امل علام البدايه الجديدة فقط ... في أحد ممرات السوبر ماركت يبدأ طفلك فجأة ب الصراخ فقد يكون رأى ما يحلو له أن يقتنيه، كل من في السوبر ماركت ينظر إليكما مما يجعلك تشعرين بالحرج الشديد فتخضعين لرغبته فعي بعدها تمامًا ماهيةأصول اللعبة: إذا لم تلبِ لي ماما طلباتي فصراخي ونوبات بكائي كافية لتغيير رأيها! قد يبدو هذا المشهد مألوفا لدى الأمهات لأنهن يدركن بعمق أن تصرّفات أطفالهن على هذا النحو رغم عفويتها وبرائتها إلا أنها تحمل أسلوبا ابتزازيا بشكل استفزازي، ويحاولن قدر المستطاع السيطرة على هذا التصرف، ولكن غالبًا ما ينفذ الصبر ويجدن أنفسهن خاضعات لإرادة أبنائهن. وبحسب إختصاصيي علم نفس الطفل فإن معظم الأطفال يمرون -بين 18 شهرًا والرابعة- بمرحلة العناد ويكون سببها غالبا التوتر. فالطفل في هذه المرحلة من عمره لا يوافق على ما يقرره والداه أو لا يتقبل رفضهما لطلباته، فيعبّر عن اعتراضه واستقلاليته بنوبات الغضب. تشير نوبات غضب الطفل ما دون السنة إلى أنه في حاجة إلى شيء ما أو أنه يشعر بحزن وعلى الأهل أن يفهموا السبب. فيما يكون تعنت الطفل بعد 18 شهرًا في تنفيذ طلباته غنجًا ودلالا، لذا على الأهل تأجيل تنفيذها أو رفضها. وعمومًا يتصرف جميع الأطفال على هذا النحو وهذا مؤشر لإدراكهم وجودهم وتأكيده. فيما الطفل الذي لا تنتابه نوبة غضب أبدًا يكون ممتثلا لما يريده والداه ولا يعبر أبدًا عن رغباته. ولكن عزيزتي الأم عليك الانتباه، إذ أن الطفل الذي تنتابه نوبة غضب في السوبر ماركت أو في الأماكن العامة، يدرك تمامًا أن نظرات الآخرين الغرباء تزعج والدته، ويصرّ على غضبه كي يضغط عليها أمام مرأى الناس ويخضعها لطلباته. لذا على الأم ألا تدخل في لعبة الابتزاز التي يمارسها، و وتؤكد له أن صراخه هو ما يزعج الآخرين، وعليها ألا تشعر بالحرج فرفضها تلبية طلبه أمر مشروع لأن الإفراط في التدليل قد يجعل شخصيته ركيكة. وينصح الاختصاصيون الأم بعشر طرق تساعدها في السيطرة على نوبات غضب طفلها، أهمها أن تكون حاضرة الذهن فيما يتعلق بتصرفات طفلها وتتوقع على الدوام عناده، لأن إدراك الأم مسبقا لبعض الموقاف تنتهي بشكل تلقائي بنوبة غضب. على سبيل المثال، تتوقع الأم نوبة الغضب عندما يرفض الطفل الذهاب إلى فراشه مساء لأنه لا يريد التوقف عن اللعب، أو عندما يعتزم شراء شوكلاته وسكاكر كثيرة في كل مرة ترافقه والدته للتسوق في السوبر ماركت. على الأم استباق الأمور منذ البداية وإلغاء كل احتمال يؤدي إلى نوبة غضب وتقول له: «بعد اللعب ستقوم بترتيب أغراضك وتذهب إلى الفراش». أو تضع القواعد بشكل فوري فالتوقع أمر مفيد. و الطريقة المثلى لتجنب بقاء الطفل متوترًا هي أن تشتت والدته إصراره على طلبه وتعرض عليه أمرًا مغايرا كأن تقول له: "لن نشتري الحلوى الآن، ضع الكيس مكانه، ولكنك أنت من سيختار الجبنة". تذكري دوما أن جميع الأطفال يحبّون أن يحدّثهم آباؤهم وأمهاتهم عن تاريخهم عندما كانوا في سنهم وكانوا يرتكبون الحماقات والهنات والأخطاء، ويشعرون بالأمان عندما يعرفون أن أهلهم أيضًا تعرّضوا للتوبيخ عندما كانوا صغارًا مثلهم ويضحكون كثيرًا لسماع أخبارهم وتكون بمثابة نماذج لتطوير سلوكياتهم.