تنسيق المرحلة الأولى 2025.. أمكان الحصول على خدمة التنسيق الإلكترونى    أمين "مستقبل وطن" بأسيوط يُهدد في مؤتمر جماهيري: "إحنا دولة مش حزب واللي هيقف ضدنا مالوش حاجة عند الدولة"    تنسيق الجامعات 2025.. "التعليم العالي" تعلن القوائم المُحدثة للمؤسسات المُعتمدة    هل رفض شيخ الأزهر عرضا ماليا ضخما من السعودية؟.. بيان يكشف التفاصيل    الوقار الأعلى.. أسعار الأسماك اليوم في مطروح الجمعة 25 يوليو 2025    مصر ترحب بإعلان الرئيس الفرنسي اعتزام بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية    "حماس" و"الجهاد الإسلامي": نحرص على مواصلة المفاوضات للتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار    مدير الوكالة الدولية الذرية: على إيران أن تكون شفافة بشأن منشآتها النووية    تسجل 44 درجة.. بيان مهم يحذر من ذروة الموجة شديدة الحرارة وموعد انكسارها    القبض على شاب أنهى حياة والده بسبب خلافات أسرية بالمنيا    وزارة الداخلية تواصل حملاتها المكثفة لضبط الأسواق والتصدى الحاسم لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز الحر    منة عدلي القيعي تروي معاناتها مع المرض خلال تحضيرات زفافها (فيديو)    إصابة عضو بلدية الضهيرة بجنوب لبنان بإطلاق نار إسرائيلي    ريبيرو يحاضر لاعبي الأهلي قبل مباراة البنزرتي    تقارير: الفتح يستهدف ضم مهاجم الهلال    عبد الحميد معالي ينضم لمعسكر الزمالك بالعاصمة الإدارية    سعر الذهب يرتفع 10 جنيهات اليوم الجمعة وعيار 21 يسجل 4630 جنيها للجرام    إزالة 196 حالة تعدٍ على أراضي أملاك الدولة بأسوان خلال 20 يومًا - صور    حفر 3 آبار لتوفير المياه لري الأراضي الزراعية بقرية مير الجديدة في أسيوط    تنفيذ 85 ألف حكم قضائي وضبط 318 قضية مخدرات خلال 24 ساعة    بعد تكرار الحوادث.. الجيزة تتحرك ضد الإسكوتر الكهربائي للأطفال: يُهدد أمن وسلامة المجتمع    الداخلية تنفي شائعات الاحتجاجات داخل مراكز الإصلاح والتأهيل    مصرع عنصر شديد الخطورة عقب تبادل إطلاق النيران مع القوات بأسيوط    واشنطن تدعو إلى وقف فوري للاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا    انطلاق مهرجان «ليالينا في العلمين» بمشاركة واسعة من قطاعات «الثقافة»    بعض الليالي تترك أثرا.. إليسا تعلق على حفلها في موسم جدة 2025    بطابع شكسبير.. جميلة عوض بطلة فيلم والدها | خاص    عرض أفلام تسجيلية وندوة ثقافية بنادي سينما أوبرا دمنهور ضمن فعاليات تراثك ميراثك    شقيقة مسلم: «معمله سحر.. واتجوز مراته غصب عننا»    حكم الصلاة خلف الإمام الذي يصلي جالسًا بسبب المرض؟.. الإفتاء تجيب    «إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح».. موضوع خطبة الجمعة اليوم    «التأمين الشامل» توقع عقد اتفاق تقديم خدمات مع كيانات طبية بالإسكندرية (تفاصيل)    ملحمة طبية.. إنقاذ شاب عشريني بعد حادث مروّع بالمنوفية (صور)    تقنية حديثة.. طفرة في تشخيص أمراض القلب خاصة عند الأطفال    في عمر ال76.. سيدة أسوانية تمحو أميتها وتقرأ القرآن لأول مرة (فيديو وصور)    مسئولو جهاز العاشر من رمضان يتفقدون تنفيذ مدرسة النيل الدولية وامتداد الموقف الإقليمي    