قال الدكتور محمد بهاء الدين، وزير الموارد المائية والري، في حواره مع المذيع "خيري رمضان" مساء اليوم أن مشروع بناء سد النهضة بأثيوبيا لم يكن مفاجئا، وأن المشروع بدأ منذ عام ونصف حيث كانت هناك أعمال تمهيدية للمشروع وتم وضع حجر الأساس له. وعند سؤال الوزير عن اذا ما كان اختيار هذا التوقيت تحديدا لتنفيذ المشروع وبدأ البناء بالفعل بسبب استغلال انشغال مصر بأمورها الداخلية وانشغال السودان كذلك ، أجاب أنه من الممكن أن يكون هذا سبب أو لا ، مضيفا ان القضية -بالنسبة لاثيوبيا- تتلخص ب "مبدأ السيادة" ، فكيف لي أن آخذ رأي دولة أخرى في مشروع أقيمه على أرضي أنا ؟ ، و أوضح أن على اثيوبيا أن تفهم أن الأمر ليس كذلك، فهناك عرف دولي يقول بأن دول الأمام (أي دول المنبع) عليها أن تعلم دول الخلف (أي دول المصب) عند قيامها بأي مشروع مائي حتى لا يؤثر ذلك عليها. كما صرح الدكتور بهاء الدين بأن اللجنة الثلاثية عندما تشكلت كان المشروع تحت الإنشاء بالفعل ، وأن مشروع السد حتى الآن يعتبر في اثيوبيا بأنه مشروع وطني بتمويل ذاتي. وأوضح الدكتور بهاء الدين أن وظيفة اللجنة الثلاثية الأساسية هي تقييم الدراسات المقدمة من الجانب الاثيوبي حول بناء السد ، وهل هي معلومات كافية أم لا ، وأنه لا يسمح لأحد باذاعة أي شيء حول التقرير حتى يصدر التقرير النهائي . وتكلم دكتور بهاء الدين عن رأيه الشخصي كمهندس حول ايجابيات وسلبيات اقامة سد النهضة قائلا أن من ايجابياته الاساسية لاثيوبيا هي قدرة توليد الكهرباء للحصول على طاقة متجددة ، وأن هذا أمرا هاما لبلد فقير كاثيوبيا، ومن ايجابياته للسودان أيضا هو حمايتها من الفيضان ، أما لمصر فإنه يزيد من السعة التخزينية للسد العالي لحجزه للطمي. أما عن سلبياته، فهي خفض كمية المياه المخزنة أمام السد، وبالتالي فان هذا يؤثر أيضا على انتاج الكهرباء ، والأخطر من هذا هو لم نتفق على "قدر المليء" في السنوات شحيحة الإيراد ، فإن كانت المياه قليلة في بعض السنوات وخزنت أمام سد اثيوبيا فلن نجد من الماء ما يكفينا ، فلابد من الاتفاق على قدر المليء في السنوات شحيحة و متوسطة الايراد. و اضاف أن الأمر السلبي الآخر هو انهيار السد ، وهو أمر يعد كارثي للسودان ، ومن الممكن ان يؤثر على مصر أيضا ، قائلا ان هناك سعة للسد العالي فان لم يكن ممتلئا فممكن الممكن ان يستوعب كمية المياه القادمة، أما لو كان ممتلئا فستفيض المياة من السد مما يؤدي لنتائج سيئة ، لكنه أوضح أيضا أننا نملك عامل انقاذ ،وهو مفيض توشكى ، فيمكنه صرف المياه الزائدة ، إلا ان هذا يحتاج ألا يكون الحدث مفاجئا. وأوضح الوزير الفرق بين السد العالى وسد النهضة حيث ان السد العالي ركامي -اي مكون من احجار- ما يعني بأنه لو انهار سينهار منه حجر او جزءا فقط ، اما سد النهضة فهو سد خرساني، اي أنه لو انهار سينهار بالكامل . وأكد الوزير أن الرأي السوداني حتى الآن متطابق مع الرأي المصري حول سد النهضة. واوضح انه علينا ان نتعاون ونتكامل مع الدول الافريقية ، وأن يكون لنا دور مؤثر بها ، وأنهم يرحبون بذلك ، مؤكدا على أن الجانب المصري لا يعارض أي مشروع تنموي لأي دولة ولكن يجب ألا يكون ذلك على حساب مصر.