تمكن فيلم "إنسان" من الحصول على الجائزة الأولى للدورة الثانية لمهرجان "سينما موبيل"، التي اختتمت فعالياتها أمس، من بين 22 فيلماً تنافست ما بين فيلم روائي وتسجيلي في المسابقة الرسمية للمهرجان. وتلقت إدارة المهرجان ما يقرب من 300 فيلم منذ الإعلان عن بدء فعالياته في السابع والعشرين من يوليو الماضي وحتى الموعد الذي أعلنته إدارة المهرجان لإغلاق باب استلام الأعمال المشاركة سواء من هواة أو محترفين في الثامن والعشرين من سبتمبر الماضي، وهو ما لم يتوقعه عدد كبير من القائمين على المهرجان، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد. وقالت إدارة المهرجان، في بيان لها اليوم، إن فيلم "إنسان" من إخراج إسلام بلال، وبطولة أية محمد، ومحمد العطافي، ويتناول الفيلم المشاعر التي يحس بها الإنسان عندما يعانى اليأس، فليس هناك ما هو أجمل من رؤية إنسان يكسر المستحيل.. في حياه الصمت فيها هو سيد الموقف والإشارات أبلغ من أي كلام. وسلم الجائزة للفائز المنتجة إسعاد يونس رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للسينما، والمهندس محب رمسيس مدير تطوير أعمال في شمال إفريقيا لشركة كوالكوم، والجائزة هي دعم إنتاج فيلم تديره الشركة العربية للسينما بمبلغ 30 ألف جنيه. وفاز بجائزة لجنة التحكيم فيلم "مجرد" من إخراج محمد الدباح، وقدمها للفائز المخرج مجدي أحمد على رئيس لجنة التحكيم، والجائزة عبارة عن دعم إنتاج فيلم بقيمة 20 ألف جنيه، بينما حصل فيلم "قفل وجنزير" على جائزة أحسن فيلم تسجيلي من بين مجموعة كبيرة من الأفلام التي تنافست في المسابقة الرسمية. الفيلم من إخراج محمد كرارة وسلمته الجائزة لطيفة فهمي مديرة المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة، وهي دعم إنتاج فيلم تديره الشركة العربية للسينما بمبلغ 15 ألف جنيه. كما فاز كرارة عن نفس الفيلم بجائزة أحسن تصوير، والجائزة قيمتها 7 آلاف جنيه، بالإضافة لجائزة خاصة من شركة سوني، وهي عبارة عن أحدث إبداعات الشركة من الهواتف الذكية. وفاز بجائزة الجمهور فيلم "بورتريه" للمخرج عمرو موسي، والذي حصد أعلى نسبة تصويت من الجمهور على الموقع الرسمي للمهرجان، والجائزة هي دعم إنتاج فيلم بقيمة 7 آلاف جنيه، وأعلن عنها المخرج أمير رمسيس المدير الفني للمهرجان، بالإضافة إلى جائزة خاصة من شركة موبينيل، سلمها أشرف حليم نائب الرئيس للقطاع التجاري بالشركة وهي عبارة عن جهاز حاسب لوحي. أما الجوائز الأخرى فهي جائزة أحسن سيناريو، والتي قدمتها السيناريست عزة شلبي، وحصل عليها السيناريست أحمد سمير عن فيلمه "من غير ضمان"، والجائزة عبارة عن دعم لمشروع سيناريو بقيمة 7 آلاف جنيه، بينما حصل إيهاب مصطفي على جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم "بروفا"، وهي ورشة إعداد ممثل مع الممثل أحمد كمال وهي نفس الجائزة التي حصلت عليها آية محمد باعتبار أنها حصلت على جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم "إنسان"، وسلمتها الجائزة الفنانة بشرى عضو لجنة التحكيم. وعن القسم الخاص بمسابقة تطوير التطبيقات الخاصة بالمحمول والتي تنقسم إلى 3 جوائز، فقد فاز بجائزة أحسن تطبيق للسينما ياسر شكري عن تطبيق "في البلد سينما"، فيما حصل عبدالرحمن وهبة عن تطبيق "إقرأ لي" عن جائزة أحسن تطبيق للخدمات اليومية، وحصل أدهم أيمن على جائزة أحسن تطبيق باستخدام تكنولوجيا "الواقع المعزز" من خلال تطبيقه شوت جيت"،وقد فازوا جميعاً بجائزة المهرجان وهي عبارة عن هاتف ذكي، بالإضافة حاسب لوحي كجائزة خاصة من موبينيل. وكرم المهرجان هذا العام المخرج الكبير محمد خان وهو تقليد جديد يقدمه المهرجان للمرة الأولى، وذلك لأنه أحد الآباء الروحيين للسينما