من يحب أن يردد أغنية الراحل محمد عبد المطلب «تسلم إيدين اللى اشترى الدبلتين والأسورة»، عليه أن يتأكد أولا قبل أن يشدو بهذه الكلمات، هل هذه «الشبكة» من الذهب الأصلى أم من الذهب الصينى, خاصة أن ظاهرة شراء الذهب الصينى بدأت فى الانتشار نظراً للظروف الاقتصادية لأغلب الأسر المصرية وبعد أن وصل سعر جرام الذهب الى أعلى مستوياته فى الفترة الأخيرة، حيث تقبل الكثير من النساء خاصة فى المناطق الشعبية على التزين به، كحل مؤقت والشعور بأنها كغيرها من النساء تستطيع التزين, وأنها ليست أقل من غيرها من النساء. يقول د. ممدوح جابر استشارى الأمراض الجلدية إن هذا النوع من الذهب يصنع معظمه من النحاس، وهو من المعادن ذات التأثير السلبى على صحة الجلد لما يحدث به من عمليات أكسدة سريعة بفعل الأكسجين الموجود بالهواء، ومن ثم يتعرض للصدأ، وأضاف الجلد مكون رقيق وحساس جدا، وقد يحدث هذا الصدأ التهابات وطفحا جلديا قد يستمر لمدة طويلة، أو قد يحدث ما هو أكثر من ذلك وهو امتصاص الجلد لهذا الصدأ، ومن ثم يمتصها الدم مما يؤدى لحدوث حالات تسمم سريعة. وفيما يتعلق بالسبب النفسى وراء تغير السيكولوجية المصرية واتجاه السيدات لهذا النوع من الذهب المزيف لمجرد التزين به أمام الآخرين، قال استشارى الطب النفسى د. محمد سمير عبد الفتاح يرجع سبب ارتداء النساء لحلى مزيفة والادعاء بأنها حرة إلى فكرة «الادعاء» التى أصبحت سمة أصيلة من السمات المكونة للشخصية المصرية المعاصرة، كما أن فكرة «المنظرة» والحكم على المظاهر هى فكرة مرسخة فى الشخصية المصرية المعاصرة كاقتناء أشياء ثمينة وإبرازها للآخرين.