تناولت صحف عالمية الأحداث الأخيرة في مصر مسلطة الضوء على رد فعل المجلس العسكري حيالها، ومطالب المصريين، وحال القوى السياسية عقب تسليم المجلس العسكري الحكم لسلطة مدنية منتخبة. وافتتحت صحيفة "نيويورك تايمز" عددها بجملة "إن ثورة مصر لم تنته بعد، وإن ثوار مصر لم يضحوا بحياتهم فى يناير ليعيشوا استبدادًا آخر من الحكم العسكرى". وأشارت الصحيفة إلى أن المجلس العسكرى حاول خلال الشهور الماضية خنق التغيير الديمقراطى وحماية سلطته. وطالبت الصحيفة الإدارة الأمريكية باستخدام سلاح المساعدات المالية للضغط على المجلس لبذل مزيد من الجهد لتحقيق التحول السريع والمستقر للديمقراطية. وهذه ليست السابقة الأولى التي تطالب فيها جهة أمريكية إدارة بلادها بالضغط على مصر باستخدام سلاح المساعدات المالية. ففي أعقاب أحداث ماسبيرو طالب 41 نائبًا بالكونجرس الأمريكي الرئيس باراك أوباما بإلغاء المساعدات العسكرية المقدمة إلى مصر والبالغة قيمتها 3.1 مليار دولار تحت مزاعم أنه أمرًا غير مقبول لدولة لا تحترم حقوق الإنسان، وحرية المعتقدات الدينية وفى وقت تعانى فيه الولاياتالمتحدة من عجز فى الميزانية". وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن صورة الجيش المصرى المنقذ، التى ارتفعت إلى عنان السماء خلال ثورة يناير، تآكلت بشدة فى الأيام القليلة الماضية. وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الأجواء التى تخيم على ميدان التحرير حاليًا هى نفسها التى خيمت عليه خلال ثورة يناير، خاصة أن كلمات المجلس العسكرى تتشابه إلى حد كبير مع كلمات مبارك التى كان يلقيها ويعقبها غضب عارم وصعود لسقف المطالب حتى وصل للإطاحة به. واعتبرت مجلة "فورين بوليسى" أن مجرد تعيين حكومة جديدة غطاء لاستمرار المجلس العسكرى فى الحكم. وأضافت أن ما تحتاجه مصر هو تشكيل حكومة مدنية ذات سلطة حقيقية مع انسحاب المجلس العسكرى من الحكم. ونفت الصحيفة أن يؤدي تنحى المجلس العسكرى وعودته إلى ثكناته، تلاشي الشكوك والانقسامات العميقة بين القوى السياسية فى مصر بشكل سريع.