انخفاض أسعار الحديد وارتفاع الأسمنت اليوم بالأسواق (موقع رسمي)    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى نظيره السنغالي    الليلة.. الستاند أب كوميديان محمد حلمي وشلة الإسكندرانية في ضيافة منى الشاذلي    أسعار البيض اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    إلكترونيا.. رابط التقديم لكلية الشرطة لهذا العام    عالم أزهري يدعو الشباب لاغتنام خمس فرص في الحياة    لتنمية وعي الإنسان.. جامعة قناة السويس تنظم تدريبًا حول الذكاء العاطفي    رونالدو يصل معسكر النصر في النمسا    مواعيد مباريات الجمعة 25 يوليو - الأهلي ضد البنزرتي.. والسوبر الأردني    «100 يوم صحة» تقدم 14 مليونا و556 ألف خدمة طبية مجانية خلال 9 أيام    نجم الزمالك السابق يوجه رسالة خاصة ل عبد الله السعيد    موجة حارة شديدة تتسبب بحرائق في تونس    شديد الحرارة والعظمى 44.. حالة الطقس في السعودية اليوم الجمعة    طريقة عمل بلح الشام، باحترافية شديدة وبأقل التكاليف    رسميا.. قائمة بالجامعات الأهلية والخاصة 2025 في مصر (الشروط والمصاريف ونظام التقسيط)    بعد عمي تعبان.. فتوح يوضح حقيقة جديدة مثيرة للجدل "فرح أختي"    تدهور الحالة الصحية للكاتب صنع الله إبراهيم من جديد ودخوله الرعاية المركزة    الآلاف يحيون الليلة الختامية لمولد أبي العباس المرسي بالإسكندرية.. فيديو    سعاد صالح: القوامة ليست تشريفًا أو سيطرة وإذلال ويمكن أن تنتقل للمرأة    وسيط كولومبوس كرو ل في الجول: صفقة أبو علي تمت 100%.. وهذه حقيقة عرض الأخدود    تفاصيل صفقة الصواريخ التي أعلنت أمريكا عن بيعها المحتمل لمصر    دعاء يوم الجمعة.. كلمات مستجابة تفتح لك أبواب الرحمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فن قراءة الوجه

قراءة الوجه هي في الأساس فنُّ اكتشاف بعض الأمور عن شخصية شخصٍ ما، أو عن وضعه الصحي بمجرد النظر إلى ملامح وجهه. وبما أننا نقوم كلُّنا بقراءة الوجه حتى منذ نعومة أظفارنا، فقد أودعنا في مخزون ذاكرتنا ذخائر من الوجود والشخصيات التي تتناغم معاً. وقد شكَّل ذلك في مُستهلِّ الأمر أداةً تساعدنا على حماية أنفسنا من المُعتدين المحتملين، لكننا قمنا بشكل طبيعي فيما بعد بشحذها، لجعلها أداة قوية نستعين بها في تفاعلاتنا الإجتماعية على إختلاف أشكالها.
يتم معظم التحليل لملامح الوجه لا شعورياً عن طريق العقل الباطني. فقد تتعرّف أنت على شخص ما في حفلة، وتلاحظ تلقائياً أن فمه يشبه فم أحد معارفك. وبشكل غريزي ودون إدراك من جانبك، تخرج بافتراضات أولية تتعلق بهذا الشخص إستناداً إلى تجربتك الخاصة السابقة مع ذلك الشخص، الذي لديه فم شبيه بفم هذا الشخص.
ويعود سبب انتقائنا للوجه لفعل ذلك إلى كونه أكثر أجزاء الجسم بروزاً وتوضيحاً لمكنونات النفس وخباياها. فالوجه يتألّف من خمسة ملامح مُميَّزة، كالشكل والحاجبين والعينين والأنف والفم، ويُشكّل اثنان منها، وهما العينان والفم، ملامح كثيرة الحركة تقدِّم بذلك كمية كبيرة من المعلومات عن الشخص الكامن وراء الوجه. إضافة إلى ذلك، يتغيّر لون الوجنتين وفقاً للعواطف والإنفعالات الفورية، التي تنتاب الشخص ذا البشرة الشاحبة أو الفاتحة اللون.
