في البداية هل كنت تتوقع ثورة 25 يناير؟ - لا.. لم أكن متوقعا، لأنني كنت فاقد الأمل، إنني تواجدت في ميدان التحرير من أول يوم أي 25 يناير واستمررت في التواجد يوميا، لكن لم أكن أتوقع أن يحدث ما حدث، حقا إن الشباب هو المفجر الحقيقي للثورة ولهم كل التحية والتقدير. ما رأيك في العنف الذي استخدم ضد المتظاهرين؟ - غباء، لأنه كان هناك تجربة سابقة وهي تونس وهنا تتمثل الآية الكريمة «يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين». في الواقع انه نظام غبي وكانت هناك عجرفة واضحة وذلك يقينا منهم ان الشعب لا حول ولا قوة له، انهم لم يدركوا انهم أوصلوا الشعب إلي المرحلة التي لا يوجد شيء يخافون عليه ان غرور السلطة المطلقة كان هو الأساس، ان الحياة السليمة بها كرامة واقتصاد فمثلا أيام عبدالناصر كان هناك كرامة، ولكن كانت الحياة الاقتصادية ليست علي ما يرام، أما أيام السادات فمن الممكن أن نقول إن الكرامة قلت إلي حد ما، ولكن ازدهرت الحياة الاقتصادية، أما عصر مبارك فلا وجود للكرامة ولا لقمة العيش. ماذا تنتظر من الثورة؟ - أملي أن نضع نظاما صحيحاً مثل معظم الدول، أعتقد أن المشكلة أننا بلا ملامح، فنحن لسنا دولة دينية ولا دولة علمانية، فنحن نرقص علي السلالم فلا نحن دولة اشتراكية ولا رأسمالية، نعم تحولنا إلي رأسمالية، ولكن لا تزال هناك كثير من القوانين الاشتراكية تحكمنا باختصار أود أن نخرج من هذه الثورة العظيمة بوضع دستور صالح من شأنه يحدد ملامح البلد، حيث توجد ديمقراطية حقيقية، فعندما نأخذ بمعايير الحرية والكرامة سنجد المصريين متقدمين بمئات المرات. نترك الثورة ودعني أسالك في البداية إلي أي مدارس الغناء تنتمي؟ - أحب سيد درويش لأنه كان إشارة المستقبل للموسيقي المصرية، فكان نموذجا للفنان الذي تجتذبه عوامل التحرر والتقدم، ولهذا أسهم بنصيب ضخم في ثورة الغناء المصري الحديث، نستطيع من خلال أغاني سيد درويش أن نؤرخ لمصر، فسيد درويش هو مطرب سياسي ووطني وعاطفي.. لم يفن قط في قصر من قصور هؤلاء السادة الكبار، كان غناؤه كله مأخوذ من روح الشعب موجها إلي روح الشعب، سيد درويش الذي قال «بلادي.. بلادي» و«قوم يا مصري» و«للقرية» «عطشان يا صبايا» وغني لسعد زغلول «يا بلح زغلول»، إنني أيضا أحب الغناء لكل شيء فمثلا غنيت أغنية «قطار الشقي في الريح» باللهجة الصعيدية لأن حوادث القطارات الأخيرة في أغلب الوقت تحدث في الصعيد حيث أقول «قطر الشقي في الريح.. راكب عجل ساير.. بالهم والمجاريح زي الرحي داير.. دخل المحطة وفات.. شايل كتير حكايات.. ويا خوفي من الجايات.. وأنا من الجراح حاير». كما غنيت لمنطقة الحسين فقلت «دخلت في قلب الشوارع.. وتهت في عيون البشر.. لاقيت ماضيك يا بلادي.. اصفي من ضي القمر.. ناديت يا كلمة انطقي.. وقلت يا روحي ما تشربي.. مشيت في دروب الحسين.. ازورك يا حبيب النبي» ولحنتها بلحن شعبي، كما غنيت للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.. وفي حب الله «مولاي اني بيابك» للشيخ سيد النقشبندي.. وأعدت توزيعها وغيرت بعض الكلمات. يشاع أنك اخواني ثم سمعنا أنك علماني ثم إنك زنديق.. فما الحقيقة في كل هذا؟ - يضحك ويقول عندما غنيت «خير البرية» وهي أغنية في حب الرسول قالوا إنه اخواني وعندما غنيت «الشوراع» قالوا إنه شيوعي وعندما غنيت «نحلم سوا مسلمين ومسيحيين» قالوا إنه علماني وعندما غنيت «المغني» قالوا إنه زنديق، كل ما أغني أغنية يصنفوني علي أساسها في الواقع أنا كل هؤلاء لأن هذا هو الإنسان المصري العادي في الشارع فلماذا هذه التصنيفات التي جعلت الناس تخاف مني؟ - حقا، انني اتعجب من هذا الإعلام ولماذا تبتعد عني دائرة الضوء وتجعلني في الظل وربما في الظلام، هل هذا لأنني لا أجيد النفاق ولا تقديم الهدايا ولا دفع فلوس ولا إقامة عزومات»؟! - علي أي حال انني أعمل لله وللوطن ولا انتظر شيئا لأنني علي يقين أنه سيأتي يوم ويعرف ويدرك الناس المجهود والأعمال التي أقوم بها. كلمني عن أغنية «أوباما»؟ - عملت هذه الأغنية بالتعاون مع الشاعر محمد الكومي عندما زار أوباما مصر وحدث الاحتفال وقتذاك، لم تجز الرقابة علي المصنفات الفنية الأغنية وقالوا إنها تضر بعلاقات مع دول صديقة، فقلت إنني مستعد أن أحصل لكم علي تصريح من السفارة الأمريكية بالقاهرة لعرض الأغنية، فهناك يقولون علي «أوباما» أكثر مما قلته، إنني في الأغنية اشرت إلي أن «أوباما» لن يجدي علينا نفعا كعرب، حيث تقول مطلع الأغنية: «أسود في البيت الأبيض، ليه فرحنا وعاملين زيطة، أحمد هو الحج أحمد، بس احنا دماغنا عبيطة، وادي ذقني وابقو افتكروا ملقوش ولا شبر في حجرة، يا عرب يتقاوحوا وتفتوا وانتم ساقطين بولوتيكا». كلمني عن ألبومك؟ - الألبوم مكون من 11 أغنية وهو بعنوان «غير حروف الغنا» وهذه الأغنية تتكلم عن الوطن ويقول مطلعها «غير حروف الغنا.. ده الناس مش فاهمين.. صابرة ومتشعلقة في أحبال لكن دايبين.. الهم زاد والكبد.. مدد يا احباب مدد.. لموا كفوف البلد.. واترجوا رب رحيم»، ويباع الألبوم في فروع مكتبات الديوان الخاصة بطبقة المثقفين الذن يعرفونني جدا. لماذا فقط في مكتبات الديوان؟ - لأنني انتجته علي حسابي الخاص وبمجهودي الشخصي، فليس لدي أو ورائي شركة إنتاج ولا توزيع وللأسف لا توجد معي الأموال اللازمة لعمل الدعاية، لكني عملت تنويها علي الإنترنت عن الألبوم وصدوره في مكتبة الديوان، علي فكرة لقد ارسلت ال C.D إلي معظم الإعلاميين مثل عمرو أديب ومعتز الدمرداش وبرنامج العاشرة مساء، حيث البرامج صاحبة المشاهدة العالية، ولكن لم يعرض أي أغنية من ال C.D ولا أحد قام باستضافتي للتحدث عن أفكار وأغاني ال C.D، وللمفارقة أن توقيت صدور ألبومي كان هو ذاته نفس توقيت صدور ألبوم أبوالليف فإذا بي افاجأ بأن عمرو أديب يستضيف أبوالليف «أنا مش خورنج» ويستبعد مأمون المليجي الذي يقدم «الشوارع- غير حروف الغنا- نحلم سوا»، من وجهة نظري يجب علي الإعلامي أن يكون محايدا، اعرضني علي الناس واترك الحكم في النهاية لهم خاصة أن كل أعمالي بفضل الله تحمل رسالة وموضوعا، حيث اتكلم عن أزمة الرغيف واقول «الحلوة دي قامت تعجن في الفجرية ملقتش دقيق»، وتارة اتكلم عن المظهر الشكلي للدين مثل «يا مسلم الرك علي النية.. مش قصة ذقن وجلابية»، وتارة أخري اتكلم عن الافتاءات وأقول «افتي يا مفتي يا صاحب الدار، تزرع أته ولا خيار، افتي واقول كده علي راحتك، ما انت مشهود لصراحتك، وافتي عشان مصلحتك خلي الدنيا تشعلل نار». كلمني عن فريق عملك؟ - أنا ملحن كل أغاني، أما الكتابة فأتعاون مع أربعة شعراء هم أحمد قدري وأسامة عبدالصبور ومحمد الكومي وزينات القليوبي والتوزيع الموسيقي لياسر فاروق، علي فكرة عندما يكون هناك صداقة وتفاهم وانسجام بين الشاعر والملحن.. يخرج الفن أكثر صدقا، فالحالة الإنسانية الموجودة بيننا، تخلق فنا جميلا، كما كان يحدث زمان مثلا بين حليم وبليغ. ما تنبؤاتك للفن بصفة عامة بعد ثورة 25 يناير؟ - ستشهد المرحلة المقبلة تطوراً رائعاً في كل شيء، بما فيه الفن، فمصر لديها الكثير من الفنانين الرائعين واكيد سيكون لهم ظهور في الفترة المقبلة.