التشخيص و العلاج تقسم أورام الدماغ إلى أورام أساسية أو ثانوية والتي تنتشر إلى الدماغ من مكان اخر خارج الدماغ و أهمها سرطان الرئتين و سرطان الثدي. أما الأورام الدماغية الأساسية و التي تمثل حوالي 60% من أورام الدماغ فأهم ما يميزها أنها تبقى داخل الدماغ ولاتنتشر إلى خارجه و تنقسم إلى: 1- الأورام السحائية (حميدة غالباً). 2- الأورام الدماغية النجمية (أكثر الأورام الأساسية حدوثاً) و تأخذ أنماط من 1-5 حسب شدة خبثها فالدرجة 1 (حميد) و درجة 4 (خبيث) و درجة 5 حيث الورم الدبقي المتعدد الأشكال ( ) ) . وهناك أقسام أخرى من الورم الدبقي تهم المختصين. 3- أورام الغدة النخامية و معظمها من النوع الحميد و تفرز هرمونات بالعادة. 4- الأورام الدموية. 5- أورام الأعصاب القحفية و أهمها ورم العصب الثامن السمعي و هي من النوع الحميد. 6- الأورام الليمفاوية وهي إما أساسية أو ثانوية. 7- أورام الحجرة الخلفية للدماغ ومعظمها من النوع الخبيث. 8- الأكياس الدماغية و غيرها من الأورام التي تخرج من داخل حجرات الدماغ. وقد أثبتت الدراسات الحديثة وجود زيادة في نسبة حدوث أورام الدماغ, و ربما يعود ذلك إلى زيادة سرعة التشخيص للحالات مبكراً و خاصة بعد توفر التصوير الحديث بالرنين المغناطيسي ( ز) و التصوير الطبقي المحوري ( ). ومن المعلوم أن معظم أورام الدماغ لا زالت غير معروفة الأسباب ولكن من الأسباب المؤدية للأورام مثل التعرض للأشعة النووية على الدماغ و انخفاض في درجة المناعة للإنسان و كذلك دور الوراثة معروف في بعض أورام الدماغ. و لقد قمت شخصياً بإجراء عمليات جراحية لأورام دماغية سحائية لأختين و كذلك لأخ و أخت. و حتى الآن و حسب الدراسات لا يوجد دليل علمي أكيد يثبت علاقة سرطان الدماغ بالهواتف النقالة ولكن هناك احتمال لزيادة الضرر على الأطفال ذوي الجمجمة الرقيقة و كذلك على أعصاب السمع و التوازن. و لابد من الإشارة إلى أورام الغدة النخامية حيث نسبتها حوالي 12% من أورام الدماغ و تفرز عادة نوع من الهرمونات حيث ينعكس ذلك على وظيفة الجسم بشكل كبير , فمثلاً منها ما يجعل الإنسان عملاقاً ومنها ما يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الحليب بنسبة عالية جداً ومنها ما يزيد إفراز الكورتزون ويؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم و سكري الدم. كما أن هذه الأورام تضغط على عصبي البصر مما قد يؤدي إلى العمى إذا لم يعالج مبكراً. - أعراض الأورام الدماغية: تسبب الأورام الدماغية الكثير من الأعراض و حسب موقعها من الدماغ و سرعة نموها: 1- الصداع: أكثر من 70% من الحالات هناك صداع متزايد الشدة و يكون الأسوء عند الصباح و يجعل المريض يفيق من نومه على الصداع و غالباً ما يصاحبه القيء, ومع الوقت يقل استجابة المريض للمسكنات العادية و لا يستطيع المريض الإستمرار بعمله كالمعتاد. 2- النوبات الإختلاجية (الصرعية): و هي أنواع متفرقة تبدأ من نوبات خدران وتشتت موقت بالعين أو توقف وظيفة الطرف وقتياً إلى النوبات التشنج و الغيبوبة. 3- تغير طارىء بالتفكير و الذاكرة و الوظائف الدماغية العليا. 