اعلنت السلطات الاسرائيلية بالامس عن خطط لبناء 1100 وحدة استيطانية بالقدس تحاول الجمعيات الاستيطانية منذ بداية احتلال مدينة القدس ضم ما أمكنها من اراض وعقارات من خلال عمليات شراء أو بوضع اليد في كثير من الأوقات. وتكاد المواجهات القضائية بين تلك الجمعيات وسكان المدينة من الفلسطينيين في المحاكم الاسرائيلية لا تتوقف، وخير دليل على هذا النزاع الذي تحول إلى نزاع روتيني ينظر في محاكم اسرائيل ما يجري في حي الشيخ جراح والعقارات في البلدة القديمة. ويلجأ المحامون إلى الارشيف العثماني للحصول على المستندات التي تعزز موقفهم القانوني في المحكمة. ويقول المحامي محمد دحلة الذي يعمل في ملف حي الشيخ جراح واستخدم الوثائق العثمانية في القضاء التي يراها مهمة جدا: "النزاع في الاصل هو نزاع ملكية وعندما لا يوجد اثبات أو تسجيل اسرائيلي أو اردني أو بريطاني فإن التسجيل العثماني هو الذي يفصل في المحكمة فهي وثيقة مفصلية في القضية وهي وثيقة موجودة في أرشيف رسمي وقدمت ونظمت وفق عقود أو صفقات أو عقود بيع فهذه المستندات معتمدة في المحاكم الاسرائيلية ". معظم الوثائق العثمانية موجودة في عاصمة الامبراطورية العثمانية اسطنبول، وهي وجهة من يسعى للحصول على تلك الوثائق لذلك فقد سافرت إلى اسطنبول لاطلع على الارشيف العثماني عن قرب. وجدت في الارشيف أكثر من مئة مليون وثيقة عثمانية لامبراطورية عاشت وحكمت معظم الشرق الاوسط لاربعة قرون. واهتم العثمانيون كثيرا بالمستندات والوثائق، والان يعمل احفادهم على صيانتها للمحافظة على جزء من التاريخ البشري الموثق. ويستخدم اتراك اليوم التقنيات الحديثة خاصة عند التعامل مع فرمانات السلطان أو قرارات الخليفة العثماني. وبما ان تركيا الحديثة نبذت الحرف العربي في كتابة اللغة التركية واعتمدت الحرف الاوروبي بعيد تأسيس الجمهورية، لم تتبق الا قلة قليلة تستطيع ترجمة هذه المستندات المعتمدة حتى في نزاعات الدول. كمال خوجا مترجم عثماني معتمد، يرى ان الارشيف هو كنز قيم ومهم ومعتمد وبخصوص ما يجري من نزاعات في القدس يقول خوجا: "هناك محاولات كثيرة من اليهود لتزوير الوثائق وعندما يختلفون على أرض من الاراضي في فلسطين أو في اسرائيل فيرسلون الوثيقتين الاصلية والمزورة إلى اسطنبول كي نطّلع عليهما ونفصل بين المزورة والحقيقية". ويستطيع أي شخص الاطلاع على الارشيف العثماني ويطلع على صور الوثائق الاصلية على شاشة كمبيوتر، حيث يزور الارشيف يوميا باحثون وخبراء ومحامون. ويحتوي الارشيف ايضا على خرائط لفلسطين بل وحتى للقدس نفسها ولكنها بحاجة إلى دراسة وتصنيف وهو جهد كبير لم تقم السلطة الفلسطينية ببذله الى الآن.