المستشار أحمد بندارى : التصويت فى انتخابات الشيوخ بالتوعية لكن ستطبق الغرامة    جهاز أكتوبر الجديدة يعلن انتهاء تنفيذ أول عمارات سكنية بمشروع ديارنا.. صور    محلل سياسي: ما فعله الإخوان يعترفون خلاله رسميا بأن نتنياهو مرشد الجماعة الأعلى    مسؤول أمريكي: شروط ترامب عدم وجود حماس للاعتراف بالدولة الفلسطينية    في ودية غزل المحلة.. إيشو ودونجا والزنارى فى تشكيل الزمالك    في مباراة يوكوهاما ضد ليفربول .. محمد صلاح يتلقى هدية غير متوقعة    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات "مهرجان الصيف الدولي" في دورته الثانية والعشرين    ترامب يعلن فترة مفاوضات مع المكسيك 90 يوما بشأن الرسوم الجمركية    مصرع شخصين وإصابة آخرين في انقلاب سيارة بترعة في سوهاج (صور)    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    القليوبية تحتفي بنُخبَتها التعليمية وتكرّم 44 من المتفوقين (صور)    عودة نوستالجيا 90/80 اليوم وغدا على مسرح محمد عبدالوهاب    محافظ سوهاج يبحث استعدادات انتخابات مجلس الشيوخ ويؤكد ضرورة حسم ملفات التصالح والتقنين    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    توتنهام يسعى لضم بالينيا من بايرن ميونخ    ريبيرو يستقر على مهاجم الأهلي الأساسي.. شوبير يكشف التفاصيل    جدول ولائحة الموسم الجديد لدوري الكرة النسائية    وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يشهد توقيع مذكرة تفاهم لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق (EHVRC)    الصحة العالمية: غزة تشهد أسوأ سيناريو للمجاعة    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    معاقبة شقيق المجني عليه "أدهم الظابط" بالسجن المشدد في واقعة شارع السنترال بالفيوم    وزارة الداخلية تضبط طفلا يقود سيارة ميكروباص فى الشرقية    واشنطن تبلغ مجلس الأمن بتطلع ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا 8 أغسطس    وزير الخارجية اللبناني يبحث مع مسئولة أممية سبل تحقيق التهدئة في المنطقة    وزير الثقافة يشارك باحتفالية سفارة المملكة المغربية بمناسبة عيد العرش    الخميس 7 أغسطس.. مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات "مهرجان الصيف الدولى"    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    وكيل صحة شمال سيناء يبدأ مهامه باجتماع موسع لوضع خطة للنهوض بالخدمات الطبية    طريقة عمل الدونتس في البيت زي الجاهز وبأقل التكاليف    "قريب من الزمالك إزاي؟".. شوبير يفجر مفاجأة حول وجهة عبدالقادر الجديدة    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    17 برنامجًا.. دليل شامل لبرامج وكليات جامعة بني سويف الأهلية -صور    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    المشدد 3 سنوات ل سائق متهم بالاتجار في المواد المخدرة بالقاهرة    تعرف على كليات جامعة المنيا الأهلية ومصروفاتها في العام الدراسي الجديد    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    محافظ المنوفية: تكريم الدفعة الرابعة لمتدربي "المرأة تقود في المحافظات المصرية"    القنوات الناقلة لمباراة برشلونة وسيول الودية استعدادًا للموسم الجديد 2025-2026    منظمة التحرير الفلسطينية: استمرار سيطرة حماس على غزة يكرس الانقسام    "يحاول يبقى زيهم".. هشام يكن يعلق على ظهوره في إعلان صفقة الزمالك الجديدة    البورصة: تغطية الطرح العام للشركة الوطنية للطباعة 23.60 مرة    تعليقا على دعوات التظاهر أمام السفارات المصرية.. رئيس حزب العدل: ليس غريبا على الإخوان التحالف مع الشيطان من أجل مصالحها    محافظ المنيا: تشغيل عدد من المجمعات الحكومية بالقرى يوم السبت 2 أغسطس لصرف المعاشات من خلال مكاتب البريد    4 تحذيرات جديدة من أدوية مغشوشة.. بينها "أوبلكس" و"بيتادين"    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    هل انقطاع الطمث يسبب الكبد الدهني؟    