ويتناول فنّ قراءة الوجه أموراً نقوم بها على أساس الحدس، وينقل ما أدركناه إلى عقلنا الواعي؛ مما يمكننا من قراءة الوجوه بشكل متّسق إلى حد ما كلما شئنا ذلك. ويمكن تطبيق ذلك في تحليل الشخصية، أو لإكتساب نفاذ البصيرة فيما يتعلق بالوضع الصحي الخاص بنا أو بالأشخاص الآخرين.
وتعتبر عملية قراءة الوجه أداة قوية ينبغي إستخدامها بحكمة مع مراعاة مشاعر الآخرين وفهم التداعيات المترتبة على تطبيقها.
- القواعد الأخلاقية لقراءة الوجه:
1- لا تقم بإبداء التعليقات مُستنداً إلى قراءة الوجه ما لم يُطلَب منك ذلك.
2- لا تنقل المعلومات التي اكتشفتها أثناء جلسة قراءة الوجه إلى شخص آخر دون طلب إذنٍ من الشخص الذي تقوم بقراءة وجهه.
3- ركِّز على الخصائص الإيجابية التي يتسم بها الشخص ما لم يُطلَب منك العمل على حلِّ مشكلة معينة؛ فالناس يرفضون في معظم الحالات سماع أشياء تتعلق بمواطن ضعفهم، أو الإنتقادات الموجَّهة إليهم، فقد يُلحق ذلك الأذى باحترامهم لذاتهم وثقتهم بأنفسهم. وتستثنى من هذه القاعدة الحالة التي يطلب فيها الشخص المساعدة لحل مشكلة تتعلق بعلاقة يمرّ بها، ويود إجراء بعض التغييرات في ذاته من أجل تحسين وضع العلاقة.
4- اقبل حقيقة أن قراءة الوجه لا تغطّي كل جانب من جوانب شخصية شخص ما، وكذلك الآراء المناقضة للقراءة التي قمتَ بها. وإذا ما أحسست بأنّ الشخص الذي تتعامل معه صادق ولا يتخذ موقفاً دفاعياً، فإن ذلك يعني في الغالب وجود فرصة سانحة أمامك للإستفادة من ردود فعله تجاه التعليقات التي تبديها بشأن قراءة وجهه.
5- لا تقم بتصنيف الملامح الخاضعة للقراءة على أنّها سيِّئة أو حسنة. وحاول النظر إلى سمات الشخصية بوصفها ظلالاً مشتقة من اللون الرمادي بدلاً من تحديدها بوصفها ذات لون أسود أو أبيض.
6- تعلَّم ألا تُصدِر أحكاماً دائمة بناءً على قراءة للوجه يمكن أن تدفعك أو تدفع الآخرين للتحيّز تجاه شخص ما. إستخدم قراءة الوجه لكي تُبرِزَ الجوانب الإيجابية التي يتسم بها شخص ما، والطرق التي يمكنك بها التفاعل على أفضل وجه مع ذلك الشخص، سواء كان رجلاً أم إمرأة. تحلّ بانفتاح العقل ورحابة الصدر، وقُم بقياس قراءة الوجه الأوليّة إستناداً إلى تجاربك الحياتية الواقعية مع شخص معيّن.
7- حين تستخدم قراءة وجه شخص ما، قم بمقارنته بالشخص النظير؛ فقراءة الوجه ليست دراسة ترمي إلى إجراء مقارنات بين أناس ينتمون لأصول عرقية مختلفة، كما لا يمكن إستخدامها لإصدار الأحكام على مجموعات مختلفة من الناس، الذين يتصفون بملامح وجه متشابهة. وتتمثل إحدى مهارات قراءة الوجه في إدراك كيفية المراقبة والرصد حين يكون وجه شخص ما قادراً على توفير مؤشرات إيضاحية هامة تتعلق بشخصيته. كما تتمثّل في التمكّن من فعل ذلك بشكل مماثل مع أشخاص آخرين من مختلف أنحاء العالم؛ ولهذا السبب، سوف تجد أنّه من الأسهل قراءة الوجوه التي ينتمي أصحابها إلى الثقافات المألوفة لديك.
