تشعر الدول النامية بالقلق لغياب تعهدات جازمة بشأن التمويل بعد نهاية العام الحالي يشير مراقبون إلى أن الجولة الأخيرة من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة في مدينة بون الألمانية لم تحقق تقدما يذكر، بل ظهر خلالها خلاف بين دول غنية تشهد معدلات تصنيع سريعة وأخرى معرضة لتأثيرات تغير المناخ. وتحدث بعض الناشطين عن "تحالف غير الراغبين"، الذي يشمل الولاياتالمتحدة والصين والهند وبعض دول الخليج. وتشعر الدول النامية أيضا بالقلق لغياب تعهدات جازمة بشأن التمويل بعد نهاية العام الحالي. وهذه أول مباحثات بشأن المناخ منذ الاجتماع الوزاري في ديربان بجنوب أفريقيا. واتفق الوزراء في ديربان آنذاك على بدء محادثات تقود إلى اتفاق دولي جديد يشمل جميع البلدان. ويأمل منتدى ديربان في إبرام اتفاق بشأن المناخ بحلول عام 2015 على أن يدخل حيز التنفيذ عام 2020. ومع أنه في بداية المحادثات قالت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، كريستيانا فيغيريس، للمفاوضين إن أي تقدم سيعتمد على الطموح، إلا أن العديد من المراقبين لاحظوا في النهاية غياب الطموح إلى حد كبير. عالم معقد كان من المعتاد أن توصف محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة بأنها معركة بين "الأغنياء في مواجهة الفقراء"، إلا أن الأبعاد السياسية أصبحت أكثر تشعبا خلال الأعوام الأخيرة. وخلال اجتماع ديربان، تعاونت العشرات من الدول الأفقر في العالم والدول الأكثر عرضة للتغير المناخي مع الاتحاد الأوروبي للدفع من أجل إبرام اتفاق عالمي جديد يكون ملزما قانونا. ومن بين المعارضين الرئيسيين لهذا التحرك دول نامية مثل الهند والصين ودول غنية كالولاياتالمتحدة. وقد أدى هذا الانقسام إلى خلاف في بون وصفه أكثر من مراقب بأنه "غير مسبوق". وكان مندوب الصين سو وي طلب من الدبلوماسي السورينامي روبرت فان ليروب التنحي عن منصبه كرئيس مؤقت لمجموعة العمل لبرنامج ديربان خوفا من تعارض المصالح. ودعمت مصر والسعودية والكويت هذا الطلب. ويصر تحالف الدول الجزرية الصغيرة، الذي يرتبط به فان ليروب، على أن يعمل برنامج ديربان على الحد من الانبعاثات قبل 2015. ووصف البعض تدخل وي بأنه لطمة لهذا التحالف. "دفعة أولية" تشتكي مفوضية المناخ بالاتحاد الأوروبي من أن اجتماع بون اقتصر على مناقشة الإجراءات الشكلية ولم يتطرق إلى صلب الموضوع قبل ثلاثة أعوام تعهدت دول متقدمة أنه بحلول 2020 ستقدم 100 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة للمساعدة على المحافظة على اقتصادات هذه الدول نظيفة والاستعداد للتغير المناخي. وحصلت هذه الدول خلال الفترة من 2009-2012 على 10 مليار سنويا في صورة تمويل سريع. لكن هذا الاتفاق ينتهي في ديسمبر/كانون الثاني، ولم تشر أي دولة بعد إلى ما سيحدث بعد ذلك. وتقول سيلين شارفيريات، مدير الحملات في أوكسفام: "من المهم حاليا أن تتعهد الدول الغنية في قمة المناخ التي ستعقد في قطر خلال نوفمبر بدفعة أولية تتراوح بين 10-15 مليار دولار في الفترة من 2013-2015." وتشتكي مفوضة المناخ بالاتحاد الأوروبي كوني هيدغارد من أن الاجتماع اقتصر على مناقشة الإجراءات الشكلية ولم يتطرق إلى صلب الموضوع. وتقول: "خلال الأسبوع الجاري أوردت وكالة الطاقة الدولية أن الانبعاثات العالمية وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. وفي نفس الوقت، ضيعت بعض الدول التي تصدر عنها أكبر الانبعاثات الغازية جهدا كبيرا في السعي للرجوع إلى الخلف بدلا من العمل على تحقيق التقدم." وأضافت "هذا الموقف ليس فقط غير مسؤول وإنما لا يمكن الدفاع عنه بالنظر إلى اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التي ترغب في أن تكون ذات صلة بما يجري". Digg Digg مصدر الخبر: بي بي سي