تشهد كوريا الشمالية مظاهر حزن شعبي قالت كوريا الجنوبية إنها قررت السماح لوفود المعزين الكوريين الجنوبيين الذين يرغبون بالتعزية بوفاة الزعيم الراحل كيم جونغ ايل بدخول البلاد. وجاء في بيان اصدرته الحكومة في بيونغيانغ ان القرار جاء "كتعبير عن اللياقة" لاولئك الذين يرغبون باداء واجب التعزية. وكانت الحكومة الكورية الجنوبية قد بعثت برسالة تعزية الى جارتها الشمالية رغم حالة الحرب المستمرة بين الطرفين، ولكن سيؤول قالت إنها لن تسمح الا لمجموعة مختارة من مواطنيها بالسفر الى الشمال. وكان كيم جونغ ايل قد توفي يوم السبت الماضي اثر اصابته بنوبة قلبية حسبما اورد الاعلام الكوري الشمالي الرسمي، ومن المقرر ان يجري تشييعه في الثامن والعشرين من الشهر الجاري. واعلن الاعلام الكوري الشمالي ان الابن الثالث للزعيم الراحل، كيم جونغ اون، سيخلف ابيه في قيادة البلاد، ولكن الدول المجاورة لكوريا الشمالية عبرت عن خشيتها من ان الفترة الانتقالية التي تسبق تولي كيم جونغ اون السلطة قد تشهد مزيدا من عدم الاستقرار. "عواقب وخيمة" وقالت كوريا الشمالية التي تعاني من عزلة دولية بسبب نشاطاتها النووية وسجلها في مجال حقوق الانسان إنها ستضمن سلامة الزائرين الكوريين الجنوبيين. وقالت بيونغيانغ إنها "سترحب باحترام بكل الوفود القادمة من كوريا الجنوبية والراغبة في التعبير عن تعازيها، وانها قد اتخذت الخطوات الضرورية لفتح المجالات الجوية والارضية من خلال مدينة كيسونغ الحدودية." وحث مقال نشر في موقع الحكومة الكورية الشمالية الرسمي كوريا الجنوبية على التفكير مليا "بالعواقب الوخيمة" لمنع المواطنين الكوريين الجنوبيين من زيارة الشمال لتقديم واجب العزاء. وتقول كوريا الجنوبية من جانبها إنها لن ترسل وفدا رسميا لحضور مراسم تشييع كيم، ولكنها ستسمح لوفدين، احدهما برئاسة ارملة الرئيس السابق كيم داي جونغ والثاني برئاسة رئيسة مجلس ادارة شركة هيونداي الصناعية، بالسفر الى الشمال وتقديم العزاء. وكان كيم داي جونغ قد عقد قمة مع كيم سونغ ايل في عام 2000، بينما لعبت شركة هيونداي دورا بارزا في تطوير العلاقات التجارية بين الجنوب والشمال. ولم ترسل سيؤول وفدا للتعزية بوفاة والد كيم جونغ ايل، كيم ايل سونغ، عند وفاته عام 1994. وتقول مراسلة بي بي سي في سيؤول لوسي وليامسون إنه يبدو بأن الخطوة الشمالية تهدف الى احراج حكومة الجنوب، فالعلاقات بين البلدين اتسمت بالتوتر في الاشهر الاخيرة عقب اغراق سفينة حربية كورية جنوبية في مارس 2010 وقصف جزيرة حدودية عائدة للجنوب في نوفمبر من العام نفسه. وتنفي كوريا الشمالية مسؤوليتها عن الحادث الاول، بينما تقول إن سيؤول هي التي تسببت في الثاني. كما ادى رفض الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك تقديم العون للشمال دون احراز تقدم في المفاوضات النووية الى الإضرار بالعلاقات الثنائية. ولكن كوريا الجنوبية قالت يوم الخميس إنها تحاول تحاشي اظهار العداء لكوريا الشمالية في هذه الفترة في محاولة منها للمحافظة على الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. وفي نيويورك، وقف مندوبو الدول الاعضاء في الجمعية العامة للامم المتحدة دقيقة واحدة حدادا على وفاة كيم جونغ ايل، ولكن عددا من الدول قررت مقاطعة هذا التعبير عن الحزن.