في نهاية زيارته إلى الإسكندرية التي استمرّت يومين قام جون كاسن، السفير البريطاني لدى مصر يوم الخميس 25 سبتمبر، بجولة في مُنشأة الغاز الطبيعي لشركة بريتش غاز في إدكو، على مسافة 30 كم من الإسكندرية. وتعقيبًا على الاجتماع الذي جَمَعه مع رئيس شركة بريتيش غاز مصر، أشرف سوفي، قال كاسن: "لقد أَنشَأت بريتيش غاز مُنشَأة على الطراز العالمي هنا في مصر، واضعة استثمار بلغت قيمته 14 مليار دولار في السنوات الأخيرة حيث قامت بإنتاج الغاز الذي يُعدّ حيويًّا من أجل تلبية حاجات مصر في الطاقة. ومنذ ثورة يناير 2011 كانت شركة بريتش غاز المستثمر الوحيد الأكبر في مصر. بل وقد بلغت القيمة الإجمالية للاستثمارات التي ضخَّتها كل من شركة بريتش بتروليوم وبريتش غاز في الاقتصاد المصري ما يقارب مبلغ 40 مليار دولار."
"لذا فإنه من دواعي فخري أن حوالي 50% من الاستثمارات الأجنبيّة في مصر مصدرها بريطانيا، وتتصدّر شركات الطاقة البريطانيّة المسيرة، حيث تساعد في المحافظة على إبقاء الأنوار مضيئة في هذا البلد."
"وقد أسعَدَني أن أستمع اليوم إلى ماقيل بشأن خطط شركة بريتيش غاز للقيام بدورة جديدة من الاستثمارات لإحداث إنتعاش كبير في إنتاج الغاز. وأعلم أن شركة بريتش بتروليوم تقوم بدراسة خطط باستثمارات تبلغ مليارات الدولارات لإطلاق قُدرة احتياطيّات الغاز المصريّة في المياه الساحليّة. ويُمثِّل هذا الالتزام المالي البريطاني ركنًا حيويًّا لمستقبل استراتيجيّة الطاقة لدى مصر."
"وقد لازَمَت هاتان الشركتان مصرَ في السَرّاء والضَرّاء. إلاّ أنهما لا يمكنهما الاستمرار في استثمار المليارات بدون الحصول على نصيب الدخل العادل الذي تدين به مصر لهما. قد حان الوقت الآن لكي تقوم حكومة مصر برفع الحواجز القائمة أمام الاستثمار الجديد في مجال فُرص العمل والطاقة في مصر. لذا فأنا أحثّ الحكومة على تسديد هذه المديونيّات لشرِكتَيْ بريتش غاز وبريتيش بتروليوم حتى يتسنّى لنا أن نقوم معًا بإطلاق المزيد من الاستثمار في مصر."
وواكبت زيارة كاسن إلى إدكو اليوم التالي لاجتماع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في نيويورك. وفي تصريح صحفي صادر عن الحكومة البريطانيّة، قال المتحدِّث باسم رئيس الوزراء إن رئيس الوزراء قد أكَّد على رغبة المملكة المتَّحدة في أن ترى مصر وقد تمتَّعت بالاستقرار والازدهار والديمقراطيّة. وقال إن المملكة المتَّحدة تحرص على التعاون مع مصر في تشجيع النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل للملايين من شباب المصريّين. كما قال إن مصر في حاجة إلى فتح الأبواب أمام مستوى أعمق من المساعدات الدوليّة وذلك من خلال تسديد المديونيّات للمستثمرين البريطانيّين.