كتب عمرو حسين ما أشبه الليلة بالبارحة... و كأنهم لا يتعلمون أى شئ من دروس الماضى و لا الحاضر أيضاً. أمال إحنا كنا بنقول إيه من 10 شهور كاملة. لا أتصور أن اللواء الفنجرى يخرج علينا بعد كل ما حدث ليتحدث عن أجندات خارجية تحاول إثارة الجماهير فى التحرير. أجندات تانى؟ اللواء الفنجرى كان يدعو المتظاهرين و المعتصمين أن يتقوا الله فى مصر و أنا أرد عليه بل إتقوا الله أنتم فى مصر و المصريين... لنلق نظرة عامة على الموقف الآن لنرَ من الذى يجب أن يتق الله فى البلاد. لو سألنا أى طالب فى سنة أولى إقتصاد ما هى أبجديات وجود مناخ إقتصادى سوى، سيرد على الفور الإستقرار السياسى. فلا يوجد إستثمار فى ظل فترات إنتقالية ضبابية لا يُعلم أولها من آخرها. بإختصار فإن أى فترة إنتقالية هى فترة كساد إقتصادى شئنا أم أبينا. و الحل للخروج من هذا الركود يكمن فى أمرين: أما الأول فتقصير هذه الفترة قدر المستطاع حتى تستقر الأوضاع. و أما الثانى: فوجود شفافية كاملة و خطة زمنية واضحة لتسليم السلطة و ليست خطة من عينة: إن شاء الله و على أسوأ الفروض و ربنا يسهل ! أيها المجلس العسكرى، ماذا حدث منذ 25 يناير عندما تم تجاهل المتظاهرين؟ الإجابة هى: زاد إصرارهم و عددهم (راجع ثورة يناير فصل: سيبوهم يتسلوا). و ماذا حدث عندما تأخرت الإستجابة و جاءت أقل مما طلبته و إجتمعت عليه القوى السياسية؟ إرتفع سقف المطالب و إزدادت الثورة إشتعالاً (راجع الثورة المصرية فصل: لم أكن أنتوى)... إذن المجلس العسكرى بإطالته للفترة الإنتقالية و عدم وجود خطة بتواريخ محددة ساهم عامداً متعمداً فى إنهيار الإقتصاد المصرى ففى 10 شهور إستنفذوا نحو ثلث إحتياطى مصر من النقد الأجنبى (و هذه كارثة). و لو سارو على هذا النحو لمدة 10 شهور أخرى لوقعت كارثة إقتصادية قد تؤدى لمجاعة فى البلاد. و مع كل هذا فهم يريدون البقاء حتى نهاية 2012 بما ينذر بكارثة فعلية. و الأعجب أنهم يلومون المواطن المصرى العادى كأننا نحن من يحكم البلاد و ليس هم. خلاصة التحليل السابق أن من يطالب بتسليم السلطة و إجراء إنتخابات رئاسية هو من ينادى بالإستقرار و يحاول إنقاذ المركب من الغرق. أما من يماطل و يفاصل و يسوف فهو كمن يخرق السفينة بنا جميعاً. من الذى يجب أن يتقِ الله فى مصر إذن؟ عندما بدأت مليونية الأمس حاول المتظاهرون من كل الطوائف حشد الجهود قدر المستطاع و إيصال رسالة واحدة للسلطة. كانت هذه مليونية "المطلب الواحد" و هذا المطلب كان تسليم السلطة. و القوى الوطنية إجتمعت على إجراء إنتخابات الرئاسة فى إبريل من العام المقبل و هو موعد منطقى جداً. و إنتهت الجمعة فماذا كان رد المجلس العسكرى؟ طبق الأصل رد الرئيس المخلوع مبارك على مظاهرات 25 يناير! أيها المجلس العسكرى، ماذا حدث منذ 25 يناير عندما تم تجاهل المتظاهرين؟ الإجابة هى: زاد إصرارهم و عددهم (راجع ثورة يناير فصل: سيبوهم يتسلوا). و ماذا حدث عندما تأخرت الإستجابة و جاءت أقل مما طلبته و إجتمعت عليه القوى السياسية؟ إرتفع سقف المطالب و إزدادت الثورة إشتعالاً (راجع الثورة المصرية فصل: لم أكن أنتوى). السيد منصور العيسوى وزير الداخلية. أعلم أنك خريج نفس أكاديمية الشرطة التى تخرج منها العادلى و لكن ألم يحن وقت تغيير المناهج بعد؟ كيف يعقل أن يخرج علينا مدير الأمن بتصريحه التاريخى أن المتظاهرين هم من ألقوا القنابل المسيلة للدموع على أفراد الأمن المركزى العزل !! (راجع ثورة يناير فصل: شهداء الشرطة) ثم دعنى أذكرك، أين هو حبيب العادلى الآن؟ اللواء الفنجرى يتعجب كيف يقاوم مصابى الثورة الشرطة بهذه الضراوة و هم مصابين؟ يا سيدى اللواء الأصل فى المصاب أو المريض أنه يشفى بعد عدة شهور و ليس أن يقضى عمره كله يعالج فى جناح فاخر بأحدث و أفخم المستشفيات العالمية (راجع ثورة 25 يناير فصل: يحز فى نفسى ما ألاقيه). أما المصيبة الكبرى و كارثة كل العصور فهو الأداء المعتاد من التليفزيون المصرى. فلا ينسى أحد منا كادر النيل التاريخى الذى أتوقع أن يعود قريباً. كالعادة لم نجد لا المصداقية ولا الموضوعية ولا الرأى ولا الرأى الآخر. و كالعادة إنصرف الناس إلى القنوات الأخرى لمتابعة الموقف. و كالعادة سمعنا عن الحملة التى قامت بها أمن الدولة على ماسبيرو لإجبار المعدين و المخرجين على أداء المطلوب منهم فقط. لم يتغير الإعلام المصرى، بوزير أو بغير وزير الحال هو هو (راجع ثورة 25 يناير فصل: تامر بتاع غمرة). يا أيها المجلس العسكرى، لا تكرروا الأخطاء و تتوقعوا تغير النتائج، أذكركم بقول الله تعالى: "أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ " (الروم 19) إستيجيبوا يرحمكم الله...