- كيف تطبّق قراءة الوجه؟
تعتبر قراءة الوجه مجرّد ترجمة لتعبير الشخص عن حالته العاطفية الراهنة. ونظراً للقدر الكبير من التفاعلات التي تبديها وجوهنا؛ فإنّها تتغيّر وفقاً للتقلّبات العاطفية التي نمرُّ بها. فالتجهّم، أو رفع الحاجبين، أو معدّل تكرار طَرف العينين، أو حركة العينين، أو تضيّق فتحة العيني، أو تورُّد الوجنتين، أو زمّ الشفتين، أو الفكّ المُطبق، ليست سوى إستجابات لما ينتابنا من مشاعر داخلية. كما تعمل على بثّ رسائل صامتة إلى الخارج. وقد تكون هذه التعابير قد ضربت جذورها، وتأصّلت في وجوهنا منذ فترة طويلة من الزمن.
- معرفة الشخصية بقراءة الوجه:
تمتد عملية قراءة الوجه إلى ما هو أبعد من ذلك. وتتمثل الفكرة الأساسية في أنّ الشخصية العاطفية، التي ولدت معنا عند رؤيتنا للنور تنعكس أيضاً في الوجه الذي وُهِبَ لنا. فمن البديهي أن يكون لدى الشخص، الذي يتسم بشخصية منطلقة وصريحة ومنفتحة أصلاً وجه معبِّر وصريح ومنطلق.
وتعمل الحياة بالطبع على إحداث تغييرات في شخصيتنا، فنستقي منها فن ضبط تصرُّفاتنا وتطويعها بطرق مختلفة. وقد لا تتضِحُ هذه التغييرات بالضرورة في عملية قراءة الوجه. وهذه حالة من الحالات التي علينا فيها التحلي بالإنفتاح والصراحة والمرونة لدى إجراء قراءة للوجه.
كما أننا نتعلّمُ كيف نستخدم وجوهنا للتواصل مع الآخرين. فيمكننا على سبيل المثال أن نعمد بوعي منّا إلى إحداث تغيير في تعابير الوجه بهدف إبراز نقطة معيّنة أو التأكيد عليها. وتتم قراءة الوجه عمليّاً حين يكون الوجه في حالة إسترخاء.
* الممارسات الشرقية:
نشأ أسلوب قراءة الوجه الوارد في الصين، وتمّ تطويره في بلدان مجاورة كاليابان، وقد عُرِفت هذه البلدان بتاريخ طويل جرى فيه الجمع بين مشاعر وإنفعالات الإنسان وبين جسمه. فلا يوجد حدٌّ فاصل في الفكر الشرقي بين الصحة البدنية والصحة العاطفية. وفوق ذلك، تمثّل التقليد الذي ساد الثقافات الشرقية في الفكرة القائلة بوجود تيارات ملموسة من الطاقة الكهرمغناطيسية، التي تجري في أجسامنا كجزء من الممارسات العلاجية المتداولة لديها. وهي تسمى تشي (chi) في الصين وكي (ki) في اليابان وبرانا (prana) في الهند.
وتتجاوز هذه الطاقة الكهرمغناطيسية أو ال"كي" الخاصة بنا جِلد الإنسان، وتشكّل بصورة نمطية حقلاً حول الشخص يبلغ اتساعه 10-100 سم. ويمكن الآن التقاط صورة له باستخدام عملية تدعى عملية التصوير الفوتوغرافي الكيريلي (kirilian). ويُعتقد أنّ هذه الطاقة (تشي أو كي) تقوم بنقل عواطف الإنسان ومشاعره في الجسم بحيث تتغذّى كل خليّة بالدم والأكسجين والكي. والكي هي الطاقة الكهرمغناطيسية التي تنقل بصورة رئيسية أفكار الشخص ومعتقداته وعواطفه.
