دعت شركة "كوندو بروتيغو" الشركات العاملة في منطقة الشرق الأوسط إلى اتباع أساليب مبتكرة تلبي احتياجاتها الخاصة بتخزين البيانات من أجل التعامل مع التوسع الهائل في أحجام البيانات المتوقع أن تتولد نتيجة للاستخدام المتزايد للتقنيات الصاعدة في العام 2015. ودعا أندرو كالثورب، الرئيس التنفيذي للشركة، الشركات العاملة في منطقة الشرق الأوسط، إلى تكييف استراتيجياتها الخاصة بالتخزين لتمكينها من مواكبة الطلب المتزايد على البيانات، في ضوء التسارع المتوقع هذا العام في تقنيات المنصة الثالثة، كالحوسبة السحابية والبيانات الكبيرة والحوسبة التنقلية. وأوضح كالثورب أن التوجهات الرئيسية في المنطقة للعام 2015 سوف تشمل اعتماداً أوسع نطاقاً لنماذج السحابة الهجينة العامة أو الخاصة، ومَنحىً أكبر باتجاه مراكز البيانات المعرَّفة بالبرمجيات، وتسارعاً في استخدام التخزين الفوري.
وارتفعت قيمة سوق الخدمات السحابية العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 23 بالمئة في العام 2014 لتصل إلى 629 مليون دولار، بعد أن بلغت 511 مليون دولار في 2013، وفقاً لتقديرات أولية صادرة عن شركة أبحاث السوق "غارتنر". ومن المتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا أعلى معدل نمو في حركة البيانات عبر السحابة في العالم، بزيادة تتجاوز ثمانية أضعاف بين العامين 2013 و2018، وفقاً لشركة "سيسكو" المختصة في الشبكات.
وتسمح منصة السحابة الهجينة للشركات بالتحكّم في زمام البيانات التجارية المهمة من خلال بناء منصتها وخدماتها التقنية الافتراضية الخاصة، وتولّي إدارتها، في حين تلجأ إلى الخدمات السحابية العامة للبيانات التجارية غير المهمة.
وقال الرئيس التنفيذي لكوندو بروتيغو، التي تعتبر إحدى الشركات البارزة في مجال تخزين البيانات وحمايتها في المنطقة، إن قرارات شراء حلول التخزين باتت تحظى بأهمية متزايد نظراً لحاجة الشركات إلى بنية تحتية تخزينية أسرع استجابة وأقدر على التكيّف مع الطلب سريع التغيّر، وأضاف: "ترى الشركات في نماذج التخزين السحابي حلاً جيداً، ونحن نشهد زيادة في الطلب على الأسلوب الهجين في التخزين، والذي يسمح لمديري تقنية المعلومات بتتبع جميع البيانات الحيوية مع الاستفادة من المرونة التي يجلبها نموذج السحابة إلى مراكز البيانات التابعة بهم، تلبية لاحتياجاتهم".
وتتولّد في قطاعات اقتصادية عدّة في المنطقة أحجام هائلة ومتزايدة من البيانات المعقدة ناجمة عن الاستخدام المتزايد لمواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة المتنقلة والتحليلات والأبحاث والتطوير. ونتيجة لهذا فإن سوق البيانات الكبيرة في دول الخليج مهيّأة للنمو خمسة أضعاف من 135.7 مليون دولار في 2013 إلى 635.5 مليون دولار في 2020، بحسب أرقام شركة "فروست آند سوليڤان".
وبُغية تعامل الشركات في الشرق الأوسط مع الزيادة في الطلب، فإنها تزيد من تبنيها الأسلوب المعرّف بالبرمجيات في إدارة مراكز البيانات لتلبية احتياجات التخزين، وتُجري محاكاة افتراضية لعناصر البنية التحتية كالشبكات والتخزين والمعالجة والأمن لتقديمها كخدمة، وهو ما يسمح لأجهزة مختلفة بالتكيّف في بنية تحتية منفردة ويعزز العائد على الأصول.
وأوضح كالثورب أن الشركات بحاجة إلى تعلّم كيفية التعامل مع الأحجام المتعاظمة من البيانات كي تستطيع مواكبة الطلب، داعياً المعماريين المختصين بهندسة تخزين البيانات إلى أن يكونوا "أنشط وأقدر على التحرّك السريع صعوداً أو هبوطاً استجابة لاحتياجات العمل"، وقال: "بتنا نشهد تحولاً تبتعد به الشركات عن النماذج التقليدية لمراكز البيانات باتجاه أسلوب مراكز البيانات المعرفة بالبرمجيات، والذي يسمح لها بتحسين استخدام مواردها المتاحة".
ومن التوجهات الجديدة التي تشهدها "كوندو بروتيغو" في مجال تخزين البيانات في المنطقة التبني المتزايد لتقنيات التخزين الفوري. إذ تنمو أنظمة التخزين الفوري على الصعيد العالمي بنسبة 58.5 بالمئة في العام ومن المتوقع أن تصل إلى 1.6 مليار دولار في العام 2016، وفقاً لشركة "آي دي سي" لأبحاث السوق.
ورأى كالثورب أن السرعة والمرونة التي تؤمّنها تقنيات التخزين الفوري تجعل منها حلاً جذاباً لمديري تقنية المعلومات، مشيراً إلى أنهم يريدون أن يكونوا قادرين على الاستجابة بسرعة لاحتياجات العمل. وأكّد كالثورب أهمية الاستجابة السريعة للتطبيقات ذات المهام الحرجة معتبراً أن "مكاسب الأداء التي تحققها تقنيات التخزين الفوري على حساب التخزين بالأقراص الصلبة تجعلها أكثر إقناعاً للتبني"، وأضاف: "نشهد، في ضوء استمرار أسعار هذه التقنيات في الانخفاض، استخداماً متزايداً لها بالمنطقة".
لكن الرئيس التنفيذي حذّر من مغبّة تغاضي الشركات عن الحاجة إلى موظفين أكفاء يتمتعون بالمواهب المناسبة لتنفيذ استراتيجياتها الخاصة بالتخزين، في الوقت الذي ستكون فيه بحاجة للنظر إلى الابتكار بعين الاعتبار من أجل المضي باستراتيجياتها قُدماً في العام 2015 وما يليه.
وتقول "آي دي سي" إن موظف تقنية المعلومات المختص بالبيانات تولّى المسؤولية، في المتوسط، عن 230 غيغابايت من البيانات في 2014، لكنها تلفت إلى أن هذا الرقم سيصل في العام 2020 إلى 1,231 غيغابايت، ما يعني ضرورة زيادة استثمار الشركات في تنمية مهارات المعنيين من موظفيها بهذا الجانب.
وخلص كالثورب إلى القول: "بغض النظر عن التقنية التي تعتمدها الشركات والنهج الاستراتيجي الذي تتبعه، فإن القدرة على التنفيذ والإنجاز هي الأهم، لكن يتمّ، في كثير من الأحيان، تغاضي الشركات عن الجانب البشري من المعادلة، الأمر الذي قد يؤدّي بخطط تقنية المعلومات إلى الفشل. ومن هنا فإننا نحثّ الشركات على النظر إلى ما هو أبعد من التقنية والتأكد من أنها توظف الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة من أجل ضمان تحقيق استراتيجياتها على ما يرام".