تبدأ الأسنان اللبنية بالتكون في الثلث الثاني من فترة الحمل (حوالي الشهر الخامس) لتبدأ بالظهور في عمر الست أشهر تقريبا ، ويستمر بزوغ الأسنان اللبنية حتى عمر السنتين والنصف الى ثلاث سنوات ليصل عددها الى عشرين سنا لبنيا . أما الأسنان الدائمة فتبدأ بالظهور في عمر الست سنوات وتستمر حتى عمر الواحد والعشرين تقريبا ويصل عددها الى اثنين وثلاثين سنا (مع ضروس العقل).
للأسنان اللبنية أهمية كبرى يغفل عنها الكثيرون على اعتبار أنها ستتبدل عاجلا أم آجلا ، وتكمن هذه الأهمية فيما يلي : 1- طحن الطعام جيدا مما يساعد الطفل على الحصول على حاجاته الغذائية من الطعام الذي يتناوله لما لذلك من دور في نمو الطفل وتطوره بشكل سليم . 2- ناحية جمالية حيث أن فقدان أي سن أمامي ممكن أن يؤثر على المنظر العام للطفل مما قد يؤثر على نفسيته . 3- نمو الفكين العلوي والسفلي . 4- نطق الأحرف بشكل سليم . 5- حفظ المسافة التي يشغلها السن اللبني لحين بزوغ السن الدائم أسفله.
من هنا يجب علينا العناية بأسنان أطفالنا بدءا بظهور أول سن لبني عند الطفل وذلك بتنظيف الأسنان باستخدام قطعة شاش أو قماش مبللة حتى يكتمل بزوغ الأسنان اللبنية ,وفي عمر الثلاث سنوات تقريبا يمكن تنظيف الأسنان باستخدام فرشاة أسنان ذات شعيرات ناعمة ورأس صغير ومعاجين الأسنان الخاصة بالأطفال لأنها تحتوي على كمية بسيطة من الفلورايد حتى لا يتعرض الطفل للأذى إذا ما ابتلع جزء من المعجون ، ويجب التنويه هنا إلى أن كمية المعجون اللازمة لتنظيف أسنان الطفل يجب أن لا تتعدى حجم حبة الحمص وتبقى العناية بأسنان الطفل مسؤولية الأهل حتى يتمكن الطفل من تنظيف أسنانه بنفسه وذلك في عمر السادسة أو السابعة تقريبا . كما يجب مراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري للتأكد من سلامة أسنان الطفل وعلاج أي مشكلة في بدايتها والقيام ببعض الإجراءات الوقائية التي قد تجنب الطفل علاجات أصعب وأطول وأكثر تكلفة فيما بعد .
وتشمل علاجات أسنان الأطفال مايلي : 1- الحشوات بأنواعها : إذا كان هناك نخر في أحد الأسنان يجب معالجته بأسرع وقت وخاصة في الأسنان اللبنية حيث أن النخر فيها سرعان ما يصل الى العصب لأن طبقات السن من مينا وعاج تكون أرق في الأسنان اللبنية منها في الأسنان الدائمة ، وبالتالي فان نخرا بسيطا يمكن أن يصل إلى العصب ويؤذيه خلال فترة بسيطة ، لذا يجب علاج أي تسوس في الأسنان اللبنية في المراحل الأولى أو حالما لاحظنا وجوده . 2- معالجة لب الأسنان : وهنا تختلف معالجة اللب في الأسنان اللبنية عنها في الأسنان الدائمة حيث يكون العلاج هنا أبسط وأسرع وذلك بقطع اللب ووضع حشوه خاصة للحجرة اللبية (يجب أن تكون هذه الحشوه قابلة للانحلال تماشيا مع انحلال الجذور اللبنية الفسيولوجي الطبيعي تمهيدا لاستبدالها بالأسنان الدائمة ) , يليها الحشوه النهائية للسن ثم يغلف السن بتاج للحفاظ عليه من الكسر الى أن يحين وقت خلعه واستبداله بالسن الدائم . 3- حافظات المسافة : تعمل الأسنان اللبنية كحافظات مسافة طبيعية تحفظ الحيز الذي توجد فيه للسن الدائم الموجود أسفلها لحين إتمام نموه و جاهزيته للبزوغ وبالتالي فإن خسارة السن اللبني يؤثر على اصطفاف الأسنان بحيث يؤدي إلى ميلان الأسنان المجاورة باتجاه الفراغ الناتج عن خلع السن اللبني وبالتا لي خسارة الحيز الأصلي للسن الدائم مما يعرقل من بزوغه كأن يبزغ بشكل مائل أو في غير مكانه الصحيح أو أن لا يتمكن من البزوغ في الفك أصلا . لمنع حدوث مثل هذه الإشكالات يجب استعمال حافظات المسافة في حال خلع سن لبني في وقت مبكر ، وهذا قد يوفر على الطفل الحاجة إلى عمل تقويم للأسنان فيما بعد . 4- تطبيق مادة الفلورايد المركز على الأسنان باستعمال قوالب خاصة مما يزيد من مقاومتها للنخر . 5- استخدام المادة السادة اللاصقة (fissure sealant)على الأسنان الدائمة البازغة حديثا عند الأطفال لوقايتها من النخر. 6- معالجة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المستشفى تحت التخدير العام . 7- الخلع في الحالات التي تتطلب ذلك.