أفضل أنواع الأكحال العربيَّة يسمى ب"الإثمد"، وهو حجرٌ معروف يميل للّون الأسود الضارب إلى الاحمرار ويُستخرج منه الكحل عن طريق الدقّ والطحن؛ وهو يُعتبر من أجود الأنواع ويتوفّر في الحجاز والمغرب وإيران وغيرها من الدول العربية. إعلان
حدّثتنا عن تاريخه وفوائده خبيرة التجميل ميسون الرمال، أمّا رأي الطب حول استخدامه، فكان للدكتور سالم باحطاب.
اعتاد أسلافنا العرب، رجالاً ونساءً، على استخدام الكحل العربيّ منذ مئات السنين، والذي بدأ ظهوره منذ عهد الفراعنة. وقد تغنّى الشعراء بالعيون المكحّلة واعتبروها مصدراً للإلهام ورمزاً للجمال، فأبدعوا في وصف شكل العين المكحّلة ورموشها وبريقها، حيث إنَّ سحرها لا يكتمل من دون الكحل. فقد تستغني المرأة عن جميع أدوات التجميل من أحمر الشفاه وظلال العيون وأحمر الخدود وغيرها من مستحضرات تجميليَّة، إلا عن الكحل العربي، الذي لم يحتل مكانه أيّ مستحضر آخر. وإلى جانب استخداماته التزينيّة، يتميّز بفوائد طبّيّة منها تقوية الرموش وإزالة الغشاوة من على العين وتطهيره. في عالم التجميل وتقول خبيرة التجميل ميسون الرمال: "من أهم مميّزات الكحل العربي هو إبرازه لمعالم جمال العين، بالإضافة إلى توسيع مظهرها؛ أمّا من ناحية استخدامه كنوع من أنواع الماكياج، فلا نستطيع كخبيرات تجميل الاستغناء عنه ولا المرأة العربيّة بشكل عام. ومع التطور الذي نشهده ومع تنوّع الموضة في مجال وضع الماكياج، تعدّدت ألوان الأكحال، فأصبحت النساء والفتيات يستخدمن ألوان الأكحال على حسب رغبتهنّ وما يتناسب مع ألوان الأزياء التي يرتدينها". وعمّا إذا كانت تفضّل أقلام الكحل الصناعيّة على الكحل التقليديّ، تقول: "حتى الآن، نجد السيّدات الكبيرات في السنّ يستخدمن الكحل المصنوع من الحجر الأسود الذي يُستعمل بواسطة "المكحلة والمرود". لكن يُفضّل في عصرنا الحالي استخدام أقلام الكحل التي تحمل أسماء الماركات الشهيرة، لأنَّها أخفّ وأكثر أماناً من الكحل العربي الذي يُعتبر حادّاً على العين، بالإضافة إلى أنَّه يُصنَّع يدويّاً، ما يفقده المواصفات والمقاييس الصحيَّة للعين. كما أنَّ الكحل يناسب جميع أشكال العيون، ويحبَّذ رسمه على العيون الواسعة أكثر من الصغيرة".
رأي الطب يتحدث الدكتور سالم باحطاب، مدير مستشفى العيون في جدّة واستشاريّ طبّ وجراحة العيون، عن الكحل العربي من الناحية الطبيّة بقوله: "على الرغم من أهميَّة الكحل العربي الجماليَّة، إلا أنَّنا كأطباء عيون ننصح بعدم استخدامه في حالات معيّنة، مثل أن تكون العين ملتهبة أو تعاني من حساسيّة، أو قد أُجري لها عمليّة جراحيّة منذ وقتٍ قريب. كما يجب التأكّد من صحّة وصلاحيّة الكحل العربي المستخدَم". لكحل مستحضرٌ قديم لتجميل العينين. وكان يتمّ صنعه عن طريق طحن كبريتيد الرصاص ومكوّنات أخرى... واليوم يتمّ صنعه دون مكوّنات سامّة. وهو رائج بشكلٍ خاصّ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي وجنوب آسيا، يُستخدم لتغميق الجفون وكماسكارا على الرموش. ويُستعمل في الغالب من قبل النساء، ولكن أيضاً من قبل الرجال والأطفال. إعلان
تفرّدت الملكات المصريّات بوضع الكحل منذ العصر البرونزي (3500 قبل الميلاد). وكان مستخدماً في الأصل كوسيلة حماية ضد أمراض العين. وكان يُعتقد أيضاً أنّ تغميق منطقة ما حول العينين تحمي من أشعة الشمس الحارقة. وكانت أقدم طبقة في الهند، وهي كولي، تستخدم الكحل كمستحضر تجميل. إلى ذلك، كانت الأمّهات يضعن الكحل على عينيّ أطفالهنّ بعد الولادة بفترة وجيزة. وكان البعض يفعل هذا "لتقوية عينيّ الطفل"، فيما كان آخرون يعتقدون أنّه قد يحمي الطفل من الحسد. وقد تمّ استخدام الكحل أيضاً في مصر، إلى جانب حجر المالاكيت وأحمر الشفاه المصنوع من زيت المغرّة. ولا يزال للكحل أهميّة كبيرة، من خلال استعماله كجذر مشتقّ من الكلمة الإنجليزيّة "الكحول".
