فشلت المفاوضات بين إيران والدول الكبرى في شهر يناير/كانون الثاني الماضي. وجَّه كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني، سعيد جليلي، رسالة إلى كاترين أشتون، مسؤولة السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أعرب لها فيها عن استعداد بلاده إجراء مفاوضات جديدة مع الدول الكبرى بشأن برنامج طهران النووي. ففي مؤتمر صحفي عقده الأحد، كشف علي أكبر صالحي، وزير الخارجية الإيراني، عن استعداد بلاده للتفاوض حول إمكانية إيجاد تسوية مع القوى الكبرى في العالم بخصوص البرنامج النووي الإيراني. رسالة جليلي وقال صالحي: "قبل عدة أيام، أُرسلت رسالة جليلي إلى الليدي كاترين أشتون، حيث قال لها فيها إن إيران مستعدة للمحادثات، وللتوصل لاتفاقيات ثنائية." يُشار إلى أن المفاوضات بين إيران والدول الكبرى بشأن ملف طهران النووي كانت قد أخفقت في شهر يناير/كانون الثاني الماضي بعد رفض الجمهورية الإسلامية تجميد عمليات تخصيب اليورانيوم، الأمر الذي طالبها بها مجلس الأمن الدولي. وتخشى الولاياتالمتحدة، ومعها حلفاؤها الأوروبيون، من أن تكون إيران تسعى لصنع قنبلة نووية "تحت ستار تطوير برنامجها النووي". إلاَّ أن طهران تنفي ذلك وتؤكد أن برنامجها النووي "مخصص للأغراض السلمية". لقاءات مستقبلية وكان صالحي قد أعرب في أعقاب لقائه مع أشتون في شهر فبراير/شباط الماضي عن أمله بعقد لقاءات مماثلة بين الطرفين في المستقبل، لكن لم يتم بعد تحديد موعد لمثل هكذا لقاء. وقد فُرضت بحق إيران عدة حزم من العقوبات الدولية بسبب رفضها "إيقاف أنشطتها النووية الحسَّاسة"، والتي تقول هي إنها "موجَّهة لإنتاج الطاقة وحسب". وكانت وسائل إعلام حكومية إيرانية قد قالت يوم الأحد الماضي أنه قد تمَّ في اليوم السابق ربط مفاعل بوشهر بالشبكة الوطنية للكهرباء. علي أكبر صالحي، وزير الخارجية الإيراني "قبل عدة أيام، أُرسلت رسالة جليلي إلى الليدي كاترين أشتون، حيث قال لها فيها إن إيران مستعدة للمحادثات، وللتوصل لاتفاقيات ثنائية" وقال مسؤلون إيرانيون إن المحطة النووية الأولى في إيران تولد 60 ميغاواط من أصل طاقتها البالغة ألف ميغاواط. أسلحة نووية وقد بدأ المفاعل النووي، والذي يشغِّل وحدة توليد الكهرباء، العمل على مستوى محدود في شهر مايو/أيار الماضي، مما حدا بإسرائيل وعدد من الدول الغربية في حينها للإعلان عن مخاوفها من إمكانية استخدام الوقود النووي الناتج عن عمل المحطة لإنتاج أسلحة نووية. وتقول وكالة الطاقة الذرية الدولية إنها تشعر بقلق متزايد من الأنشطة النووية الإيرانية، ومن أن تكون إيران تعمل سرا لإنتاج عناصر تدخل في إنتاج الأسلحة النووية. وكان من المقرر أن يتم ربط محطة بوشهر بشبكة الكهرباء أواخر العام الماضي، لكن تم تأجيل ذلك مرارا "لأسباب تقنية". توقُّف يُذكر أن أعمال البناء في مفاعل بوشهر كانت قد بدأت في سبعينيات القرن الماضي، لكنها توقفت مع اندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، واستمر ذلك التوقف إلى أواسط تسعينيات القرن الماضي. وابرمت ايرانوروسيا اتفاقا لاستكمال الاعمال في المحطة قبل نحو 15 عاما بقيمة مليار دولار لكن العمل في المحطة توقف مرارا مع تزايد المخاوف الدولية من انشطة طهران النووية. واضطرت طهران إلى نقل الوقود النووي من المحطة في شهر فبراير/شباط الماضي وسط تخمينات بأن يكون فيروس ستاكسنت، الذي ضرب شبكة الاتصالات في إيران، يستهدف أصلا البرنامج النووي الإيراني. تولِّد محطة بوشهر 60 ميغاواط من أصل طاقتها البالغة ألف ميغاواط. ودعت الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الغربيةروسيا إلى التراجع عن العمل في بناء المحطة. تراجع المخاوف لكن بعد إبرام اتفاق بين موسكووطهران على إعادة قضبان الوقود النووي المستنفدة إلى روسيا تراجعت حدة تلك المخاوف. وكان تقرير لوكالة الطاقة الذرية قد اتهم إيران بعدم الإيفاء بعدد من تعهداتها السابقة، ومن بينها توضيحات عن عدد من القضايا المتعلقة بالبرنامج الإيراني، مما أثار المخاوف من وجود جوانب عسكرية لهذا البرنامج. ويقول خبراء إن تشغيل المحطة لن يقرِّب إيران من صنع قنبلة نووية لأن روسيا ستمدَّها باليورانيوم المخصَّب اللازم للمفاعل، وستسترجع الوقود المستنفد الذي يمكن استخدامه في صنع البلوتونيوم من الدرجة الصالحة لصنع أسلحة نووية.