قالت الاندبندنت إن الاشتباه طال "المتشددين الإسلاميين" في بداية الأمر حاز الهجومان المتزامنان اللذان استهدفا النرويج يوم الجمعة على جل اهتمام الصحافة البريطانية، حيث أفردت جميع الصحف الرئيسيى دون استثناء صفحتها الأولى لتغطية الحدث مع إبراز صورة كبيرة تبرز حجم الدمار الذي خلفته الهجمات. وإضافة إلى الجانب الإخباري، حاولت الصحف الصادرة صباح السبت القاء الضوء على احتمال أن تكون احدى الجماعات الإسلامية هي التي تقف وراء الحادث، كما تناولت بعضها الأثر المحتمل لتلك الهجمات على المملكة المتحدة. "الإرهاب يعود ليضرب النرويج"، تحت هذا العنوان نشرت صحيفة الاندبندنت تقريرا إخباريا أعده مراسلوها توني باتيرسون وبول بيتشي وشارلوت سندبيرغ. يقول التقرير إن الاشتباه الأولى وقع على "المتشددين الإسلاميين" الغاضبين من دور الحكومة النرويجية في افغانستان، على الرغم من أن القاء القبض على المسلح الذي أطلق النار على معسكر لشباب الحزب الحاكم عزز من احتمال أن يكون اليمين المتطرف هو المسؤول عن الحادث. ويضيف التقرير إن الشرطة النرويجية لا تعتقد أن الحادث يقع في إطار "الإرهاب العالمي" وفقا لما نقلته وكالة "بي ان تي" النرويجية عن مسؤولين. وتصف الصحيفة الهجومين، اللذين استهدفا مقر رئيس الوزراء في اوسلو ومعسكر لشباب الحزب الحاكم في جزيرة بالقرب من العاصمة، بأنهما "الأكثر دموية في أوروبا الغربية منذ عام 2005"، مضيفة أنه خطط لهما بعناية. وتشير الاندبندنت إلى أنه لم تكن هناك تحذيرات من احتمال وقوع هجمات في النرويج، لكن تقارير أشارت إلى أن السلطات النرويجية حذرت بالأمس فقط من إمكانية وقوع مثل هذه الهجمات بسبب المشاركة العسكرية لقواتها في افغانستان. وأضاف التقرير أن "جماعة إرهابية" تسمى "أنصار الجهاد العالمي" نشرت بيانا تدعي فيه المسؤولية عن الهجوم، وذلك وفقا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن ويل ماككانت المحلل المختص في شؤون الإرهاب. شعور بالقلق أشارت بعض الصحف إلى احتمال أن تكون الهجمات بسبب مشاركة قوات النرويج في عمليات عسكرية خارج حدودها أما صحيفة الغارديان فقد أشارت إلى أنه ليس من الواضح من المسؤول عن الهجومين، مضيفة "لكن هناك شعورا متزايدا من القلق في النرويج من أن البلاد لديها حماية متواضعة ضد مثل هذه الهجمات، بينما تعرض نفسها للإرهاب بسبب عملياتها العسكرية في الخارج". وتشير الصحيفة، في تقريرها الذي أعده جوليان بيرغر وبيتر بيمونت، إلى أن هناك اعتقاد بأن هجمات الأمس "يمكن أن تكون مرتبطة بمشاركة النرويج العسكرية في عمليات الناتو في افغانستان". ويذكر التقرير بأن النرويج تشارك ب500 جندي في افغانستان كما تقوم طائرات نرويجية بطلعات جوية في ليبيا ضمن العمليات اليقوم بها حلف شمال الأطلسي (الناتو). ويشير التقرير إلى أن الإدعاء العام النرويجي اتهم الأسبوع الماضي رجل الدين العراقي الكردي الملا كريكار مؤسس جماعة أنصار الإسلام "بتوجيه تهديدات بالقتل إلى سياسيين نرويجيين". وتضيف الصحيفة أن الشرطة النرويجية اعتقلت "ثلاثة مهاجرين مسلمين" من الصين واوزبكستان والعراق في يوليو/ تموز الماضي للاشتباه في التخطيط لشن هجمات بمادة البروكسايد المتفجرة. وأشارت الغارديان إلى أن السلطات النرويجية قالت إن لدى المعتقلين الثلاثة علاقات مع القاعدة وإن واحدا منهم زار منطقة وزيرستان القبلية في باكستان التي تعد معقلا للنتظيم. وترى