المنظمة تدعو للافراج عن مئات النساء مسجونات "ظلما" قالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" لحقوق الانسان ان المئات من النساء الافغانيات يودعن السجون "ظلما" بسبب "جرائم شرف"، منها الهرب، او اقامة علاقات جنسية خارج اطار الزواج. وقالت المنظمة، ومقرها نيويورك، في تقرير صدر عنها الاربعاء ان النساء الافغانيات يتعرضن للعقاب لفرارهن من العنف والاساءات المنزلية التي يتعرضن لها، كما ان بعض ضحايا الاغتصاب منهن يودعن السجون. وتقول المنظمة ان ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج، حتى وان اجبرت المرأة عليه، يعد في افغانستان "زنا، وجريمة شرف". ووزع تقرير المنظمة، الذي جاء بعنوان "كان لا بد ان اهرب"، في العاصمة الافغانية كابول الاربعاء. وتقول المنظمة في تقريرها ان حكومة الرئيس الافغاني حامد كرزاي اخفقت في الايفاء بالتزاماتها المتعلقة باحترام القوانين العالمية لحقوق الانسان. هيومات رايتس ووتش "القضاة يصدرون احكامهم على اساس الاعترافات التي تؤخذ منهن دون حضور محامين، وتوقع تلك الاعترافات قبل ان تقرأها المرأة المعنية، التي لا تقرأ ولا تكتب اصلا." وقال الرئيس التنفيذي للمنظمة كينيث روث انه "من المفجع بعد عشرة اعوام من الاطاحة بنظام طالبان ان تودع النساء والبنات السجون لانهن يهربن من العنف المنزلي، او الزواج القسري". وطالبت المنظمة الحكومة الافغانية الافراج عن نحو 400 امرأة وفتاة مسجونات "ظلما" او محتجزات في مراكز احتجاز القصّر. وقال روث: "بعض النساء والفتيات متهمات بممارسة الجنس خارج نطاق الزواج، بعد ان تعرضن للاغتصاب، او اجبرن على الدعارة". واضاف ان "القضاة يصدرون احكامهم على اساس الاعترافات التي تؤخذ منهن دون حضور محامين، وتوقع تلك الاعترافات قبل ان تقرأها المرأة المعنية، التي لا تقرأ ولا تكتب اصلا". ويقول انه "بعد صدور حكم الادانة تواجه النساء المحكومات فترات سجن طويلة، وفي بعض الحالات اكثر من عشرة اعوام". واوضح ان الاوضاع تفاقمت وساءت بسبب تغير مواقف الرئيس كرزاي من حقوق المرأة. وقال ان كرزاي "وبسبب عدم رغبته او عدم قدرته على اتخاذ موقف واحد ومتواصل ضد القوى المحافظة في بلاد، يميل للتسويات التي يكون تأثير سلبي على حقوق المرأة". وكان كرزاي قد صدّق على "ميثاق شرف" اصدره مجلس ديني نافذ في البلاد يُسمح بموجبه للازواج بضرب زوجاتهم في ظروف معينة. وتقول مراسلة بي بي سي ايملي بيوكانان ان احد اسباب التدخل العسكري الغربي في افغانستان في عام 2001 كان الافتقار الى قوانين تحمي حقوق المرأة خلال حكم طالبان. وتشير مراسلتنا الى انه منذ ذلك الوقت حدثت تطورات ايجابية كثيرة في حصول الفتيات على التعليم، والمشاركة في الحياة العامة. ويخشى العديد من الناشطين ان تلك الحقوق التي انتزعت بصعوبة ستكون عرضة للتهديد بسبب محاولات الحكومة اجتذاب القوى الدينية المحافظة لها. مصدر الخبر: بي بي سي