تجدد القتال العنيف في صنعاء السبت بين القوات الموالية لنظام الرئيس صالح والقوات المناوئة له، وذلك في اليوم التالي لصدور قرار مجلس الامن الذي يطالب صالح بالتنحي. أكدت مصادر طبية وعسكرية في اليمن مقتل ما لايقل عن 25 شخصًا من مدنيين وعسكريين في أعمال عنف واشتباكات اندلعت السبت بالعاصمة صنعاء بين القوات الموالية للنظام من جهة وأنصار الشيخ المعارض صادق الاحمر والقوات المنضمة للمحتجين من جهة اخرى. وكان القتال قد اندلع بعد قصف مدفعي وصاروخي شنته القوات الموالية للنظام على أحياء الحصبة والنهضة وصوفان ومعسكر الفرقة المدرعة الاولى شمالي صنعاء هو الاعنف منذ بدء المواجهات والتوتر العسكري في العاصمة. واتهمت وزارة الداخلية اليمنية معارضي النظام بقصف الأحياء السكنية واستهداف المواطنين وتفجير قنابل صوتية لبث الرعب في أوساط المدنيين. وألحق القصف المدفعي والصاروخي الحكومي دماراً كبيرا في منازل السكان وممتلكاتهم وفي البنية التحتية لشمالي العاصمة. كما سقطت عدة قذائف لأول مره في عدة أحياء مجاورة لساحة التغيير ولمعسكر الفرقة المدرعة الاولى، بينما يستمر نزوح المدنيين عن منازلهم الى أماكن آمنة جنوبي العاصمة والمناطق الريفية. وكانت القوات المنشقة عن النظام والمنضمة للمحتجين قد قالت يوم السبت إنها رصدت مكالمة هاتفية للرئيس علي عبدالله صالح صباح السبت يوجه فيها نجله وأخيه بتدمير كل ما يقف امامهم في الأحياء المستهدفة ومواقع أنصار الاحمر وقوات الفرقة المدرعة الأولى بمختلف الاسلحة، وهو ما نفاه مصدر رئاسي ووصفه بالأكاذيب المثيرة للسخرية. وفي تعز جنوبي البلاد استمر القصف المدفعي والصاروخي لعدة أحياء بالمدينة ومحيط ساحة الحرية طوال ليلة السبت وبعد ساعات من اشتباكات عنيفة بين القوات الموالية للنظام ومسلحين تعهدوا بحماية المتظاهرين إثر مقتل متظاهر وإصابة سبعة آخرين في هجوم شنته القوات الموالية للنظام على ساحة الحرية عصر أمس. ولم يتخذ الحزب الحاكم أو الرئيس صالح اي خطوات عملية حتى الآن باتجاه تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي وتوقيع المبادرة الخليجية رغم إعلان الحكومة استعدادها للتعامل الايجابي مع القرار الذي اصدره مجلس الامن اول امس. يأتي ذلك بينما يستعد معارضو النظام في صنعاء ومعظم مدن البلاد للخروج يوم الاحد في مظاهرات وصفها المنظمون بالمليونية في اطار ما سموه بالتصعيد الثوري لكنهم لم يحددوا مسار التظاهرات صنعاء خوفا من انتشار مسلحين وقناصة وقوات حكومية في خط سيرهم وتجنبا لأي هجمات جديدة قد تستهدفهم.