حرام أم حلال؟.. ما حكم شراء شقة ب التمويل العقاري؟    بالأسماء إصابة 8 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة بصحراوى المنيا    الشيخ أحمد خليل: من اتُّهم زورا فليبشر فالله يدافع عنه    النتيجة ليست نهاية المطاف.. 5 نصائح للطلاب من وزارة الأوقاف    البابا تواضروس يشارك في ندوة ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    المهرجان القومي للمسرح يكرم روح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    حنان مطاوع تودع لطفي لبيب: مع السلامة يا ألطف خلق الله    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نيكروفيليا .. الجنس مع الموتى (1)
نشر في البداية الجديدة يوم 20 - 10 - 2013


بقلم : اياد العطار
[email protected]
النيكروفيليا .. شذوذ جنسي يتمثل في الانجذاب نحو الجثث
لم تكن كارين رينج (karen range )، الفتاة الجامعية ذات التسعة عشر ربيعا، تتوقع حدثا استثنائيا في ذلك المساء الحار المشئوم من صيف عام 1982. لم يخطر ببالها أبدا أن الموت يقف متربصا على بعد خطوات معدودات متخفيا في صورة شاب يدعى ديفيد ستيفن، سيطرق بابها متظاهرا بأنه بائع متجول، سيدفعها إلى الداخل ويضربها بقسوة، سيمزق ثيابها ويحاول اغتصابها ... وسيعجز عن ذلك. وفي فورة إحباطه وغضبه سيوجه لذاك الجسد النحيف الأهيف عدة طعنات قاتلات، وسينحر ذاك العنق الرقيق بنصل سكينه الحاد حتى يكاد يبتره.
كارين رينج
حين أغمضت كارين عينها المكتحلة بالدمع والدم للمرة الأخيرة في ذلك المساء المنحوس، لم يخطر ببالها أن محنتها لن تنتهي عند موتها، لم تدرك الفتاة المسكينة بأن هناك وحشا من نوع أخر يختبأ في إحدى أكثر بقاع المدينة برودة وظلمة، يتربص هو أيضا لينهش ذلك الجسد المخضب بالدماء.
أي ظلم وأي عار .. كارين قتلت مرتين في ليلة واحدة !.
سرعان ما القي القبض على القاتل ديفيد ستيفن فحوكم عام 1983 وأدين بتهمتي القتل والاغتصاب، حكموا عليه بالإعدام .. لكن الغريب هو أنه لا يزال حيا حتى اليوم ينتظر دوره في طابور الإعدام الطويل!. على كل حال .. ستيفن لم يحاول التملص أبدا من جريمة قتل كارين، سواء في المحكمة أو خلال المدة الطويلة التي قضاها في زنزانته. لقد اعترف صراحة بقتلها ولم ينكر نيته المبيتة في اغتصابها. لكن الرجل اقسم مرارا وتكرارا على أنه لم يستطع ممارسة الجنس معها بسبب مقاومتها العنيدة وأنكر أن يكون السائل المنوي الذي أثبت التشريح وجوده في جسد كارين ساعة مقتلها يعود له.
في عام 2008 قرر المحققون أخيرا التحقق من ادعاءات ستيفن. أرسلوا عينة من حمضه النووي لمقارنتها مع تلك المأخوذة عن السائل المنوي الذي كان موجودا داخل جسد القتيلة عند تشريحها عام 1982. نتيجة الاختبار شكلت صدمة حقيقية للجميع، للشرطة والصحافة
القاتل ديفيد ستيفن
ولعائلة الضحية، لقد كانت النتيجة سلبية، أي إن ديفيد ستيفن كان صادقا طوال السنوات التي أمضاها في السجن في ادعاءه البراءة من اغتصاب الفتاة .. لكن السؤال المحير هو .. من الذي اغتصبها إن لم يكن هو قد فعل ذلك !؟.
