احد هؤلاء الاطباء استشاري الأمراض الباطنة الدكتورة أماني وهبة تعلمت حب الخير من والديها وقررت أن تسير علي دربهما منذ الصغر، وبعد تخرجها في كلية طب جامعة المنصورة وبدئها العمل في مستشفي بورسعيد العام، لا تفوت فرصة للمشاركة في أغلب المبادرات لخدمة المجتمع، ولم يكن الأمر محض صدفة، كونها تؤمن بواجب العمل الخيري، وتعتبره جزءاً من المسئولية الاجتماعية، وفي كل بقعة ذهبت إليها حتي في حلايب وشلاتين وأبورماد تجد بصماتها علي قوافل الخير التطوعية، وها هي الدكتورة أماني وهبة استشارية الأمراض الباطنة تمضي في طريق العطاء وتقدم مشروعها الخيري الجديد "طبيب الخير" الذي أثمر عطاء لا ينتهي في مساعدة وعلاج المرضي من البسطاء والفقراء، حيث تطوعت وهي وزملاؤها من الأطباء المخلصين وصاروا مجندين لعمل الخير بلا مقابل، خاصة أنهم يرون أن ما يقومون به واجب وفرض. تقول الدكتورة أماني وهبة: لم أنس ذكريات طفولتي بحي الأفرنجي، منذ أن تزوجت والدتي نجاة عزام من ابن خالتها الضابط بالقوات البحرية، ووالدتي كانت من الهوانم وكانت من أقارب الدكتور عبدالرحمن عزام أول أمين عام لجامعة الدول العربية، وحتي فترة الانتقال للمطرية دقهلية خلال حرب 67، ثم العودة بعد وقف إطلاق النار. ولا يغيب عن الدكتورة أماني دور والدتها في تنظيم أوقات استذكارها وتشجيع والدها وفخرها به كقائد في القوات البحرية وأحد أبطال حرب أكتوبر، ولا تخفي أنه كان بالنسبة لها هو من عبر القنال ودمر خط بارليف، وهذا كله دفعها للتفوق في كل المراحل الدراسية. وتؤكد الدكتورة أماني أنها فضلت دخول كلية طب المنصورة بدلا من الهندسة لتحقيق رغبة والدتها في رؤيتها طبيبة بشرية بجانب شقيقتها أميمة طبيبة الأسنان، وتقول: "بعد التخرج بدأت عملي في مستشفي بورسعيد العام، وتزوجت وأنجبت ابنتي الأولي (بسمة) ووافقت علي العمل أيضاً في اللجنة الإقليمية للمرأة تلبية لنداء الواجب، ولم أتوقف عن مساعدة البسطاء داخل وخارج المستشفي، لعشقي لعمل الخير، وانتقلت للعمل في الغردقة لظروف عمل زوجي، وهناك أنشأت أول جمعية لكفالة اليتيم، انطلاقاً من كوني سكرتيراً عاماً لجمعية أصدقاء المرضي". تتابع: عند بداية إنشاء المجلس القومي للمرأة تم اختياري مقرراً للجنة المشاركة السياسية للمرأة لثلاث دورات متتالية وقدمت عدة نشاطات خلال السفر لحلايب وشلاتين وأبورماد وعملت قوافل طبية للكشف علي المرضي وتقديم العلاج لهم، ولأن العمل التطوعي نابع من قيم دينية وثقافية في نسيج مجتمعنا بادرت باصطحاب رجال الدين لتقديم كل أنواع التوعية للجميع في مجالات تنظيم الأسرة وختان الإناث، بخلاف القيام بتسنين السيدات والفتيات واستخراج شهادات الميلاد وبطاقات الرقم القومي لهن، وتشير إلي أن المرأة هناك كانت تعاني من تدنٍ في مستوي المعرفة. وتشير إلي أنه تم اختيارها للسفر لإنجلترا ضمن بعثة تضم ثلاث طبيبات علي مستوي الجمهورية وبعد عودتها سارعت بعمل وحدة غسيل للكلي بالتعاون مع محافظ البحر الأحمر الأسبق اللواء سعد أبوريدة، ثم جاء انتقالها للقاهرة بسبب عمل زوجها أيضاً، ولجهودها اختيرت أمينا للمرأة عن قسم البساتين من عام 2004 - 2002 وبعد تركها للمنصب ظلت مشاركة في القوافل الطبية وفي المؤسسات والجمعيات التابعة للمجلس القومي لحقوق الإنسان، مضيفة: بعد ثورة يناير كنت من مؤسسي "بيت العائلة" الذي أنشأه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وتوليت مهامي عن مناطق المعادي والبساتين ودار السلام وساهمت في حل مشكلات طائفية وغيرها كثيرة كانت تسعي للعبث بوحدة ونسيج الوطن، وشاركت في حملة "قد الدنيا" ضد الإخوان، وأيضاً في مؤتمر ضد الإرهاب بعد أزمة حريق كنيسة الوراق، وكنت مرتدية الزي العسكري علي المنصة إشارة إلي أنه عندما تتعرض مصر لأي مخاطر سيتحول شعبها إلي جيش قوي للدفاع عنها وفي مقدمته المرأة المصرية. ونظرا لكون الدكتورة أماني تعشق خدمة الوطن، تقول إنها بادرت بإنشاء كيان مشروع تطوعي خيري اسمه "طبيب الخير" ساهم فيه عشرات الأطباء المخلصين والساعين لإعلاء قيمة الطبيب وإنسانيته، وتؤكد: خلال عام واحد انتقلنا لأماكن عديدة وقمنا بالكشف علي المرضي وتقديم العلاج لهم وإجراء جراحات لبعض الحالات، بالتعاون مع كبار أساتذة الطب في مصر من جميع التخصصات الذين يستقبلون الحالات من عندنا في مراكزهم ومستشفياتهم الخاصة بدون تقاضي أي أجر. ثم تعود وتؤكد سعادتها مع أولادها، الدكتورة بسمة طبيبة الأسنان "وندي الطالبة بكلية الإعلام جامعة مصر الدولية وجلال الطالب بالصف الثاني الإعدادي، وأضغر أبنائها خالد، وتؤكد عشقها للسباحة وركوب الدراجات وكرة السلة و"الجيم"، وعلي مستوي أناقتها تقول إنها تميل إلي الموضة الكلاسيكية الوقورة وتفضل الماكياج الهادئ. ورغم حصادها جوائز عديدة إلا أنها تفخر كثيراً بتمثيلها للمرأة وإنجازاتها في مؤتمر تونس عام 2000 وتكريمها الأخير منذ شهرين في منتجع "شرم الشيخ" ضمن 100 شخصية مصرية وعربية هن الأكثر تأثيراً في مصر والوطن العربي، بخلاف تكريمها من قبل المؤسسات الكبري خلال احتفالية تكريم السيدات والإعلاميات والمحاربات في العمل العام، والمحاربات لمرض السرطان.