المستقلة في مصر، وذلك وسط حضور فني وإعلامي كبير، والذي أكد بعد تسلمه الجائزة عن تشجيعه المستمر للمواهب الجديد وأن المهرجان هو متنفس لعدد كبير من الشباب لا يمتلكون التقنيات الحديثة التي تستخدم في السينما، من خلال تصوير أفلامهم بكاميرات الموبايل والتي أصبحت وسيلة مهمة من وسائل التوثيق والتصوير في مجتمعنا حاليا. وكانت الأفلام ال 22 التي تنافست علي الجوائز، تم اختيارها بعناية من إدارة المهرجان بالاتفاق مع لجنة التحكيم الخاصة بالمهرجان التي يترأسها المخرج مجدي أحمد علي، وتضم في عضويتها كلا من الفنان فتحي عبدالوهاب، والفنانة بشرى، ومدير التصوير محسن أحمد، والسيناريست عزة شلبي، والأستاذة لطيفة فهمي، عضو المركز الثقافي الفرنسي. ومن جانبه، أكد المدير الفني للمهرجان المخرج أمير رمسيس، أن المهرجان في دورته الثانية شهد إقبالاً كبيراً وغير متوقع من مختلف أنحاء الجمهورية، لافتا إلى أن الاهتمام بالمهرجان لم يصبح قاصرا على مصر، بل كان هناك العديد من المشاركات التي وصلته من الدول العربية الشقيقة. وأشار رمسيس إلى أن إدارة المهرجان تأكدت من أنه لا يوجد ما يعيق العمل في المهرجان رغم الظروف التي تمر بها البلاد ومع استمرار ساعات الحظر، وأضاف "أن إقامة المهرجان هذا العام ضرورية، رغم الأحداث السياسية والأمنية المضطربة التي تشهدها البلاد، حيث واجهتنا مشكلة في اتخاذ القرار، وكنا بين أمرين، إما أن نطلق الدورة الجديدة متأخرة شهراً عن موعدها أو نؤجلها إلى العام المقبل، فاعتمدنا الخيار الأول، لأننا نضع برنامجاً للفائزين ويطبق على مدار العام، وأي تأخير سيجبرنا على تغيير موعد المهرجان أو الانتظار إلى العام المقبل، باعتبار أن جدول الأنشطة للفائزين يمتد حتى موعد الدورة الجديدة". وبدوره، أكد رئيس المهرجان المنتج حسين القلا "أن سينما الموبايل هي المستقبل، والعالم كله قد بدأ العمل على هذا الطريق إيماناً منه بأهميتها، فنحن لا نريد أن نتأخر عن العالم والتطور، فكان هذا من الأسباب التي دفعتنا إلى إقامة الدورة الثانية من المهرجان، ورغم صعوبة الظروف التي تمر بها مصر حالياً، إلا أن المهرجان أصبح متنفساً لإبداع الشباب، وسيكون هناك متابعة قوية للفائزين في المهرجان، ودعم حقيقي لموهبتهم وأنا أتوقع نجاحاً أكبر وأقوى للدورة الثالثة من المهرجان". ومن جانبها، قالت الفنانة والمنتجة إسعاد يونس "توقعت بأن الدورة الثانية من المهرجان سيكون فيها زخم ابداعي ضخم جداً، وأن هذه الدورة ستحقق أرقاماً قياسية، وهو ما حدث بالفعل، ففي العام الماضي كان عدد الأفلام التي تنافست على الجوائز 97 فيلما بينما يتنافس هذا العام 135 فيلما ما بين روائي وتسجيلي، وأنا مؤمنة بأن مصر مليئة بالمبدعين في كافة المجالات، وهذا ماتم إثباته خلال أيام المهرجان، وقبلها". يذكر أن المهرجان يُنظم للسنة الثانية في مصر تشجيعاً للمواهب الشابة في تقديم رؤيتهم للعالم، من خلال تقديمهم لأفلام يتم تصويرها من خلال كاميرا التليفون المحمول، وهو النوع الذي بدأ في الظهور كوسيط جديد لهواة السينما، وكذلك للمهتمين بالتوثيق البصري وهي الطفرة التي حدثت لتقنية التصوير في التليفونات المحمولة، حيث أصبح من الممكن للهاوي أو للمحترف أن يصور فيلماً من خلال تليفونه، بل ويضعه بشكل مباشر على الإنترنت على قنوات الفيديو المعروفة ليشاهده العالم أجمع في اللحظة ذاتها. والمهرجان مخصص لتقديم أفلام قصيرة أو تسجيلية قصيرة على أن تكون مدتها بحد أقصى 10 دقائق للفيلم من خلال استخدام هذه التقنيات كوسيلة لكل من يهوى السينما، ولا يمتلك القدرة أو الإمكانيات الإنتاجية ليصنع فيلما غير مكلف مبني على فكرة مبتكرة وصورة جديدة الهوية، لا تتشابه أو تتنافس مع صورة السينما.