حيرة الشرطة لم تدم طويلا، إذ يبدو إن العناية الإلهية تدخلت أخيرا لكشف أسرار تلك الليلة الرهيبة التي فقدت كارين خلالها حياتها وعذريتها - والدة الفتاة زعمت بأن ابنتها كانت عذراء ساعة موتها-. فالشرطة ألقت القبض على رجل خمسيني يدعى كينيث دوغلاس بتهمة حيازة المخدرات. ومثل جميع المجرمين في ولاية أوهايو الأمريكية تم اخذ عينة من حمضه النووي، ومن خلال مقارنة العينة مع الأرشيف الجنائي للشرطة تبين أنها تتطابق تماما مع تلك المأخوذ عن السائل المنوي الذي عثر عليه داخل جسد كارين رينج في عام 1982.
كينيث دوغلاس
المحققين وجدوا أنفسهم أمام لغز محير، لأنه إذا كان ديفيد ستيفن قد اعترف صراحة بقتله لكارين رينج فكيف وصل السائل المنوي لكينيث دوغلاس إلى جسد الضحية في ليلة مقتلها ؟. الشرطة لم تلبث أن حلت اللغز حين علمت بطبيعة عمل كينيث السابق. فالرجل أمضى 16 عاما من عمره كعامل في مشرحة المدينة، أي نفس المشرحة التي نقل إليها جثمان كارين بعد أربعة ساعات فقط على مقتلها. وهناك بعيدا عن أعين الجميع قام كينيث بممارسة الجنس مع جثة الفتاة.
حقيقة ما جرى لكارين رينج كان مقيتا .. صادما .. ومثيرا للاشمئزاز. كينيث اعترف بأنه مارس الجنس مع جثة الفتاة حين كانت ممدة على طاولة التشريح. المؤلم حقا هو أن كينيث دنس الجثة حتى قبل أن ينظفوها ويغسلون عنها الدماء التي كانت تغطيها من أعلى رأسها المذبوح وحتى أخمص قدمها !. والمصيبة هي أن الشرطة توصلت لاحقا إلى أن كينيث السكير والمدمن على المخدرات مارس الجنس خلال فترة عمله الطويلة مع جثث أكثر من مئة امرأة أخرى.
رغم أن أقصى عقوبة سيحصل عليها كينيث لن تتجاوز ال 18 شهرا، فهو في النهاية لم يغتصب أي امرأة حية. إلا إن جريمته أثارت الكثير من التساؤلات حول ما يجري في الخفاء داخل الأماكن المرتبطة بالموت والموتى. وسائل الإعلام أخذت تكتب عن مصطلح قلما سمع الناس عنه .. النيكروفيليا .. أي الجنس مع الجثث، وهي ممارسة بشعة قد تكون منتشرة على نحو أوسع بكثير مما يتخيله معظم الناس.
ما هي النيكروفيليا (necrophilia ) ؟
يا ترى ماذا يجري في المقابر ليلا ؟
هي مصطلح يستخدم لوصف احد أنواع الاضطراب والشذوذ الجنسي (paraphilia ) المتمثل في الانجذاب جنسيا نحو جثث الموتى. هذا الانجذاب قد يكون تخيليا فقط أو قد ينطوي على اتصال جسدي حقيقي. الباحثون النفسيون يعتقدون إن الحافز الرئيسي الذي يقود إلى هذه الممارسة هو حب السيطرة والتحكم في شريك جنسي لا يملك خيار الرفض والمقاومة. وتلعب شخصية الفرد دورا كبيرا في احتمال إقدامه على هذه الممارسة، خصوصا إذا كان من أصحاب الشخصية المهزوزة والثقة الضعيفة بالنفس، فهؤلاء الأشخاص غالبا ما يكونون انطوائيين خجولين يخشون بشدة من الارتباط عاطفيا أو جنسيا مع شريك يمكن أن يرفضهم ويجرح مشاعرهم، ولهذا السبب يبدءون بالبحث عن علاقة تكون نتائجها مضمونة، وبالطبع فأن العلاقة مع ميت لا تحمل في طياتها أي مخاطر من ناحية خدش المشاعر.
طبعا هذا لا يعني بأن كل شخص يخشى الدخول في علاقة عاطفية أو جنسية سينتهي به الأمر ممارسا للجنس مع الجثث!، لا طبعا. فالممارسة تكاد تكون محصورة في فئات معينة، خصوصا أولئك الذين لديهم اتصال مباشر ومستمر مع الجثث بحكم لطبيعة عملهم.
