يسود الاعتقاد بأن شهر رمضان الكريم من المواسم التي تشهد فيها مبيعات الصحف والمجلات تراجعا ملحوظا، ونجد أغلب الصحف قد قلصت عدد صفحاتها، وغيرت تبويبها لتضيف أبوابا ذات طبيعة تتناسب مع الشهر الفضيل، ومن ينوي إطلاق مشروع صحفي جديد، يقوم بإرجائه إلي ما بعد رمضان، حتي تستعيد السوق قراءها. والسؤال: هل بالفعل تتراجع مبيعات الصحف والمجلات خلال الشهر الكريم، أما أنه اعتقاد شائع خاطئ، وهل هناك نوعية معينة من المجلات تكون أكثر تأثراً - بالسلب أو الإيجاب - من غيرها، وإن صح هذا الاعتقاد، فكيف تتعامل معه المؤسسات الصحفية؟ مديرو التوزيع في الصحف والمجلات: توجهنا بتلك الاسئلة لعبد المنعم السيد - مدير التوزيع بدار الهلال - والتي تصدر عنها مجلتا «الكواكب» و«حواء» فأجاب أن مجلة مثل الكواكب تعتبر فنية بالدرجة الاولي وبالتالي تتأثر مبيعاتها خلال شهر رمضان نتيجة لعزوف الناس عن سماع الاخبار الفنية والاهتمام فقط بالنواحي الدينية وحينما سألناه عن كيفية مواجهة هذا التأثير اجاب بانهم هذا العام قاموا بعمل كتيب «بالابيض والاسود» يسرد الاخبار الفنية التي صدرت عن مجلة الكواكب علي مدار 60 عاما وهو عمر المجلة، مما يعد عاملاً لجذب لقراء أما عن مجلة حواء فأجاب بانها لا تتأثر مثل «الكواكب» لانها مجلة نسائية بالاضافة لاحتوائها علي صفحات دينية مع وجود كتيب اطباق حواء والذي ينتشر علي مدار الشهر الكريم. علي النقيض اكد لنا مصطفي قابيل - مدير توزيع مجلة كلام الناس - أن المجلة كانت من الممكن أن تتأثر بالفعل نظرا لان رمضان ياتي هذا العام خلال الصيف وهو الموسم الذي كانت تزداد فيه مبيعات المجلة حيث يفضل المصطافون القراءة علي البحر اما هذا العام فالوضع مختلف نظرا لعودة الناس من المصايف لقضاء رمضان مع الاهل بالاضافة إلي الاتجاه للعبادات وقراءة القران وعلي الرغم من كل هذا استطعنا أن نرفع مبيعات المجلة من خلال التعاقد مع شركات غذائية تتعاون مع المجلة في اصدار كتيب يشرح طريقة عمل وجبات باستخدام منتجاتها، علي سبيل المثال هناك احدي شركات الدواجن نشر لها كتيب بعنوان «30 يوم ب30 اكلة» مما يؤثر بالايجاب علي توزيع المجلة . اما محمود الدجوي مدير المكتب الفني بادارة التوزيع بدار اخبار اليوم اكد لنا أن مجلة اخبار النجوم تتأثر مبيعاتها بشكل كبير خلال شهر رمضان لان النزعة الدينية تكون هي السمة الغالبة وهذا يلاحظ في توزيع المصاحف والتي تزداد مبيعاتها خلال الشهر، ثم عاد واشار إلي نقطة مهمة وهي أن الصحف والمجلات تمر بالعديد من فترات التأثر منها علي سبيل المثال فترة امتحانات الثانوية العامة التي يقل فيها التوزيع . وبسؤاله عن الحل الامثل للخروج من تلك الازمة اجاب انه نظرا لكون المجلة فنية فبالتالي لا يمكن عمل صفحات دينية او اصدار كتيب اكلات معها لكن ما يتم عمله هو تقليل كمية الطبع خلال الشهر الكريم . ما سبق هو حال توزيع المجلات خلال شهر رمضان والسؤال هل يختلف وضع الصحف عن المجلات؟ يجيب سؤالنا عن ابراهيم نصر - مدير التوزيع لجريدة الوفد - والذي يؤكد علي أن اغلب الصحف والمجلات يتاثر توزيعها في رمضان وذلك للعديد من الاسباب اولها غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار بشكل جنوني مما يجعل المواطن يحجم عن شراء الصحف والاتجاه لشراء احتياجات البيت بالاضافة إلي أن التليفزيون لا يعطي فرصة لاحد للقراءة، فهناك ما يزيد علي 50 مسلسلا تعرض في الشهر الكريم إذن فمتي يقرأ الناس؟! ويضيف، اما بالنسبة لقيام بعض الصحف بعمل مسابقات من خلال الجريدة فلقد تقدمت بالفعل باقتراح للجريدة بعمل مسابقة تكون جوائزها رحلات حج وعمرة لكن لارتفاع التكاليف تم رفض الاقتراح لعدم قدرة الميزانية علي استيعاب مثل هذه المسابقة . نفس الأمر أكده محمد السيد - مدير التوزيع لجريدة الشروق - حيث التأثير السلبي للشهر الكريم في توزيع الجريدة مما يدفعهم لعمل مسابقات مختلفة وليست دينية فقط وعندما سألناه عن اتجاه بعض الصحف لتقليل عدد النسخ المطبوعة رفض الاجابة . بينما اشار انور محمد - مدير الشئون المالية والادارية لجريدة صوت الامة -إلي أن كمية الطبع في رمضان يتم تقليلها لأنه من المعروف اتجاه الناس في رمضان للتعبد والابتعاد عن قراءة الصحف وبسؤاله عما تفعله الجريدة للتغلب علي ذلك اكد انهم يعتمدوا في المقام الاول علي المادة الصحفية التي تقدمها الجريدة دون الالتفات لعمل مسابقات او ملاحق دينية او مسائية .