4- اضطراب بالنطق والكلام و خاصة إذا كان الورم بالجهة اليسرى من الدماغ. 5- زغللة و غباش بالصورة بالعينين و تورم بعصبي البصر اذا كان الورم مصحوباً بارتفاع ضغط الدماغ. ولابد من اجراء الفحص السريري للجهاز العصبي وحسب الحالة تجرى الفحوصات المخبرية الشعاعية اللازمة و أهمها التصوير بالرنين المغناطيسي, وهذا التصوير يساعد أيضاً في التخطيط للعملية و دراسة الطريقة الأسلم للوصول للورم. - علاج أورام الدماغ: معظم الأورام الدماغية بحاجة لإجراء جراحة لفتح الجمجمة لاستئصال الورم أو جزء منه للتشخيص ويتم ذلك بعد دراسة مستفيضة لكل مقطع من الصور الشعاعية, و النوع الحميد و الواقع ضمن قشرة الدماغ يمكن استئصاله كاملاً بأمان. ويؤدي ذلك إلى الشفاء التام, وكذلك أورام الغدة النخامية و الأعصاب القحفية يمكن استئصالها أيضاً. وقد يتطلب كذلك علاج تكميلي مثل الأشعة النووية أو العلاج بالأدوية الكيماوية وهناك طرق أخرى مثل زرع بذور شعاعية نووية داخل الورم متصلة في نهاية سلك معدني يصل إلى سطح الجمجمة و تزال بعد أربعة إلى خمسة أسابيع حسب الجرعة الشعاعية اللازمة. ومن الطرق المعروفة أيضاً الجراحة الشعاعية المركزة على الورم مباشرة بدون التأثير على الجزء المحيط بالورم. وتبقى الجراحة أهم الطرق للعلاج حيث يمكن السيطرة تماماً على الورم بالجراحة. أما الأورام الدبقية الخبيثة و المتخلخلة بالدماغ فلا يمكن ازالتها بشكل كامل بالجراحة بل تساعد الجراحة في التخفيف من شدة الورم وخاصة الناتجة عن ضغط الكتلة على الأنسجة المجاورة للورم داخل الجمجمة , حيث أن الجمجمة صندوق مغلق فهذا يؤدي إلى تلف بالأنسجة المحيطة بالورم. وكذلك تساعد الجراحة في التقليل من النوبات الصرعية و تجعلها قابلة للإستجابة للعلاج بالأدوية. وفي حالة وجود انسداد لمجرى السائل الدماغي فيمكن إجراء تصريف داخل من حجرات الدماغ إلى البطن بواسطة وصلة بزع أنبوبة من مادة السيليكون تحت الجلد من الدماغ إلى التجويف البطني و هناك طريقة حديثة بالمنظار الجراحي لإجراح فتحة داخلية لتصريف السائل الدماغي. ولقد حصل تقدم كبير بالسوات الأخيرة في مجال جراحة الدماغ و كذلك أورام قاع الجمجمة و أصبح كثير من المناطق التي كان الوصول إليها مستحيلاً قد أصبح ممكناًبتوفر الخبرة الكافية لمعالجة الحالات الصعبة و كذلك وجود التقنيات الحديثة كالجراحة المجهرية و الأدوات الجراحية الدقيقة و جهاز الملاحة الجراحية و جهاز الشفط بالأمواج الصوتية لتفتيت الورم و تثليجه ثم شفطه, وكذلك امكانية الترميم بعد عمليات فتح قاع الجمجمة ومراقبة الأعصاب الدماغية خلال العملية ,وفوق كل ذلك توفر التخدير الحديث وتوفر أدوية التخدير التي لا تزيد ضغط الدماغ و الخبرة العالية لأطباء التخدير و امكانية جعل المريض في و ضع الجلوس أثناء العملية و امكانية التعامل مع كل المضاعفات المحتملة و كل ذلك يجعل الجراحة أكثر يسراً و نجاحاً . و بعد العملية كذلك يحتاج المريض إلى العناية الحثيثة للمراقبة المستمرة للوظائف الحيوية و غازات الدم و تركيز الأوكسجين و درجة الوعي و ميزان السوائل. كل ذلك من الأسباب التي ساهمت في تطور جراحة أورام الدماغ.