الباحثان د. جونثان روزمان (dr. jonathan rosman ) و د. فيليب ريزنك (dr. phillip resnick ) وضعا عام 1989 نظرية حول الظروف المحفزة التي قد تقود للممارسة والتي تتلخص في أن :
1 – الشخص المحب للجثث يكون تقديره لنفسه ضعيفا ومهزوزا، ربما بسبب تجارب فاشلة سابقة ولذلك :
أ – هو/هي يخشى بشدة من التعرض للرفض من قبل امرأة أو رجل ويرغب في شريك جنسي يكون غير قادر على رفضه/ها.
ب – هو/هي يخاف بشدة من الجثث، لذلك يقوم بتحويل هذا الخوف (عن طريق الارتجاع العكسي) إلى رغبة وشهوة.
2 – هو/هي ينمي تخيلات جنسية مثيرة مع الجثث، أحيانا بعد مواجهته لجثة (ربما بحكم طبيعة عمله).
وهناك ثلاث أنماط رئيسية للنيكروفيليا وهي :
- النمط القاتل : الشخص المحب للجثث يمكن أن يقتل للحصول على الجثة.
- النمط العادي : الشخص المحب للجثث لا يقتل ولكنه يستعمل الجثث الميتة أصلا للحصول على المتعة الجنسية.
- النمط التخيلي : الشخص المحب للجثث يتخيل ويتصور الممارسة الجنسية لكنه لا يقدم عليها.
الباحثان قاما بدراسة عينة تتكون من 130 حالة وتوصلا إلى النتائج التالية :
- 68 حالة كان دافعها هو الحصول على شريك غير قادر على الرفض.
- 21 حالة كان دافعها هو الرغبة في الاتحاد والتواصل مع شريك جنسي سابق (الزوجة مثلا).
- 15 حالة كان دافعها هو الانجذاب الجنسي المحض نحو الجثث.
- 15 حالة كان دافعها هو التغلب على الانطواء والانعزالية.
- 11 حالة كان دافعها تقوية الثقة بالنفس عبر التحكم ب "أشخاص" لا يملكون القدرة على المقاومة.
معظم الحالات أعلاه لم يتم التبليغ عنها، وهو الأمر الذي دفع الباحثان إلى الاستنتاج بأن النيكروفيليا تمارس على نحو أوسع مما قد يتخيله معظم الناس، لكن سرية العملية وكذلك عدم قدرة الجثث على الشكوى والإفصاح عما تعرضت له، كل ذلك يؤدي إلى إبقاء الممارسة غامضة ومجهولة حتى إن الكثير من الناس قد لا يعلم ولا يتخيل حدوثها أصلا.
الباحثان لاحظا أن 42% من الحالات الرسمية التي درساها اقترنت بقتل شخص ما للحصول على جثته، كما توصلا إلى أن 60% من ممارسي النيكروفيليا لديهم ميول الجنسية مغايرة (heterosexual ) (المغايرة هي الميول الطبيعية أي ميل الرجل للمرأة والعكس صحيح) ، لكن اغلب الحالات التي اقترنت بالقتل (50%) ارتبطت بميول جنسية مثلية (homosexual ).
غالبية ممارسي النيكروفيليا هم من الذكور (90%) الذين تتراوح أعمارهم بين 20 – 50 عاما وغالبيتهم يعلمون في مجالات لها علاقة بالجنائز وجثث الموتى مثل عمال المشرحة وحفارو القبور .. الخ. وهناك حالات قليلة موثقة لممارسة النساء للنيكروفيليا (سنتطرق لبعضها لاحقا)، ربما بسبب ندرة النساء اللواتي يعملن في المجالات الجنائزية، وكذلك بسبب صعوبة حصول المرأة على اللذة الجنسية من خلال ممارسة الجنس مع رجل ميت لأسباب تتعلق بطبيعة تكوين الأعضاء التناسلية لكل من الرجل والمرأة.
العالم الألماني ريجارد فون كرافت - ايبنغ (richard von krafft-ebing ) الباحث النفسي في مجال الطب الجنسي (sexologist ) كان هو أول من استخدم مصطلح نيكروفيليا لوصف حالات الانجذاب الجنسي نحو الجثث، ويعتبر رائد الدراسة والبحث العلمي في هذا المجال.
