تعرضت قنصلية المملكة العربية السعودية في باكستان، اليوم الأربعاء، إلى هجوم لم يوقع أي ضحايا، وهذا بعد تسعة أيام على مقتل أسامة بن لادن الذي توعدت فروع تنظيم القاعدة المختلفة بالانتقام له. هذا وقد أعلن السناتور جون كيري، يوم الثلاثاء، أنه سيتوجه الأسبوع المقبل الى باكستان ليحاول تهدئة التوتر بين واشنطن واسلام اباد بعد العملية العسكرية التي نفذتها القوات الأميركية في باكستان والتي أدت الى مقتل أسامة بن لادن. ولقد قام مجهولون،اليوم الأربعاء، بإلقاء قنبلتين يدويتين على القنصلية السعودية في كراتشي، جنوبباكستان، لم تسفرا عن سقوط ضحايا، بعد عشرة ايام على مقتل اسامة بن لادن السعودي الأصل والذي سحبت منه جنسيته عام 1994. وصرح المسؤول في الحكومة المحلية شرف الدين مأمون ان ما حصل "قد يكون رد فعل" على مقتل بن لادن. ووقع الهجوم فيما انتصر أنصار بن لادن في التهديد بالإنتقام لمقتله. وتوعد زعيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" اليمني ناصر الوحيشي الولاياتالمتحدة بأن القادم "أدهى وأمر بعد مقتل أسامة بن لادن، فلا تصوروا المعركة بهذه السطحية، وتوهموا سفهائكم أنكم إذا قتلتم بن لادن سينتهي الأمر، فالقادم أدهى وأمر وما ينتظركم أشد وأضر، وعندها ستعضون على أصابع الندم، وتترحمون على أيام الشيخ" وذلك في الرسالة التي بثتها عدد من المواقع الالكترونية الإسلامية الجهادية على شبكة الانترنت. ومع توتر العلاقات بين واشنطن واسلام اباد منذ العملية التي استهدفت مقر بن لادن في 2 ايار/مايو، أعلن الرئيس الديمقراطي للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري الثلاثاء أنه سيتوجه الى باكستان الاسبوع المقبل. وقد تفسح زيارة كيري الذي ناقش الوضع مع مسؤولي إدارة اوباما، امام احتمال زيارة تقوم بها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. وتنتشر إشاعات بأن بن لادن تمكن من الهرب لعدة سنوات اما بسبب تواطؤه أو عدم كفاءة المسؤولين الباكستانيين خاصة بعد أن اتضح ان مخبأه لم يكن يبعد كثيرا عن الأكاديمية العسكرية وقريب من منازل جنرالات متقاعدين. ومن جهته طلب اوباما من باكستان التحقيق في "الدعم" الذي يمكن أن يكون بن لادن تلقاه. ويوم الإثنين وصف رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الاتهامات الأميركية بأن مسؤولين باكستانيين ساعدوا بن لادن على الإختباء لسنوات في مجمع كبير، بأنها "سخيفة"، متعهدا بإجراء تحقيق شامل في الأمر. ولقد أبقت واشنطن على سرية العملية خشية التسريب من الطرف الباكستاني على الرغم من تحالف البلدين في مكافحة الإرهاب. وأفادت صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء أن الرئيس الاميركي باراك اوباما أمر بأن يكون فريق الكوماندوس كبيرا ليتمكن من مواجهة القوات الباكستانية عسكريا اذا هاجمته. ودعا البيت الابيض اسلام اباد الى المساعدة في مواجهة انعدام الثقة المتزايد بين البلدين عبر السماح لمحققين أميركيين باستجواب ثلاث من زوجات بن لادن . وترغب الولاياتالمتحدة بشدة في استجواب النساء على أمل الحصول على المزيد من التفاصيل حول تنظيم القاعدة والسنوات الأخيرة لبن لادن. غير أن باكستان أكدت أنها لم تتلق "أي طلب رسمي من الولاياتالمتحدة" للتحقيق مع زوجات بن لادن. وطالب زعيم المعارضة الباكستانية نواز شريف الأربعاء بتحقيق مستقل حول مقتل أسامة بن لادن في الثاني من ايار/مايو خلال عملية قامت بها وحدة كوماندوس أميركية في شمال البلاد، رافضا بذلك التحقيق العسكري الداخلي الذي أعلنت عنه الحكومة. وقد يتصاعد تحدي الولاياتالمتحدة بعد أن بادر ثلاثة نواب باكستانيين إلى الصلاة على روح بن لادن في حرم البرلمان. وقال النائب المستقل مولوي عصمة الله الذي اقترح المبادرة "كان بن لادن شخصية دولية وقبل ذلك مسلما. رأيت أنه من واجبي الديني ان أصلي على روحه".