مما لا شك فيه ان عالم الطفل يختلف عن عالم الكبار ولكي نتواصل معه لابد من التعلم من مفرداته حيث إن الطفل يحمل بداخله الرغبة العارمة في التعرف علي كل ما حوله واستكشاف كل ما غامض، فإذا ما وجهت هذه الرغبة إلي المسار الصحيح كان حصادها مستقبل أمة بأثرها. ربما انه لا يستطيع أحد أن ينكر أهمية الخبرة المتحفية في ثقافة الشعوب، وبناء شخصيتها وشخصية أفرادها، فإن هذا العالم الصامت المليء بالإلغاز والغموض بالنسبة للطفل يستحق الاهتمام والجهود اللازمة لتقوية حلقة الوصل بين عالم الطفل وعالم المتحف، إلا أنه لابد من تقديم كلاهما إلي الآخر في إطار فني جميل يحمل لغة كل منهما. وهذه الخبرة كانت محط أنظار العالم بأثره في الأعوام الماضية وهي التي نحاول اليوم تقديمها في متاحفنا الفنية والقومية وقد سبق وأن قدمتها دول أوروبا ونالت نجاحا وشهرة عظيمة لما لها من فائدة تربوية ذات أثر عميق في شخصية الطفل. وفيما يلي بعض الأفكار التي تساهم في خلق جو تفاعلي بين الطفل كزائر والمتحف كمؤسسة ثقافية، فيمكن علي سبيل المثال: استقبال مجموعة من الأطفال وفتح الحوار معهم حول موضوع الورشة المطروحة ليكن علي سبيل المثال «فن البورتريه عند قدماء المصريين» أو «مواطن الجمال في التمثال المصري القديم» وغيرهما من الموضوعات الفنية الموجودة في المتحف وإعطاء بانوراما كبيرة عن الموضوع علي ان يتم توضيح الفروض والصعوبات والخامات المستخدمة في كل نوع سواء كان نحتا أو رسما. ويتم اصطحاب الأطفال داخل المتحف لمشاهدة عدة أعمال مختارة كموضوع للورش ويتم الربط بين ما يشاهدون وبين ما تم التحدث عنه سابقا عن طريق الأسئلة والأجوبة بالإضافة إلي نبذة قصيرة عن صاحب العمل الفني. وكذلك مشاهدة أفلام تسجيلية عن المتحف بما فيها من أعمال فنية أثناء الجولة مما يثير خيال الطفل من القصة التي تحتويها كل لوحة، حيث انه أكبر بكثير من مجرد جمال لا يتحرك ولا يتكلم. كذلك تنفيذ ورش فنية لتحفيز إبداع الطفل علي إنتاج عمل فني علي غرار ما شاهده وتعلمه علي مدار هذه المرحلة، وفي نهاية العمل يأخذ الأطفال أعمالهم الفنية التي قد أبدعوها، كذكري لهذه الزيارة، وفي نهاية هذه الورش يعمل مسابقات فنية للطفل من خلال زيارته للمتحف مع شهادة تقدير، وميدالية تذكارية تقدم له عن طريق رئيس قطاع الفنون التشكيلية ومدير المتحف. أيضاً إنشاء مركز ثقافي داخل المتحف للطفل بجانب الورش الفنية التي يتثني للطفل ممارسة القراءة المتحفية والتعرف علي جميع المقتنيات الموجودة بالمتحف ومشاهدة الأفلام التسجيلية وعمل الندوات الثقافية، كما يمكن الاستفادة من مركز المعلومات الموجود بقطاع الفنون في تنمية ثقافة الطفل من خلال مشاهدته لبرامج الإنترنت والكمبيوتر.