بحكم وظيفته عمل فون كرافت في عدة مصحات عقلية وسنحت له الفرصة لدراسة وتوثيق العديد من حالات النيكروفيليا. وقد تكون قصة الرقيب فرانسوا بيرتاند هي إحدى أقدم تلك القضايا التي درسها بالتفصيل. فهذا الرقيب في الجيش الفرنسي كان يعشق تشريح وتقطيع أوصال الحيوانات منذ طفولته. وفي عام 1849 بدء بسرقة الجثث من مقابر باريس من اجل ممارسة الجنس معها.
كان فرانسوا ذو ميول سادية، كان ينشب أظافره وأسنانه في الجثة وربما قطع أوصالها بسيفه، وفي ذروة انفعاله ونشوته قد يمضغ بعض أجزاءها بفمه غير آبها بعفونتها وتغير لونها. وحين يفرغ من إشباع شهواته كان يغادر المقبرة تاركا خلفه أشلاء الجثة مبعثرة هنا وهناك.
فرانسوا زعم بعد إلقاء القبض عليه بأنه كان يمارس العادة السرية مذ كان عمره ثلاث سنوات! وانه شهوته الجنسية كانت كبيرة لدرجة انه لم يستطع كبح جماحها.
فيكتور ارديسون كان مجنون أخر صادفه فون كرافت في المصحة ودرس حالته. في مراهقته كان ارديسون يمارس العادة السرية بطريقة غريبة ومقززة، كان يتلذذ بشرب سائله المنوي حتى أخر قطرة !. وفي سن مبكرة بدء بممارسة الجنس مع الجثث.
حين يموت شخص ما في البلدة كان ارديسون ينتظر ويراقب ليعرف أين سيتم دفن الميت. وفي الليل تحت جنح الظلام كان يذهب إلى المقبرة فيخرج الجثة ويأخذها معه إلى كوخه، أحيانا كان يأخذ أجزاء منها فقط، كالرأس والأعضاء التناسلية.
ارديسون كان خير مثال للنيكروفيليا الفانتازية، كان يتخيل ما سيفعله بالجثة حتى قبل موت صاحبها! في إحدى المرات مرضت ابنة جاره ذات الثلاثة أعوام فراح ينتظر موتها على أحر من الجمر متخيلا جسدها الصغير بين يديه يتلاعب به كيفما شاء. وحين ماتت الطفلة أخيرا توجه إلى قبرها ليلا فنبشه وعاد بجثتها إلى كوخه. ارديسون استمر بممارسة الجنس مع جثة الطفلة حتى بعدما تعفنت وذلك أملا منه في إعادتها إلى الحياة!.
ربما بسبب الرائحة الكريهة المنبعثة من كوخه، أشتكى الجيران للشرطة من ارديسون، وحين داهم هؤلاء الكوخ واقتحموه شاهدوا في الداخل منظرا كان حريا بجعل أقسى المحققين قلبا يتقيأ ما في معدته.
على السرير القذر حيث ينام ارديسون شاهدوا جثة طفلة الجيران المتفسخة والمتعفنة، والى جانب السرير كانت هناك طاولة خشبية قديمة انتصب فوقها رأس ازرق متعفن لفتاة في الثالثة عشر من العمر. أشلاء الجثث كانت في كل مكان كأنما كان ارديسون يزين بها كوخه الحقير.
فون كرافت وصف ارديسون بأنه شخص "مجرد من كل شعور أخلاقي" واستنتج بأنه في جميع حالات النيكروفيليا يكون هناك تفضيل لممارسة الجنس مع الجثة بدلا من ممارسته مع امرأة حية. على الغالب تكون حالة الموت بحد ذاتها هي الدافع الرئيسي لهذا الانحراف والشذوذ. وربما يكون المحفز هو الإشباع الذي تقدمه الجثة – وهي شكل أنساني لكن بدون حياة – للرغبات والشهوات المنحرفة لأنها تبدو قابلة للاستعباد بشكل كامل ولا يوجد أي احتمال لأن تبدي أية مقاومة ورفض.
لكل رجل ذوقه .. وانا ذوقي مع الجثث !!