وتتخذ ال"كي" أو الطاقة الكهرمغناطيسية أشكالاً مختلفة لدى تنقُّلِها في الجسم. وقد حدَّد الصينيون خمسة من هذه الأشكال ولقبوها بالعناصر الخمسة. فعندما تتحرك الطاقة الكهرمغناطيسية في الجسم، فإنها تَرشح عبر البشرة وتترك آثارها، التي تصبح مع مرّ الزمن ملامح يمكن ملاحظتها، أو شيئاً يمكننا قراءته في الوجه. وتجري الطاقة الكهرمغناطيسية، أي ال"كي" في الوقت ذاته مقيّدة ضمن القنوات البدنية، فتشبه بذلك حركة المياه في التضاريس المتاحة أمامها. ومن هنا، فإنّ البنية العظمية، والوضعية التي يتخذها الجسم، وملامح الوجه وشكله تؤثر كلها في الطريقة التي تجري بها الطاقة الكهرومغناطيسية أو ال"كي"، وبالتالي في أنواع العواطف والإنفعالات والخواص، التي تُبَثّ ذبذباتها إلينا بأكثر الطرق عفوية.
ويتم في الطب الشرقي الربط بين عواطف وإنفعالات الإنسان وبين حالته البدنية. وبذلك يمكن في إطار نظرية العناصر الخمسة إستخدام قراءة الوجه لفهم طريقة جريان الطاقة الكهرمغناطيسية، أي ال"كي" إنطلاقاً من العناصر تلك. ويرتبط هذا بدوره بالوضع البدني الداخلي المحتمل للشخص.
وقد قام المتخصصون بالطب الشرقي على إمتداد آلاف السنين برسم خريطة توضح تأثيرات الطاقة الكهرمغناطيسية أو ال"كي" وما ترتبط به من إنفعالات وعواطف، في أجزاء الجسم المختلفة، وكيف يظهر ذلك بوضوح على وجه الإنسان.
- تاريخ ممارسة قراءة الوجه:
كان الطب الصيني التقليدي ولا يزال يُعتبر طبّاً وقائياً إلى حد بعيد. ويرمي إلى محاولة التنبؤ بظهور مشكلة صحية قبل أن تتحول إلى مشكلة خطيرة. وقد بنى المتخصصون في مجال الطب صيتهم الذائع على أساس معرفة طول عُمر مرضاهم وندرة تَعرُّضِهم للإصابة بالمرض.
لقد تمّ تطوير العديد من التقنيات لتشخيص البدايات المبكرة لمرض ما، ولا زال يستخدم بعضها اليوم في عمليات علاجية، كالوخز بالإبر والطب بالأعشاب. ومن أكثرها شيوعاً قراءة الوجه، وتشخيص وتيرة النبض، وتشخيص حالة اللسان، وتحديد نقاط الضغط، وقراءة خطوط الكف، ومراقبة الوضع النفسي للمريض وتصرفاته.
كانت قراءة الوجه تتم عبر التاريخ من خلال النظر إلى كلٍّ من ملامح الوجه ومقارنته بموقعه في الوجه وحجمه ومدى سيادته حيثما ينطبق ذلك، والبنية العظمية الكامنة، ولون البشرة وتركيبها. ويتصل كل جزء من أجزاء الوجه بعضو معيّن وبالعواطف والإنفعالات المرتبطة بذلك العضو.
- نظرية العناصر الخمسة:
من بين النماذج النظرية الأولى التي استخدمت، كانت نظرية العناصر الخمسة. ويحتمل أن تكون العناصر الخمسة قد انبثقت كجزء من التقويم الزمني الخاص بالمزارعين، حيث يتصل كل عنصر من العناصر الخمسة بموسم مختلف من السنة. وإضافة إلى ذلك، يتم وصف الأشهر والأيام باستخدام تلك العناصر. وبذلك يمكن أن تساعد هذه العناصر المزارعين في معرفة الوقت المناسب لغرس البذار والزرع والحصاد.
ومع مرور الزمن، بدأ تطبيق هذه العناصر على الناس وشخصياتهم وأوضاعهم الصحية. فقد يُعتبر شخص ما أنّه يملك قدراً أكبر من طاقة فصل الربيع وشروق الشمس والخشب، ويتسم بشخصية ترتبط بصورة أكبر بالمناخ والجو في ذلك الوقت من السنة واليوم. وبشكل مماثل، فالشخص الذي يتصف بقدر بالغ من طاقة الصيف الحار ومنتصف النهار والنار، يتعرّض للتوتر والضغط النفسي بسهولة، ويجد صعوبة أكبر في التوصُّل إلى الشعور بالهدوء والسكينة؛ الأمر الذي قد يسهم في نهاية المطاف في إصابته بأمراض القلب.