الغارديان أن النرويج تمثل "هدفا أكثر سهولة من العواصمالغربية الأخرى التي لديها خبرة في مجال الإرهاب". ووفقا للصحيفة فإن "مراقبين" يتوقعون أن يتغير "سلوك النرويج المتراخي تجاه القضايا الأمنية" مثلما حدث في السويد المجاورة التي شهدت تفجيرا انتحاريا استهدف المتسوقين لأعياد الميلاد في ستوكهولم. صلات محتملة تقول الديلي تيليغراف إن تفجيرات النرويج "جاءت بعد سلسلة من التحذيرات المتكررة" من جانبها قالت صحيفة الديلي تيليغراف إن المحللين الأمنيين العاملين في جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية (أم آي 5) ظلوا يعملون إلى وقت متأخر من الليل لمتابعة أي صلة محتملة بين المتطرفين في بريطانيا والنرويج. وتشير الصحيفة، في التقرير الذي أعده داميان ماكلوري مراسلها للشؤون الدولية، إلى أن جهاز الخدمات الأمنية الشرطية النرويجي (بي اس تي) –الذي يعتبر المقابل لجهاز (أم آي 5)- قد القى القبض قبل حوالي عام على "شبكة إرهابية" يشتبه في ان لها علاقات داخل بريطانيا. وأضاف التقرير أن قوات الأمن البريطانية وضعت في حالة تأهب "وسط مخاوف من أن أسوأ أعمال إرهابية تشهدها النرويج ربما تكون الأولى في سلسلة من الهجمات على الدول الغربية". كما أشارت الصحيفة إلى العرض الذي تقدم به رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للنرويج للمساعدة "عبر تعاوننا الاستخباراتي الوثيق". وتقول الديلي تيليغراف إن تفجيرات النرويج "جاءت بعد سلسلة من التحذيرات المتكررة" من أن القاعدة كانت تخطط لشن هجمات مشابهة لهجمات مومباي (نوفمبر/ تشرين الأول 2008) على دول مشاركة في الحرب في افغانستان. جائزة نوبل كان عنوان الفاينانشيال تايمز "الإرهاب يحطم السلام في موطن جائزة نوبل" ولم تكن صحيفة التايمز استثناءا عن بقية الصحف البريطانية، حيث تطالعنا على صفحتها الأولى صورة لرجال الإسعاف المنهمكين في أداء عملهم وتحتها عنوان من ثلاث كلمات "إرهاب في النرويج". تقول الصحيفة، في التقرير الذي أعده ديفيد شارتر مراسلها للشؤون الأوروبية، إن "الإرهاب وصل إلى الدولة التي عرفت بجائزة نوبل للسلام". ويضيف التقرير أن أحد المواقع التابعة للقاعدة إدعى، لفترة وجيزة، المسؤولية عن الهجمات، مطالبا القوات العسكرية الأوروبية بالانسحاب من افغانستان. ويتابع التقرير إن المداخلة التي بثت على موقع "منتدى شومخ" قد حذفت بسرعة. وتشير الصحيفة على أن الإرهاب "ظل مصدرا للقلق في الدنمارك المجاورة" منذ تفجر أزمة الرسوم الكرتونية التي صورت النبي محمد قبل ست سنوات. كما تذكر التايمز بأن السلطات الدنماركية قالت إنها أحبطت عدة "مؤامرات إرهابية" مرتبطة بالرسوم الكرتونية التي نشرت عام 2005. أما صحيفة الفاينانشيال تايمز فقد اختارت لصفحتها الأولى صورة رجل يحاول مساعدة امرأة مصابة في وجهها على الهرب من موقع الحادث. وعلى الصفحة الخامسة من الصحيفة نطالع تقريرا بعنوان "الإرهاب يحطم السلام في موطن جائزة نوبل". يقول التقرير، الذي أعده روبين ويغليسوورث واندرو وورد، إن العاصمة النرويجية اوسلو عرفت بأنها موطن جائزة نوبل "وعاصمة مجتمع من أكثر مجتمعات العالم استقرارا وازدهارا". وتضيف الصحيفة أنه "حوالي الساعة 03:30 من صباح الجمعة حطمت هذه الصورة بتفجير بمستوى لم يشهد مثله في أوروبا منذ الهجمات الإرهابية على لندن عام 2005"، في إشارة إلى تفجيرات السابع من يوليو/ تموز من ذلك العام.