الجريدة خاص كتب أحمد سراج تقدم الجريدة خدمة جديدة على الصحافة العربية إلى حد ما؛ فهي تتناول فنًّا صحفيًّا؛ خبرًا أو مقالًا أو تحقيقًا، وتقوم بتوضيح مداخله وطرق بنائه، إن الجريدة تطمح من وراء ذلك إلى عدة أهداف منها، أن يحصل قارئها على الأفضل ومنها أن تترك للقراء مساحة للرد على المقالات المختارة من خلال التعليقات أو من خلال مقال منفصل، لكناهم ما توده الجريدة هو إحداث التوازن الخبري وتحقيق المصداقية لدي قارئها. عن المقال: في مقاله اليوم الإثنين 14 من مايو 2012م بصحيفة الشروق، حدد الكاتب الصحفي عبد الله السناوي أسباب اختياره لحمدين صباحي، جاء المقال على 16 فقرة وجملة اختتامية، تناولت الفقرات الأولى الحادثة التي برز فيها حمدين صباحي وهو طالب مواجهًا السادات وهو رئيس، وبين الكاتب أنه على الرغم من الفارق الكبيرين بين الرئيس والطالب، فإن الطالب أجبر الرئيس على أن يتخذ موقف المهادنة، ثم استعرض الكاتب في الفقرات التالية تكوين جيل السبعينيات ودوره الهائل في مواجهة كل صنوف الاستبداد والقهر والاحتلال، مبينًا أنه انطلق من قاعدة الوطنية المصرية وإليها، ثم تحدث الكاتب في الفقرة التاسعة والعاشرة عن انتصار حمدين الطالب للإنسان البسيط، وجاءت بقية الفقرات لتعبر عن اتساق حمدين مع ثورية جيل وطهارة مواطن؛ ليصل إلى العبارة الخاتمة: صوتي لحمدين صباحي. من المقال: كان الرئيس «أنور السادات» بادى الغضب، وهو يضرب بيده على منصة جلس عليها: «من كتب هذا البيان؟». لوهلة ران صمت عميق على قاعة الاجتماعات التى ضمت ممثلى اتحاد طلاب الجمهورية فى أعقاب مظاهرات الخبز عام (1977)، فرئيس الجمهورية وسلطاته مطلقة وغضبه واصل إلى ذروته يحتج على وصف المظاهرات المليونية ضد رفع الأسعار بأنها «انتفاضة شعبية» بحسب الوصف الذى تضمنه بيان أصدره الاتحاد. كان الرئيس فى حالة إنكار للحقائق التى عمت الشوارع احتجاجا على عواقب سياسة الانفتاح الاقتصادى التى انتهجها منذ عام (1974). أراد أن يقنع الرأى العام بأن ما جرى فى شوارع القاهرة ومدن مصرية أخرى «انتفاضة حرامية»! لم يكن يتوقع أن أحدا يجرؤ على مواجهته والاعتقالات التى أعقبت الاحتجاجات مازالت جارية بعد أن أحكمت قوات الجيش سيطرتها على القاهرة بعد فرض حظر التجوال فيها.. ولكنه فوجئ بشاب فى نحو الثانية والعشرين من عمره يرفع يده متحملا مسئولية البيان الذى وصف المظاهرات ب«الانتفاضة الشعبية» ضد الرئيس وسياساته الاقتصادية. أمام مجلة حائط تعرفت عليه للمرة الاولى قبل أربعين سنة، تجاورنا على مقاعد الدراسة وفى غرف المدينة الجامعية. بداخله فنان كامن يتذوق الشعر ويحفظه، يرسم أحيانا، يحفظ أغانى الشيخ إمام، صوت فيروز يسحره ويشجيه ككل أبناء جيله، فصيلة دمه «o»، تُعطى ولا تأخذ، وبالمصادفة فإن أغلب قيادات الحركة الطلابية السبعينية من ذات الفصيلة، ذهب بأحلامه إلى السينما وعوالم الإخراج فيها، لكن السياسة قطعت الطريق عليه، ووهب قدراته وبذل مواهبه كلها للقضايا العامة. على مدى أربعين سنة لم يخلف للثورة ميعادا.. قاد انتفاضة فلاحين على مستوى الجمهورية، اعتقل وحلق شعره رأسه وأهين بضراوة، ولكنه لم ينكسر وبدت صوره التى نشرت حينها موحية بأننا أمام رجل له قضية ومستعد أن يتحمل تكاليفها. اعتقل لأكثر من (17) مرة، عذب كثيرا لكى يعترف على رفاقه، تحمل وصمد، وخرج دوما من أقبية التعذيب رجلا كريما على نفسه وعزيزا على الناس. فى مارس (2003) تصدر عشرات الألوف فى ميدان التحرير تجمعوا للاحتجاج على الدور المصرى المخزى فى الحرب على العراق التى جرى احتلال عاصمته بغداد، جرى توقيفه والاعتداء عليه دون اعتبار لحصانته البرلمانية. الموقف ذاته تكرر أثناء الحرب على لبنان والحرب على غزة. هو هذا الرجل بالضبط: «واحد مننا». أكسبته خبرات السنين قدرات مضافة ترشحه لأن يكون رجل دولة ورجل ثورة فى آن واحد. صوتى ل«حمدين صباحى». Digg Digg