أحسن فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر برفضه المشاركة في ملتقي "السلام الدولي " الذي عقد بمدينة ميونيخ الألمانية مؤخرا.. وكان الشيخ يوسف القرضاوي قد أعلن من قبل أنه سيتوقف عن المشاركة في مثل هذه المؤتمرات بعد أن ثبت عدم جدواها وأظن أن هذا هو أيضا موقف الغالبية العظمي من رجال الدين الاسلامي.. وبالطبع هذا موقف سوف تستثمره الميديا الصهيونية لتضيف المزيد من الطوابق الي ناطحة السحاب الشاهقة والتي تعلوها لافتة " الاسلام دين إرهاب " وكم هم ماهرون في اختلاق الحيثيات.. الآن سيقولون للعالم : أرأيتم.. ها هم مشايخ الاسلام يرفضون المشاركة في مؤتمر عن السلام بين الشعوب شعاره : مصيرنا هو التعايش المشترك! دون أن يذكروا الأسباب الحقيقية لرفض علمائنا المشاركة في المؤتمر.. ! فضيلة الدكتور أحمد الطيب شدد في تصريحاته علي أنه لن يشارك في أي مؤتمر يحضره حاخامات يهود من دولة الاحتلال الصهيوني.. مشيراً إلي أن هذا خط واضح في سياسة الأزهر الشريف ومؤكدا أنه يدعم الحوار مع أصحاب الديانات السماوية بما فيها اليهودية.. لكنه يرفض الحوار مع الدولة الإسرائيلية في إطار موقفه الرافض للممارسات الإسرائيلية المخالفة للقوانين والأعراف الدولية ضد أبناء الشعب الفلسطيني. الميديا الصهيونية في خطابها الموجه للعالم تتعمد تجاهل الحديث عن تلك الممارسات الاسرائيلية المشينة ضد الشعب الفلسطيني.. والمشكلة لاتتوقف فقط في سياسات الدولة العبرية ضد الشعب الفلسطيني.. بل إن الجانب الأكثر مأساوية يكمن في حا خامات اسرائيل وفتاويهم التي تفوح برائحة الدم الفلسطيني.. حتي يخيل للمرء أنه لو شعر ساسة اسرائيل بالارهاق من حمل البنادق الموجهة الي صدورأطفال غزة والضفة الغربية وتملكتهم الرغبة في القائها جانبا ولو للحظات لنهرهم الحاخامات وطالبوهم بألا يتوقفوا عن ذبح الفلسطينيين بزعم أن تلك إرادة الرب !! فتوي دموية في 16 يوليو عام 2007أصدر حاخامات الضفة الغربية فتوي مفادها أن الترحم علي أطفال فلسطين ولبنان الذين يقتلون جراء القصف الاسرائيلي يؤذي أطفال اسرائيل.. .!!! منذ عامين أصدر أحد هؤلاء الحاخامات وهو يتسحاق شابيرا من مستوطنة يتسهار كتابا تحدث فيه عن جواز قتل الأطفال العرب والفلسطينيين باعتبارهم من "الأغيار".. أي ليسوا من اليهود.. وذات الشيء فعله زميلاه شابيرا والحاخام يوسي اليتسو من مركز 'يوسف' حيث أصدرا كتابا يحتوي علي ارشادات لاستخدام طر ق حديثة لقتل غير اليهود تحت ذريعة أن أي إنسان غير يهودي في فلسطين 'يشكل خطراً علي بني إسرائيل' إن كان مباشرا أو غير مباشر. أباح المؤلفان قتل الأطفال وبنص صريح في حال استخدامهم كدروع بشرية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.. وقالوا ان هذا مباح ومن تعاليم الكتاب المقدس وكما جاء في عشرات النصوص في الكتاب المقدس ومنها نص سفر حزقيال.. وعلي سبيل تنشيط الذاكرة فقد استخدم الجنود الاسرائيليون خلال الحرب علي غزة الأطفال الفلسطينيين دروعا بشرية أثناء محاولاتهم اقتحام مواقع المقاومة الفلسطينية.. وبارك هذا السلوك الهمجي كبار حاخامات اسرائيل.. مثل الحاخام عوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحركة شاس.. والذي كان يحرض الجنود الاسرائيليون علي ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين العزل في قطاع غزة.. وفي كلمته الأسبوعية التي بثتها الاذاعة الاسرائيلية مؤخرا وصف الفلسطينيين بأنهم "أشرار"، وتمني "زوالهم من العالم". معسكرات إبادة يبدو أن أمنيات «عوفاديا» راقت التيار الديني الصهيوني فبحثوا عن وسيلة لتحقيقها وانتهوا الي أن أفضل وسيلة للتخلص من الفلسطسينيين هي اقامة معسكرات إبادة.. طبقا لما نشر في مجلتهم حيث ذكر موقع «واي نت» الإخباري التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أن مجلة أسبوعية صادرة عن هذا التيار يتم توزيعها في الكنس اليهودية في جميع أرجاء إسرائيل نشرت فتوي وقع عليها عدد من كبار الحاخامات تدعو إلي إقامة هذه المعسكرات، باعتبارها فريضة شرعية. حسب ما قاله الحاخامات في مجلتهم، فإن التوراة تلزم اليهود بمحو أي أثر للعمالقة في هذا العصر، في إشارة للفلسطينيين. وأوضحوا أنه حتي الحاخامات الذين يرفضون التوقيع علي هذه الفتوي يؤيدون جوهرها. تعقيبا علي هذه الفتوي الجديدة، اعتبر المفكر الإسرائيلي «أودي ألوني» أن الدعوة للقضاء علي الفلسطينيين يتم التعبير عنها بشكل صريح وعلني في الكنس اليهودية، علي اعتبار أن التخلص من الفلسطينيين بات خيارا عمليا والعالم لايدري شيئا عن أمر هؤلاء الحاخامات الذين أصبح صوتهم منصوتا له في غرف صناعة القرار السياسي في الدولة اليهودية.. وكما تؤكد التقارير الواردة من داخل اسرائيل فالتوراتيون يستوحش نفوذهم يوما بعد يوم في دهاليز السياسة ومعسكرات الجيش.. وبسبب ضغوطهم تحول الجزء الأعظم من ميزانية الدولة الي بناء المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة.. مما كان له أثره البالغ علي انخفاض الانفاق علي مجالات أخري حيوية مثل التعليم والصحة والاقتصاد.. وقد أدي هذا الي اشتعال المظاهرات والاحتجاجات في المدن الاسرائيلية ضد حكومة نتنياهو التي ترضخ لضغوط اللوبي التوراتي.. مما ينذر باتساع الأخدود الفاصل بين العلمانيين والتورارتيين في المجتمع الاسرائيلي.. الا أن الميديا الصهيونية ذات التأثير العالمي الواسع تتجاهل الانتشار المنذر بالخطر لثقافة التطرف الديني المقيتة التي ينشرها الحاخامات في اسرائيل.. وتوظف قرون استشعارها فقط لالتقاط صرخة احتجاج أوحتي آنة ألم لرضيع فلسطيني لتعيد تصديرها للعالم علي أنها دوي قنبلة ألقي بها ارهابي مسلم هنا أو هناك.. ! من الاعلام تبدأ مشكلتنا.. العالم يجهل تماما فتاوي حاخامات اسرائيل المحرضة علي القتل والتدمير.. وفي الوقت ذاته تقابل تصريحات شيخ الأزهر برفض المشاركة في مؤتمر ميونيخ بالاحتجاج وربما اتهموه بمعاداة السامية.. !!.. العالم حجبت عنه حقيقة أن ممثلي الديانة اليهودية في المؤتمر أيديهم ملوثة بدماء أطفال رضع لم تسقط القنابل عليهم خطأ بل قصدا وبتعليمات من هؤلاء الحاخامات الذين يقودون الآن الجيش الاسرائيلي.. حيث توزع فتاويهم علي نطاق واسع داخل وحدات الجيش الاسرائيلي.. وينصت اليهم الجنود باهتمام باعتبار أنهم وكلاء الرب علي الأرض وينبغي تنفيذ تعليماتهم التي هي تعليمات الرب !