لماذا يُعتبر الكحل المصنوع في المنزل أفضل من الكحل التجاريّ؟ اليوم، تغيّرت كلّ المعايير، فالكحل التجاريّ الذي يتمّ إنتاجه صناعيّاً له آثارٌ ضارّة على العينين. ونادراً ما ينتج أحدٌ اليوم الكحل الأصليّ النقيّ المصنوع في المنزل. وبعض الشوائب الموجودة في الكحل هي الفحم، الذي تتمّ إضافته للحصول على لونٍ أغمق، ونترات الفضّة التي تعطي الكحل التوهّج، ولكن إذا تمّ استخدام أكثر من 2% منها، تسبّب مشاكل مثل التهيّج والحرق واحمرار العينين، ومن المكوّنات الأخرى المستخدَمة الرصاص. ولا يتمّ حتى تعقيم علبة الكحل، مما قد يسبّب أمراضاً مثل التهاب الملتحمة وتقرّحات القرنيّة.
وضع الكحل إغسلي وجهك ويديك. خذي القليل جدّاً من الكحل على إصبعك أو على عود قطنيّ وضعيه بخفّة على عينيك. الكحل المصنوع في المنزل داكنٌ جدّاً، لذا فإنّ إحدى طرق استخدامه هي وضع الكثير منه على العينين قبل النوم، وغسل الوجه في الصباح، وسيترك الكحل المتبقّي لوناً جميلاً وطبيعيّاً على عينيك.
الكحل هو أحد مستحضرات التبرّج الأولى التي تعلّمت النساء استخدامها. وهنّ محقّات، فالعين هي نافذة الروح، ولكلّ فتاة الحقّ في أن تجمّل "نافذتها"... وبسبب تركيبته الغنيّة الضبابيّة، يمكن استخدامه كآيلاينر، أو كظلال للعيون، أو حتى كماسكارا. وفي حين أنّ الكحل متوفّر على نطاق واسع في أيّ مكان في العالم، إلاّ أنّ مكوّناته وطرق تحضيره غير معروفة بالنسبة لمعظم النساء...
تعلّمي صناعة كحلاً طبيعيّاً لعينيك خالياً من المواد الكيميائيّة. إعلان
المكوّنات * 1.50 مل من الزيت (زيت السمسم) أو سمن البقر الصافي (يفضّل السمن على الزيت). * دعامة. * مصباح فضّة كبير يتسع ل 50 مل من الزيت أو السمن (إذا لم يتوفّر بالفضّة، فأيّ مصباح يفي بالغرض). * فتيل طويل وسميك من القطن. * طبق نحاسيّ. * الطريقة * ضعي نصف ملعقة كبيرة من الزيت أو السمن جانباً، وضعي الباقي في المصباح، وضعي فتيل القطن، واشعلي المصباح. * ضعي الطبق المعدنيّ أعلى المصباح، بحيث يلامس اللهب الطبق. عدّلي موقع الطبق باستخدام دعامة. * ضعي المصباح في مكان لا يهبّ فيه الهواء، ودعيه يحترق طوال الليل، أو حتى يحترق الزيت. ستستغرق هذه العمليّة حوالي 10 ساعات. * حين يحترق الزيت، سترين بقايا بودرة سوداء سميكة على الطبق النحاسيّ. هذا هو أساس الكحل. * خذي نصف ملعقة الزيت، التي وضعتها جانباً في البداية، وصبّيها على البقايا السوداء، نقطةً نقطة. افركي البقايا والزيت بأصبعك لمدّة دقيقة أو دقيقتين. إجعلي سماكة الكحل حسب رغبتك. ومن المفضّل أن تكون سماكته مثل الزبدة. فإذا كان خفيفاً جدّاً، سيتلطّخ بسهولة، وإذا كان سميكاً، سيتكتّل. * الكحل الآن جاهز للاستخدام. ضعي الكحل في علبة مُحكَمة في الثلاّجة لمدة 2-4 ساعات قبل الإستخدام الأوّل. ثم أخرجيها من الثلاجة، واحفظيها في درجة حرارة الغرفة. * ضعي الكحل على عينيك.