- التاريخ المبكّر:
يُعتقد أنّ أوَّل إنتاج خطّي صدر عن الطب الصيني هو الذي أعدّه "هوانغ تاي" بعنوان "النسخة الكلاسيكية للإمبراطور الأصفر عن الطب الداخلي" التي يعود تاريخها إلى ما بين سنة 260 قبل الميلاد و220 ميلادية. وتُظهر هذه النصوص أنّ المتخصصين في مجال الطب قد طوّروا بالفعل معرفة متعمقة بطاقة ال"كي" الكهرمغناطيسية واليِن واليانغ والعناصر الخمسة. وإضافة إلى ذلك، فقد تم تطبيق مختلف أشكال التشخيص باستخدام الجزء الخارجي من الجسم، لمعرفة ما يجري داخله.
وأثناء عهد كونفوشيوس حوالي سنة 550 قبل الميلاد، شاعت عملية الفِراسة أو قراءة الوجه، وانتشرت في الصين وامتدت لتشمل بلداناً مجاورة كاليابان والهند وكوريا.
- التأويلات الغربية:
كذلك أصبحت قراءة الوجه شائعة في أوروبا تحت عنوان "الفِراسة". ففي عام 1272، وضع مايكل سكوت كتابه بعنوان "الفراسة البشرية" حول هذا الموضوع. وفي وقت لاحق وفي أواخر القرن الثامن عشر، قام القس السويسري جوهان لافاتر بوضع رائعته بعنوان (physiognomische fragmente zur beforderung der menschenkenntnis und menschenliebe) عن فنّ تطبيق قراءة الوجه.
- النظريات اليابانية:
في أثناء ذلك، أصبح نانبوكو ميزونو في اليابان شهيراً لبراعته اللافتة في علم الفراسة. وقد ولد حوالي عام 1750 ووضع كتاباً مميّزاً بعنوان "غذاء الإنسان يتحكم بمصيره". وفي وقت لاحق وفي مطلع القرن العشرين، قام جورج أوساوا، مستقياً الإلهام من الدكتور إيشيزوكا الذي تخصّص في مجال التغذية والعلاج، بإرساء الأسس لحركة اسمها "ماكروبيوتيكس" التي تقوم فلسفتها الأساسية على أساس أنّه في وسع الإنسان تغيير وضعه الصحي عن طريق ما يتناوله من أغذية. واستُخدِمَت قراءة الوجه لتقييم أكثر أنواع الغذاء فائدة بالنسبة للإنسان.
وفي خلال السبعينيّات من القرن الماضي عمل ميشيو كوشي، وهو أحد تلامذة جورج أوساوا، على صقل وتطوير مهاراته البارعة في مجال قراءة الوجه إلى حد دفع بالألوف من الناس إلى التماس مشورته من كافة أنحاء العالم.
- المراقبة والرصد:
يتمحور علم الفراسة أو قراءة الوجه حول التمكّن من التمييز بين الإختلافات الدقيقة القائمة بين وجه وآخر، وملاحظة التغييرات التي تطرأ يوماً بعد يوم على وجهك أو على وجوه الآخرين. ولتعلُّم فنّ قراءة الوجه، لابدّ لك من أن تكون قادراً على إجراء المقارنات والإعتياد على النظر إلى ملامح الوجه المختلفة.
وقد يستغرق ذلك سنوات من الممارسة. فقد بدأتُ ذلك بالجلوس في أماكن يمكنني منها أن أراقِب المئات من الأشخاص، كمحطات القطار، أو الأسواق، أو المقاهي، أو المطارات، أو الشوارع المزدحمة. واقترح ميشيو كوشي أن أتناول كلاً من الملامح على حدة، فأقضي بذلك مدة ساعة كاملة وأنا أنظر إلى الأنوف، وساعة وأنا أحدِّقُ في الأفواه، وهكذا دواليك... ومع مرور الوقت أصبحت قادراً على التمييز بين أشكال الوجوه المختلفة، وألوان البشرة، والشفاه الرقيقة، والمكتنزة، والعيون الصغيرة والواسعة إلى أن تولدَت لديَّ براعة في فهم مختلف ملامح الوجه وأساريره.
