تنبأت صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية بأن نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية المُزمعة عام 2016 ستكون محسومة لصالح هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة. وفي تقرير على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، ونقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط، – أكدت أن كافة المؤشرات الانتخابية تُشير إلى فوز كلينتون كمرشحة للديمقراطيين؛ حيث لم يحدث تغيير جذري في أوضاع الحزب الجمهوري الداخلية وعلى صعيد أعضائه الطامحين إلى الترشح للمنصب الرئاسي، فضلًا عن وقوع أحداث محلية غير متوقعة تُبدل الحال الاقتصادية والسياسية الراهنة على نحو دراماتيكي، أو ما لم يطرأ تدهور خطير في حالتها الصحية، فإن كلينتون ستحسم المسألة. "ديلي بيست" سردت عدد من الأسباب التي بنت على أساسها وجهة نظرها؛ أولها ما سيمثله انتخاب كلينتون كأول سيدة تتولى منصب رئيس الولاياتالمتحدة من كونه حركة اجتماعية كبرى تكتسب زخمًا في الوقت الراهن وستزداد قوة بحلول الخامس من نوفمبر 2014 بعد مرور نصف الفترة الرئاسية وبدء حملة انتخابات 2016 الرئاسية. وأعادت الصحيفة إلى الأذهان ما لاقته حركة انتخاب أول رئيس من أصل أفريقي عام 2008 من زخم، مرجحة أن تتولى جهات معينة مثل الإعلام وهوليوود مهمة الترويج لأول امرأة مرشحة لمنصب الرئاسة من قبل حزب رئيسي. ثاني الأسباب من وجهة نظر الصحيفة أن الوقت قد حان لتحرز كلينتون ما تستحقه بعد سلسلة تحديات واجهتها، انهزمت في بعضها وانتصرت في البعض الآخر؛ بدءًا من غش زوجها لها ثم انتصارها عندما تم انتخابها لمجلس الشيوخ عام 2000، ثم بعد ذلك إحباطها على يد حزبها عندما خذلها في الترشح لمنصب الرئاسة عام 2008، ثم النجاح الكبير الذي حققته في منصبها كوزيرة للخارجية الأمريكية تجوب العالم وتنال احترامًا دوليًا ومعدلات استحسان عالية فاقت ما أحرزه أوباما نفسه كقائد لفريق الإدارة الأمريكية. ثالث الأسباب، أن تنظيم الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون، كمرشحة للرئاسة، في انتظار إشارة منها لبدء الحملة، ويضم هذا التنظيم نخبة من الموهوبين الذي أنجحوا حملة أوباما. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المستحيل تقريبًا أن يتمكن مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة من بناء تنظيم يضاهي هذا التنظيم في غضون ثلاث سنوات. رابع هذه الأسباب بحسب الصحيفة، يتمثل في "الهيئة الانتخابية" التي تميل صوب هيلاري والديمقراطيين، ولفتت الصحيفة إلى مدى مصداقية نتائج الهيئة الانتخابية بالإشارة إلى أن نتائجها عام 2012 سجلت 332 لصالح أوباما و206 لصالح رومني، قائلة إن رومني حتى لو كان أحرز انتصارًا في الولايات التي شهدت صراعًا انتخابيًا مثل فلوريدا "29 صوتًا" وأوهيو "18 صوتًا" وفيرجينيا "13 صوتًا" لظل أوباما رغم ذلك منتصرًا وأعيد انتخابه لكن بفارق أكثر ضآلة 272 إلى 266. وأوضحت الصحيفة أن هذا لا يعني بالضرورة أن تحقق كلينتون أكثر من 300 صوت من أصوات الهيئة الانتخابية على غرار أوباما، قائلة: "ولكن الطريق إلى تحقيق 270 صوتًا بات أمرًا أكثر سهولة". خامس الأسباب، بحسب "ديلي بيست" أن كلينتون قد لا تواجه معارضة نهائيًا إن لم تكن رمزية. سادس الأسباب، أن كتلة التصويت اللاتينية مضمونة لصالح هيلاري كمرشحة للحزب الديمقراطي الذي يعمل على ضمان بقاء هذه الكتلة متنامية العدد موالية للديمقراطيين، بحسب الصحيفة التي نوهت عما أسهم به اللاتينيون في إنجاح أوباما. وتعتبر كتلة التصويت الأمريكية ذات الأصل الأفريقي وكذلك الآسيويون، سابع الأسباب التي تسردها "ديلي بيست" ترجيحًا لوجهة نظرها في فوز هيلاري بمنصب الرئاسة في انتخابات 2016، منوهة عن انحياز هاتين الكتلتين التصويتيتين لصالح أوباما ضد رومني بفارق كبير بلغ 93-6 في كتلة الأمريكيين من أصل أفريقي و73-26 في كتلة الآسيويين على نحو فاجأ الجمهوريين. ثامن الأسباب، بحسب الصحيفة الأمريكية، أن يمثل الرئيس السابق بيل كلينتون رصيدًا كبيرًا لصالح زوجته هيلاري على غرار ما أسهم به في إقناع الأمريكيين بالتصويت لصالح أوباما عبر خطاب بلغ من البلاغة حدًا أخجل تواضع أوباما. ورصدت الصحيفة في هذه الأيام فيضًا من الحنين إلى عهد الرئيس كلينتون بين الديمقراطيين وحلفائهم من الإعلاميين، مرجحة أن تكون السيدة كلينتون هي المستفيد الأول من هذا الوضع في انتخابات 2016 الرئاسية. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن كافة الأسباب السابقة وغيرها تشير إلى فوز هيلاري كلينتون بالانتخابات الرئاسية 2016 لأن أحدًا، بصراحة، لا يمكنه الحيلولة دون ذلك دونما الاستعانة بالتغيرات الجذرية أو الأحداث الدراماتيكية أو تدهور حالتها الصحية على النحو الذي تمت الإشارة إليه في بداية التقرير.