الوطن ويختتم بتوجيه دعوة لتكاتف الشعب مع الشرطة ضد البلطجية لحماية المجتمع .ويبقي محمد سعد محلك سر.