فكلما ازدادت براعتك في الملاحظة أصبحت أكثر دقة في فنّ قراءة الوجه؛ لذا عليك أن تقضي وقتاً طويلاً في ذلك لكي تعتاد على النظر إلى أكبر عدد ممكن من وجوه الأشخاص. وستجد في مستهلّ الأمر أن أفضل ما يمكن أن تقوم به هو النظر إلى وجوه في ظل ظروف وأوضاع متناغمة، ولهذا فإنني أوصيك بأن تبدأ بالنظر إلى الوجوه في الضوء الطبيعي. فالأنواع المختلفة من الإنارة تعمل على تغيير مظهر الوجه؛ مما يفضي إلى حالة من الإرتباك.
وفي هذه المرحلة، لا حاجة إلى محاولة قراءة الوجه أو إجراء أي نوع من أنواع التحليل، قمْ فقط بالبحث عن بعض الملامح المميَّزة الواردة في الإطار المقابل.
- الأمور التي ينبغي البحث عنها:
الوجه، هل هو مستدير، أم بيضاوي، أم مربّع الشكل؟ حاول أن تغطي الأذنين، وتتجاهل الشعر لكي تتمكن من الحصول على قراءة متماسكة ودقيقة.
الجبين، هل هو مرتفع أو ضيق؟ هل يمتدّ نحو الخلف إذا ما نظر إليه من زاوية جانبية؟ هل ترى خطوطاً تتخيل الجبين؟ هل توجد بقع فوق الجبين أو حول الصدغ؟
الحاجبان، هل هما مُقوَّسا الشكل؟ هل هما كثيفان ويتسمان بالغزارة؟ ما طول كل منهما؟ هل يتجهان إلى الأسفل عند الطرف الخارجي؟
العينان، هل هما واسعتان، أم صغيرتان؟ هل هما متقاربتان أم متباعدتان؟ هل حركة العينين سريعة، أم غامضة وشاردة، أم مستقرة؟ ما هي وتيرة طرف العينين؟
الأنف، هل هو مكوَّر الشكل أم مُستدَقّ؟ هل يتسم بتدرُّج لوني أحمر؟ هل يتّصف باللمعان؟
الوجنتان، هل هما ممتلئتان، أم غارقتان إلى الداخل؟ هل هما متورّدتان أم شاحبتان؟ هل تتوردان بسرعة؟ هل يمكنك رؤية العظم الوجني؟
الأذنان، هل هما صغيرتان أم كبيرتان؟ ما هو الجزء الأكثر تطوُّراً العلوي أم السفلي؟ هل يقعان في المستوى العلوي أم السفلي من الوجه؟ هل فلقة الأذن منفصلة؟ هل هناك خط يمرُّ عبر فلقة الأذن؟
الخطوط بين الأنف والشفة العليا، هل التجويف بين الخطوط عميق؟ هل الخطوط طويلة؟ هل ينتج عنها منحنى بارز في الشفة العليا؟
الذقن، هل يوجد فيها بقع؟ هل يوجد فيها غمّازة؟ هل هي مسنّنة؟ هل تتسم بمظهر دهني؟
الفك، هل هو محدّد بدقة؟ هل الذقن ناتئة؟ هل الفك عريض ويشكِّل الجزء الأعرض من الوجه؟
الفم، هل الشفتان مكتنزتان أم رقيقتان؟ هل يفتح الفم بشكل أكبر باتجاهٍ عمودي أم باتجاهٍ أفقي؟ هل الشفتان مائلتنان إلى الاحمرار أم محمرّتان، أم أنهما شاحبتا اللون؟ هل يمكنك رؤية خطوط صغيرة حول الشفتين؟
- الحدس:
تعتمد قراءة ملامح الوجه على الحدس. وهنا يمكنك الإستفادة من تجربتك في مجال مراقبة الوجوه والشخصيات التي تتناغم معاً، والتي تجمعت في ذهنك إلى جانب أسرار قراءة الوجه ، لتخرج بتحليل كامل للوجه.
