لأنك معلمته الأولى عليك أن تدركي أن التحاور مع طفلك يعد من أهم مهامك التي ستساعده على اكتشاف الحياة وتوسعة مداركه. فعادة ما يكون الطفل نشيطا وكثير الحركة والكلام إلا أنه ربما تصادفين أن يكون طفلك من النوع الآخر المتسم بالخجل وعدم القدرة على مشاركة الآخرين وعدم القدرة على فتح حوارات وأحاديث مع أصدقائه وأهله ، كما أنه قد يرفض الاختلاط بهم لما يفتقده من ثقة تجعله يعتقد دائما بتجاهل الآخرين له إذا حاول التحدث إليهم . إلا أن دورك كأم يتمحور في جعله يتخلص من كل تلك الهواجس التي تتراكم بداخله ولا يستطيع الإفصاح عنها. لذلك احرصي على عدة نقاط مهمة تعيدي له بها ثقته المفقودة لمواجهة تردده وخجله : - أشركيه في أنشطة متنوعة كالرياضات والأنشطة الفنية التي تعطي له الفرصة في التعبير عن نفسه والحديث بصورة أكبر. - يعد الكلام وقت تناول الطعام داخل الأسرة عاملا مهما خاصة حين يجتمع كل أفراد الأسرة حيث تكون هناك فرصة لتبادل الأحاديث. - توجد بعض الأسئلة التي تستطيعين من خلالها أن تبدأي الحوار مع طفلك مثل سؤاله عن أكثر شيء يحبه وكيف كان يومه في المدرسة وما فعله خلال فترة الراحة ، وهل اشترك في أي ألعاب مع زملائه ، كما يمكنك سؤاله عن أكثر ما يحبه وأكثر ما يكرهه في مدرسته وتناول الغداء مع من في المدرسة وعن معلمه المفضل وعن الأشياء التي يخاف منها ، وإن كان قد تشاجر مع أحد زملائه أو قام بمساعدة أحدهم خلال يومه الدراسي. - لا يجب أن يقضي الطفل معظم أوقاته في المنزل يشاهد التلفزيون فهذا يقلل من فرصه في مقابلة أصدقاء وأشخاص جدد للتحدث معهم. - اقترحي عليه أن يبدأ الكلام مع طفل آخر من خلال بعض الأسئلة البسيطة كالسؤال عن طعامه الذي يفضله ورياضته المفضلة ، ويمكن أن تقترحي عليه أن يسأل زميله إذا كان هو وأصدقاؤه يذهبون إلى أماكن للتنزه. - يمكنك أيضاً إذا شعرت باهتمامه بموضوع معين أن تتحدثي فيه مع محاولة تبسيط الموضوع له. - إذا قام بكتابة مقال أو موضوع في المدرسة اطلبي منه أن يقوم بإلقائه أمام أفراد العائلة وأن يتحدث عن كيفية كتابته لهذا الموضوع. لا تنسي أنه عليك الانتباه جيداً للمواضيع التي تجذب انتباهه عند محادثك للآخرين ، واعلمي أنكِ إذا ساعدتي طفلك في فتح حوارات فلن يحوله ذلك من طفل خجول وانطوائي إلى طفل آخر اجتماعي ، ولكنك تقومين على الأقل بمساعدته على الخروج من القوقعة التي قرر أن يضع نفسه فيها.