د. جوزيف دو ريفر (dr. joseph paul de river ) الباحث في الجرائم الجنسية كان هو أيضا من المهتمين بالنيكروفيليا ودراسة الظروف المؤدية لممارستها. من القضايا التي درسها ووثقها كانت قضية حفار قبور ايطالي كان في البداية يقوم بالاستمناء (العادة السرية) في كل مرة يقوم فيها بدفن امرأة جميلة، وللحصول على المزيد من اللذة الجنسية اخذ يلمس أجزاء من الجثة أثناء الاستمناء، ثم سرعان ما تطور الأمر إلى ممارسة جنسية كاملة كلما أتيحت له فرصة الاختلاء بجثة امرأة. في النهاية القي القبض عليه متلبسا بينما كان يضع فمه على العضو التناسلي لإحدى السيدات الميتات حديثا!. حفار القبور هذا اعترف لاحقا بممارسة الجنس مع مئات الجثث.
حالة أخرى درسها دي ريفر كانت لعامل مشرحة كان يداعب عضوه الذكري كلما قام بتشريح جثة امرأة، ثم اخذ يضعه على أجزاء من الجثة ويجد في ذلك لذة لا توصف. لاحقا تطور الأمر إلى ممارسة جنسية كاملة مع 4 - 5 جثث أسبوعيا. وفي النهاية تحول الأمر إلى جنون حقيقي، فهذا الشخص لم يعد يكتفي بممارسة الجنس .. في إحدى المرات قام بمص الدم والبول بفمه من جثة إحدى الفتيات المراهقات! ثم شعر برغبة لا تقاوم في مضغ أجزاء من جسدها فقام بعض مؤخرتها ولاك اللحم بلسانه وأخيرا مارس الجنس الشرجي معها.
احد ممارسي النيكروفيليا الظرفاء الذي كتب عنه دو ريفر هو الفرنسي هنري بلوت، هذا الشخص ذهب ليلا إلى المقبرة فاستخرج جثة راقصة باليه ماتت حديثا ومارس الجنس معها وحين فرغ من ذلك غلبه النعاس فنام ! وفي الصباح وجده حراس المقبرة يغط في نوم عميق بجوار القبر المفتوح والراقصة المهتوكة فقبضوا عليه وسلموه إلى الشرطة. هنري بلوت اعترف بممارسته للنيكروفيليا مرتين سابقا. والطريف انه صرخ أثناء محاكمته قائلا : "لكل رجل ذوقه الخاص في النساء .. وذوقي أنا يعشق جثثهن" !!.
دو ريفر توصل من خلال دراسته للحالات أنفة الذكر بأن السبب المحفز للنيكروفيليا هو اختلال في الشخصية وان الممارسين للجنس مع الجثث يتمتعون غالبا بشخصية سايكوباثية (psychopath ) (1).
الباحثون متفقون في أن النيكروفيليا هي مرض وشذوذ يجب أن يعالج نفسيا، أي عن طريق عرض الشخص الممارس للجنس مع الجثث على طبيب نفسي مختص بإمكانه التوصل إلى جذور الحالة لديه ومن ثم مساعدته على تطوير علاقات اجتماعية وجنسية سليمة وطبيعية.
يتبع الجزء الثاني ... النيكروفيليا عبر التاريخ
1- الشخصية السايكوباثية: هي علةٌ رئيسية من علل اضطرابات الشخصية، والشخص السايكوباثي هو الشخص المعادي للمجتمع، ودائماً هؤلاء الناس تجدهم في ساحة الجريمة، يفتقدون شفرة الفضيلة والقيم، يقومون بارتكاب أعظم الجرائم من اغتصاب وقتل وسرقات وخلافه.
الشخص السايكوباثي لا يتعلم من تجاربه حتى ولو كانت مؤلمة، أي يكرر نفس الخطأ مرةً أخرى وأخرى، لا يُراعي الضعيف ولا يُراعي القيم، وهو دائماً متمرد على نفسه ومجتمعه، هذا الشخص أيضاً لا يحس بالذنب حين يرتكب أي نوعٍ من الجريمة أو الحماقات الاجتماعية، وتوجد كميات كبيرة منهم بالسجون، وهذه تعتبر علة رئيسية. (المصدر: موقع الاستشارات – إسلام ويب).
نقلا عن موقع كابوس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.