أجهزة الامن المصرية تتعرض لانتقادات بسبب أسلوبها في التعامل مع المظاهرات أعلن سناتور ديمقراطي أن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون تعتزم السماح بالمضي قدما في منح مصر مساعدات عسكرية. وانتقد السيناتور باتريك ليهي، رئيس اللجنة الفرعية للمساعدات الخارجية بمجلس الشيوخ، موقف كلينتون. وقال إن استمرار المعونات العسكرية يأتي رغم عدم وفاء مصر، كما يعتقد، بشروط مؤيدة للديمقراطية . وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية لوكالة فرانس برس" ستؤكد الوزيرة كلينتون الجمعة ان مصر تفي بالتزاماتها وفقا لمعاهدة السلام التي وقعتها مع اسرائيل". وعبر مكتب ليهي عن خيبة أمله من موقف كلينتون قائلا انه يتعين على الوزيرة الان أن تحد من حجم المساعدات العسكرية التي سيتم صرفها. وقال المكتب في بيان "بعد أن قررت كلينتون استخدام سلطتها للتغاضي (عن شروط) وفقا للقانون ينبغي أن تستخدم المرونة التي يتيحها وألا تأذن بصرف أكثر مما تستدعيه الضرورة بشكل واضح من أموال دافعي الضرائب وتحتفظ ببقية الاموال في الخزانة الامريكية ريثما يتحقق تقدم أكبر في الانتقال للديمقراطية." تقدم غير أن مسؤول الخارجية الأمريكية قال إنه "على صعيد الديموقراطية احرزت مصر خلال 16 شهرا تقدما اكثر مما حققته خلال الستين سنة الماضية" ، مشيرا الى اجراء انتخابات برلمانية حرة وكذلك نقل السلطة التشريعية الى برلمان جديد. واوضح "مع ذلك، فان المرحلة الانتقالية نحو الديموقراطية في مصر لم تنته بعد وهناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به من اجل حماية الحقوق والحريات وكما هو دور المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية". وكان الكونغرس قد وافق على المساعدات العسكرية البالغ حجمها 1.3 مليار دولار لمصر، وهو نفس مستواها في السنوات الماضية، وذلك للعام المالي الحالي الذي ينتهي في 30 سبتمبر/ آيلول القادم. كما وافق الكونغرس على مساعدات اقتصادية بقيمة 250 مليون دولار بالاضافة الى "تمويل مشروعات" بما يصل الى 60 مليون دولار. "رسالة خاطئة" ويتعين على كلينتون بموجب القانون الامريكي أن تشهد بأن مصر تفي بالتزاماتها بموجب اتفاقية السلام مع اسرائيل للحصول على أي مساعدات أمريكية. وقال ليهي ان كلينتون شهدت بذلك. ويتعين لحصول مصر على المساعدات العسكرية أن تشهد كلينتون أيضا بأن الحكومة المصرية تؤيد الانتقال الى الحكم المدني بما في ذلك اجراء انتخابات حرة ونزيهة وتطبق سياسات لحماية حرية التعبير والتجمع والحرية الدينية والاجراءات القانونية السليمة. وقال ليهي ان كلينتون استخدمت بندا في القانون يتيح لها التغاضي عن شروط لدواعي الامن القومي ، معتبرا أن هذا يبعث برسالة خاطئة للجيش المصري الذي يدير شؤون البلاد منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. وقال ليهي "يجب أن يدافع الجيش المصري عن الحريات الاساسية وسيادة القانون لا أن يضايق ويعتقل من يعملون من أجل الديمقراطية." تحذير للمجلس العسكري وتابع قوله "يتعين عليه انهاء محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية وانهاء العمل بقانون الطوارئ بشكل كامل ولا ينبغي لسياستنا أن تراوغ بشأن هذه الاصلاحات الرئيسية." وحذر مسؤولون أمريكيون المجلس العسكري الحاكم في مصر من أن حملة البلاد في الفترة الماضية ضد منظمات المجتمع المدني المؤيدة للديمقراطية تهدد استمرار المساعدات العسكرية الامريكية لمصر. كانت العلاقات بين واشنطن والقاهرة قد شهدت خلال الاسابيع الاخيرة توترا بسبب ما وصف بالملاحقات القضائية في مصر بحق 43 عضوا في منظمات غير حكومية هم 16 مصريا و27 اجنبيا بينهم عدد من الاميركيين، وذلك بتهمة تلقي اموال اجنبية غير شرعية والتدخل في الشؤون السياسية المصرية. وتصل قيمة المساعدة الاقتصادية السنوية التي تقدمها الولاياتالمتحدة لمصر الى 250 مليون دولار ، ولكنها لم تعلق ابدا. مصدر الخبر: بي بي سي