لكي تتمكن من إجراء قراءة تحليلية فعّالة لملامح الوجه، عليك أن تستخرج مجموعة واسعة من المعلومات من الوجه، وتحوّلها إلى قراءة مُجْدية وذات مغزى. وقد تكون بعض المعلومات متناقضة. وتكمن براعة قارىء الوجه في قدرته على إستخدام أهم الخصائص من أجل الخروج باستنتاجات.
، وطبّق كلاً من أسرار قراءة الوجه على أكبر عدد ممكن من الوجوه. حاول أن تبرع في قراءة إحدى الملامح في كل مرة قبل أن تنتقل إلى أخرى، على أن تراعي في الوقت نفسه عدم الإفراط في التحليل. وتتمثل الإستراتيجية الأنجع في دراسة ملامح الوجه باستخدام العقل المنفتح، واستيعاب المعلومات بطريقة طبيعية من خلال الممارسة بدلاً من المغالاة في إعتماد المفاهيم. حاول ألا تتورَّط في متاهات تفسير كميات كبيرة من المعلومات المختلفة.
- الممارسة اليومية:
من الممارسات الجيِّدة، التي ينبغي مزاولتها في الأماكن العامة، مراقبة الأفراد، وتحديد القسمة الأكثر بروزاً في وجه شخص ما. ضَعْ ملاحظة تتعلق بأي من طاقات العناصر الخمسة تُذكِّرك هذه القسمة من قسمات الوجه بها، ثم اربِط هذه بملاحظات أخرى تقوم بوضعها. راقِب على سبيل المثال ما يختاره الشخص من ملابس والوضع البدني الذي يتخذه حين يجلس أو يسير، وسلوكه والجريدة أو المجلة التي يُطالعها أو الطريقة التي يتحرك بها. ولا لزوم لتحليل أي شيء أثناء عمليات المراقبة التي تجريها – فهي مجرد طريقة لإضافة معلومات إلى قاعدة المعلومات الداخلية التي لديك، وسوف يساعدك ذلك في الوقت المناسب على تحسين إستخدامك لحدسك حين تقوم بقراءة قَسَمات الوجه.
وتتمثل إحدى الطرق لتعزيز تجربتك في قراءة الوجه في اللجوء إلى الإنترنت والإطلاع على تاريخ الأشخاص، والنظر إلى وجه الشخص وإيجاد تلك الجوانب من الوجه، التي تتناغم مع ما قام به في حياته.
- تعلّم كيفية قراءة الوجه:
عندما تكون مارست كل جانب من جوانب قراءة الوجه، تكون قد أصبحت جاهزاً لمحاولة إتمام عملية قراءة ملامح الوجه. ابدأ بأغماض عينيك والإستنشاق البطيء والعميق والمتتابع، وركّز على عملية التنفس، لكي تفرِّغ ذهنك من الأمور الأخرى.
وحين تصبح جاهزاً، قُم بفتح عينيك ببطءٍ، وانظر في وجه الشخص، وواصل عند هذه النقطة عملية التأمل أثناء إستنشاقك للهواء. انظُر إلى الوجه وحافظ على إسترخائك التام. وعندئذٍ ستجد أن أفكاراً حدسية متنوعة قد أخذت تَردُ إلى ذهنك.
ضع ملاحظة تتعلق بكل فكرة على حدة. وحين تأخذ هذه الطريقة بالنضوب ابدأ إلى الوجه بطريقة أكثر رشداً وعقلانية. ابحث عن الملامح التي تترك الإنطباع الأكبر، واستخدم ذلك لكي تُحدِّد مدى توازن طاقات العناصر الخمسة.
وفي النهاية ابدأ بالنظر في تفاصيل كل قسمة من القسمات، لتتعرَّف إلى ما يمكنك تعلُّمُه عن هذا الشخص. وسوف تساعدك هذه الممارسة في صقل ملاحظاتك الأصلية وتهذيبها، وربّما في إضافة بعض التفاصيل الشيِّقة.
المصدر: كتاب أسرار قراءة الوجه (كيف نفهم وضعنا الصحي وعلاقتنا مع الآخرين)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.