القراءة تفيد الطفل في حياته وتوسع دائرة خبرته ، وتفتح أمامه أبواب الثقافة ،وتحقق التسلية والمتعة ..وتكسب الطفل حساً لغوياً أفضل ، ويتحدث ويكتب بشكل أفضل ،كما إن القراءة تعطي الطفل قدرة على التخيل وبعد النظر، وتنمي لدى الطفل ملكة التفكير السليم ،وترفع مستوى الفهم ،وتساعده على بناء نفسه وتعطيه القدرة على حل المشكلات التي تواجهه. وهناك العديد من الوسائل التي ترغب الطفل في القراءة منها :
1- القدوة القارئة:
فإذا كان أفراد الأسرة (الأب الأم ) من القارئين والمحبين للقراءة فإن الطفل سوف يحب القراءة والكتابة خاصة إذا كان البيت عامراً بمكتبة تضم كتباَ ومجلات مشوقة فالطفل عندما يرى أباه وأفراد أسرته يقرؤون ويتعاملون مع الكتاب فإنه سوف يقلدهم وتبدأ علاقته مع الكتاب وتتوثق تدريجياُ ويحاول أن يمسك بالكتاب ولا يستطيع بعد ذلك أن يفارقه . ولا يقتصر ذلك على أطفال المدارس بل ينسحب الأطفال الذين لم يدخلوا المدارس بعد فيلزم تدريبهم على مسك الكتاب وتصفحه بما يناسبه سنه من الألعاب في شكلها والمملوءة بالرسوم والصور الجذابة .. ولا شك ان تشجيع الوالدين للطفل بتقديم العون والاستشارة لتكوين مكتبة صغيرة له مع ترك حرية اختيار المجلات والقصص والكتب وعدم إجباره على شيء .
2- توفير الكتب والمجلات الخاصة للطفل :
ولا شك أن هذه الكتب الخاصة بالطفل لا بد أن تتوافر فيها الشروط الآتية : * أن تحمل المضمون التربوي المناسب للبيئة التي يعيش فيها الطفل . * أن تناسب العمر الزمني والعقلي للطفل . * أن تلبي احتياجات الطفل القرائية . * أن تتميز بالإخراج الجميل والألوان المناسبة والصور الجذابة والأحرف الكبيرة وتتفنن بعض دور النشر في ذلك ، فأصدرت كتباً بالحروف البارزة ، وكتباً على شكل لعب ، وكتباً يخرج منها صوت حيوان إذا فتحت . وغير ذلك من عناصر لجذب الطفل للقراءة . ولاشك أن دول العالم الثالث مازالت في حاجة إلى المزيد من كتب الأطفال والمجالات والقصص التي تشد انتباههم وتستحوذ على اهتماماتهم . - التدرج مع الطفل في قراءته :
لكي نغرس حب القراءة في الطفل ينبغي التدرج معه لمثلاً كتاب مصور فقط ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواحدة صورة وكلمة فقط ثم كتاب مصور في الصفحة الواحدة كلمتان ثم كتاب يكون في الصفحة الواحدة سطر وهكذا .
4- مراعاة رغبات الطفل القرائية :
فمراعاة رغبات الطفل واحتياجاته القرائية من أهم الأساليب لترغيبه في القراءة مثلاً يحب قصص الحيوانات وأساطيرها ، ثم بعد فترة ، يحب قصص الخيال والمغامرات والبطولات فيلزم مراعاة ذلك وعدم إجباره على قراءة موضوعات أو قصص لا يرغبها .
5- المكان الجيد للقراءة في البيت :
فالمكان الهادئ المناسب للقراءة الذي تتوافر فيه الإنارة المناسبة والراحة يجعل الطفل يعيش في جو قرائي جميل يشعره بأهمية القراءة والكتاب وتنمو علاقته بالكتاب بشكل فعال .. كما يمكن الاستعانة بكرسي هزاز للقراءة .
6- استغلال الفرص والمناسبات :
منها الأعياد والمناسبات الدينية كالحج وشهر رمضان وعيد الأضحى ويوم عاشوراء وغيرها لتقديم القصص والكتب الجذابة كهدية ومساعد للطفل في القراءة والاستماع لأسئلته وكذلك الرحلات والزيارات يمكن استغلالها بكتب وقصص تتعلق بالمكان أو تناسب جو الرحلة والزيارة وكذلك استغلال أوقات السفر والإجازة بقصص مشوقة وكتيبات عن المدينة المسافر إليها وقراءتها قراءة جهرية بما يجعل القراءة ممتعة .
7- تخصيص وقت تقرأ فيه لطفلك :
فعندما يخصص الوالدان أو أحدهما وقتاً يقرأ فيه للطفل القصص المشوقة , والجذابة حتى لو كان الطفل يعرف القراءة يكون من أفضل الأساليب لغرس حب القراءة ويلزم قراءة الكتاب أو القصة التي يرغب في الطفل حتى إن كانت مكررة أو مملة كما نحرص أن تكون القراءة معبرة بتمثل المعنى واستعمال أصوات مختلفة حتى تجعل وقت للمتعة والمرح وطرح بعض الأسئلة ومناقشة الطفل فيما قرأناه .
8- استغلال هوايات الطفل :
مثل الألعاب الإلكترونية وتركيب وفك بعض الألعاب وقيادة الدراجة ، الرسم ، الحاسب الآلي ،كرة القدم ، وغيرها من الهوايات المتوافرة عند الأطفال ...فيجب توفير الكتب والمجلات المشوقة التي تتحدث عن هواياتهم لتعويد الطفل على القراءة وحبه لها والكتب عن الشخصيات التي يحبها . 9- تخصيص وقت محدد لمشاهدة الطفل للتلفزيون وعدم وضع التلفزيون في غرفته بما يتيح له وقتاً يتصفح فيه القصص ويقرأ فيه الكتب وخاصة وقت ما قبل النوم لغرس عادة القراءة لديه .
10- اللعب مع الطفل بعض الألعاب القرائية المشوقة مثل كتابة كلمات معكوسة وهو يقرؤها بشكل صحيح ... أو كتابة كلمات بحروف ناقصة يكملها أو استعمال حرف ويأتي بالعديد من الكلمات بها هذا الحرف وغير ذلك ،وقراءة بعض الكلمات بطريقة خاطئة واطلب منه أن يقرأها صحيحة ،وأثناء ركوب السيارة اجعله يحاول أن يقرا بعض اللوحات في الطريق ،وتوفير بعض المجلات والقصص التي يشغل نفسه بها أثناء السير بالسيارة . وأخيراً لا تيأس فإن تعويد الطفل على القراءة يحتاج وقتاً وصبرا ًفمهما كبر أولادك يمكنهم أن يتعلموا حب القراءة ولكن لا تكرههم على قراءة شيء لا يرغبون فيه ولاحقهم بالقصص الجذابة والكتب الممتعة في كل مكان بالبيت وحاورهم وخصص وقتاً للنقاش فيما قرؤوه واستمع لهم حتى لو كان الكلام غير مفيد أو مكرر . وصدق قول المصطفى عليه الصلاة والسلام :(إنما العلم بالتعلم ) أخرجه الخطيب في تاريخه (9/127). بقلمى مها علي أيوب